( بقلم : امير جابر )
قبل مدة شاهدت السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي من على قناةالعربية وهو يتعجب من الصورة المغلوطة التي يحملها المسؤلون العرب عما يجري في العراق وان مستشاره للامن القومي نقل له عندما عاد من القاهرة ان الكثير من المسؤلين هناك يسالونه هل صحيح ان البصرة اصبحت تحت سيطرة ايران وانها تتحدث الفارسية وتتعامل بالتومان؟ وهل صحيح ان هنالك الكثير من مستشاري رئيس الوزراء هم من الفرس؟ وان المسؤلين العرب يتلقون التقارير اليومية من المخابرات الصدامية التي تنقل لهم التقارير المزورة والتي تتهم حكومته باصدار اوامر وقوانين طائفية
وقبل الخوض في سرد مسؤلية الاعلام العراقي ارى من المناسب التذكير ببعض العوامل التي تجعل الوسيلة الاعلامية ناجحة وتستطيع استقطاب اكبر عدد من الجمهور والتي يعرفها حتى من لم يدرس الاعلام وانا هنا ساركز مقالتي على الاعلام الفضائي لان الاعلام المكتوب والالكتروني العراقي قام بدوره وبصورة مقبولةومن اهم تلك العوامل هو توفر الحرية والكل يجزم ان الاعلام العراقي لديه من الحرية مالم تتوفر حتى للاعلام في ارقى الدول الديمقراطية والجميع شاهد كيف ان الناس هجرت تماما الاعلام الحكومي العربي المتخشب ومال نحو القنوات التي اعطيت قسطا من الحرية حتى اصبحنا نعيش فيما يسمى اعلام الجزيرة والعربية رغم انهما لايمتلكان نفس مساحة الحرية التي يمتلكها الاعلام العراقي وانهما تخفيان اجندة خفية وخطيرة تم تغطيتها بمهارات اعلامية فائقة والامر الاخر هو المصداقية والتواجد في ساحة الحدث وكلنا يعلم ايضا ان مركز الحدث الذي يشغل اكثر من نصف ماتنقله القنوات الفضائية العربية هو الحدث العراقي فكيف تستطيع تلك القنوات ذات الاجندة الخفية ان تزور الواقع ولاتستطيع القنوات العراقية المتواجدة في قلب الحدث ان تسقط مصداقية تلك الوسائل الشريرة وهي تملك الصورة اليومية الصادقةالتي لاتقبل التكذيب؟ وتستطيع ايصالها في المكان والزمان الذي تريده وماهي الاسباب التي تجعل الجماهير العربية تعزف عن مشاهدت قنواتنا العراقية والوثوق بقنوات الدجل والكذب المفضوح؟منذ اليوم الاول لسقوط نظام السفالة والاجرام كتبنا وقلنا مرارا وتكرارا ان معركتنا اعلامية بالدرجة الاولى وان اعدائنا من صداميين وتكفيريين لديهم من العلاقات والامكانات والوسائل الاعلامية والخبرة الماكرة ماليس له حصر لكن اشعال شمعة واحدة كافية لفضح ظلامهم فلماذا لاتسطيع قنواتنا العديدة وهي تملك تلك المزايا المهمة من ان تخزيهم والسبب معروف لان المحاسيب الهواة هم من يمتطي تلك الوسائل ولو اعطيت تلك ادارة تلك الفضائيات لمن لهم خبرة ومعرفة عن قرب بمكر المكرة ودحض حجتهم ومعرفة جماهيرهم وكيفية الدخول والوصول اليها واقناعها هل يعقل ان يصبح المقتول قاتلا مع وجود الكاميرةالتي لاتقبل التكذيب. ثم شرحنا بالمقالات المطولة طريقة عملهم وطريقة اقناع الناس بباطلهم وكيف استطاعوا اختراق الشعوب العربية رغم ان الحكومات العربية في البداية كانت وجلة منهم وخائفة من امريكا والتغيير الذي حصل في العراق وكلنا يتذكركيف ان الوسائل الاعلامية الكويتية كانت في بداية سقوط صدام وكانها تبث من بغداد فلماذا تغيرت تلك الوسائل بعد ذالك؟ ثم قلنا لهم لانريد ان ننافسكم على ادارة تلك القنوات التي حاصصتموها لكنكم فقط اسمعوا لناصح شفيق ثم لما عجزنا عن اقناعهم وقمنا بتسجيل العديد من البرامج التي تدحض الحجج التي كانت تتبناها القاعدة من مصادرهم ومن علاماؤهم واكابر علماء المذاهب السنية المعروفة وحتى السلفية وقمنا بتوصيلها لبعض القنوات العراقية وعلى حسابنا الخاص وباحترافية عالية رفضوا بثها واستمر الاعلام العراقي يخاطب العينة المقتنعة ولم يتوجه للعينة التي انتشرت فيها القاعدة على الاطلاق سيما ان صدام جفف المنابع الدينية في العراق سواء كانت سنية او شيعية وجاء التكفيريون بخاطب يقول قال الله وقال الرسول زورا وافتراءا على الله والرسول وقابلها اعلامنا بفرش محطاتهم للسياسين الذين لايجدون سوى تلك المحطات يطلون من خلالها على شعبهم المذبوح واخذوايتكلمون بالمنطق والتحليلات مع اناس يقولون ويفترون على كتاب الله وعلى رسوله الكريم اي بمعنى انت تقول انا اقول واولئك يقولون للناس الله ورسوله يقول لكم ودعمتهم القنوات الفضائية العربية بالتاييد السياسي وخلط الاوراق وفبركة الاكاذيب الى ان استطاعوا وبفترة وجيزة من الانتشار في مناطق السنة العرب قاطبة واثاروا الفتن وذبحوا الابرياء على الهوية الى ان شاء مقلب القلوب والابصار ورحمة بالضعفاء والابرياء ان ينقل تلك المذابح الى من احتضنوها فاحسوا بالخطر فشمروا السواعد لطردها ومحاربتها ولحد الان لم يستثمر الاعلام العراقي تلك الفرص الربانية كي يفضح اولئك القتلة فكريا ودينيا لان من يشرف عليه لايملك المعرفة ولا العلاقات باوساط علماء السنة ومفكريهم الذين يستطيعون وبكل بساطة فضح اولئك المجرمون وبقي رجال القوات المسلحة من دون تغطية اعلامية بل تم تصويرهم بالقتلة رغم ان ضحاياهم تفوق ضحايا قتلة الشعب العراقيوغدى الممثل الحقيقي للعراق في الدول العربية هو الضاري والفيضي والعليان وفلول صدام واذناب القاعدة اما السفراء او القائمون بالاعمال فهم مشغولون بالاستيراد والتصدير مع العراق ولا اقول هذا تجنيا فقد استطعنا وبامكانيات بسيطة ومن خلال اشتراكنا في معارض الكتب التي تعقد في الدول العربية ان نرى ذلك بوضوح واستطعنا ان ننشر الكتب والردود في الكثير من الصحف في تلك البلدان فلماذا لايهتم اصحاب الرواتب العالية والحماية الدبلوماسية حتى بالرد على الاكاذيب خاصة مع استعداد العديد من الصحف لتقبل الردود بل دائما نجد انصارنا هناك يتحسرون على سلبية السفارات
طبعا كل هذا المجهود الصدامي القاعدي والذي لم يقابل اطلاقا بمن يستطيع فضحة لذلك فعل السحر الصدامي فعله حتى اصبحت تلك الشعوب تسال اي عراقي زائر السؤال المعروف والمتكررهل انت شيعي ام سني فان قال شيعي قيل له مباشرة لما تفعلون كذا وكذا اي كل افعال الصداميون والتكفيريون تلقى على الضحايا وبعد هذا التهييج الشعبي اصبح الحكام العرب امام امرين اما الوقوف مع مقاومة اهل السنة او الوقوف مع الشيعة الظلمة عملاء المحتل الذين يبيدون السنة ويهجرونهم وطبعا لايجرا حاكم عربي ان يقف مع الشيعة الظالمين ضد السنة المظلومين
ياابااسراء المشكلة ليست بالحكام فالحكام العرب ميسور اقناعمهم وتستطيع امريكا ان تقنعهم المشكلةالكبرى هي في الشعوب العربية التي تركت تماما للدجالين والكذبة لان اعلامكم يديره مجموعة من الهواة الانانيين الذين لايعرفون واصبح حالنا ينطبق عليه القول( من يملك لايفهم ومن يفهم لايملك) هل يجوز ان يدير قناة العراقية رجل لم يدرس الاعلام على الاطلاق هذه العراقية التي يصرف عليها من مال هذا الشعب المذبوح مائة مليون دولار وهل يتصور او يعقل ان يصل الصلف بذلك المدير ان يقوم بتعيين مديرا للعراقية في كل اوربا وهو لم يدرس الاعلام ولايحمل شهادة على الاطلاق بل اكثر من كل هذا فان الجميع في هولندا يعرفه من انه من اكبراللصوص والمحتالين وانه محترف نصب وسرق العشرات من العراقيين المظلومين هل سمعتم بقناة تقوم بتعيين ممثل لها ويطارده العشرت الذين سرق اموالهم وفي كل حفل يريد تغطيته يلاحقه من سرقهم بالشتائم والعراك هل رايتم الانحطاط الى هذا المستوى المكشوف وهل مثل هؤلاء يفكرون في العراق او مآسيه؟ اعطوا قيادة اعلامنا العراقي لرجاله وسترون كيف يستطيعون وببرهة قصيرة من دحض ذلك الباطل وسترون كيف ستلعن الشعوب العربية من ضيعوا الحقيقة عليها وستعرفون كذلك مصداق ماقله الصادق(ع) فان الناس لوعلموا محاسن كلامنا لاتبعونا خاصة ونحن نعيش في الزمن الذي قال فيه الحبيب المصطفى سيأتي زمان تكون فيه الكلمة احد من السيف . والخلاصة اذا لم لم يتغير اعلامنا واذا لم يحس المسؤلون بهذه المسؤلية الكبرى ويتخلوا عن الانانية وابقاء قيادة اهم سلاح بيد الهواة في ظل هذه الظرف التاريخي المصيري فانه لاراي للصوت الضعيف ولاصدي ويجب علينا ان نلوم انفسنا قبل لوم الاخرين. قال الله تعالى (ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروامابانفسهم)
https://telegram.me/buratha