على الحكومة العراقية أستثمار الأنهيار المعنوي والتخلخل الحاصل في صفوف القوى الأرهابية التي تعمل على الأراضي العراقية والأهتمام بروافد الأرهاب البشرية والمالية التي تجري من بلدان الجوار العراقي وهذا الأمر قد يكون أهم حتى من معالجة الأرهاب الداخلي وفي هذا الأمر يجب أستغلال النفوذ الأمريكي على حكومات دول الجوار وعدم المساومة في هذا المجال بشعارات أكل عليها الدهر وشرب .................... ( بقلم محمد الخضري )
في الحقيقة كانت نهاية الزرقاوي متوقعة وهذا يستشف من ظهوره الأخير بالصورة والصوت على أحدى القنوات الفضائية ذلك أن التنظيمات الأرهابية ومنها تنظيم القاعدة تلجأ في كل الأزمات والأوضاع الحرجة وغير الأعتيادية الى أحداث ضجة أعلامية علها تعطي أنطباع آخر مغاير ومخالف للحقيقة على أرض الواقع وهذا ما حاولنا أظهاره للرأي العام العراقي الذي بدت عليه علامات الأحباط في أعقاب ظهور الزرقاوي وتزعزعت الثقة بل تدهورت بالقوات العراقية أو بالأحرى بالعملية السياسية بمجملها وهذا كان هدف أساسي للأرهاب في العراق .لكن الآن وبعد مقتل الزرقاوي هناك سؤال أمني مهم يدور في خواطر العراقيين مفاده هل سيتوقف الأرهاب أم سيكون هناك زرقاوي جديد يطل على الشعب العراقي من أحدى دول الجوار وهذا تساؤل مشروع وهنا يجب أن تكون الأجابة مهنية وموضوعية حتى يكون الأنسان العراقي مهيأ نفسياً وحتى لا تكون هناك أمور مفاجئة تزيد الحيرة العراقية وتقلل من الفرحة العراقية بمقتل أبو مصعب الزرقاوي لذا فأن العملية العسكرية التي ذهبت الى الجحيم بزعيم أرهابي كان يعتبر هو الركيزة الأساسية بل يكاد يكون الزعامة الأرهابية الوحيدة التي كانت تمسك بأمور التخطيط والتموين والتوجيه
وللتاريخ نقول أن الزرقاوي نجح نجاح باهر في التفنن بأعماله السادية القذرة وسر نجاحه كان يكمن في ما كان يحمله من الحقد والكراهية والشر للعراق وشعبه بأسره وبغض النظر عن القومية أو الديانة أو الطائفية وعملية هبهب الكبيرة بمحتواها ونتائجها هي خطوة كبيرة جداً وستختصر الكثير من الوقت في الوصول للنهاية المشرقة التي نتمناها للبلد الجريح وشعبه الحزين وهنا نحذر من أمر خطير وهو الدور الذي يلعبه الآن الأعلام المعادي للعراق وشعبه حيث يعمل على التقليل من أهمية هذه العملية العسكرية والأيحاء بأن القاعدة والزرقاوي لا يمثلون كل القوى المسلحة الأرهابية على أرض العراق وهذا مجافي تماماً للواقع على أرض العراق والكل يدرك أن القاعدة هي الغطاء الذي يقود ويحوي كل القوى المفلسة من أيتام النظام البائد والحاقدين العنصريين والطائفيين الذين لا يروق لهم أن يكون العراقيين سواسية لذا نستطيع القول أن رأس الأرهاب في العراق قد زال وأندثر لكن يبقى جسد الأرهاب
وهنا علينا أن نكون حذرين ومهيئين لتلقي صدمات وردود أفعال بشعة ستقترف بحق الشعب العراقي وهذه هي الاخرى أستراتيجية واضحة بتصرفات القوى الأرهابية في أرض العراق والتي تقوم على أساس القيام بضربات همجية لا تراعي أبسط مفاهيم الخلق والشرف والأنسانية في أعقاب كل خطوة يخطوها العراق سواء كانت هذه الخطوة أمنية أو سياسية أو أقتصادية أو حتى رياضية لذا علينا أن نكون أقوياء وندرك أن درب الأمن والأمان مكلف وباهض وكلما أقتربنا من النهاية تكون التضحيات أكبر وأقسى لكن يجب أن يتأكد الأنسان العراقي ويثق بأن نهاية الأرهاب قريبة جداً وأسرع مما يتصورها أشد المتفائلين وفي حينها ستبدء شعلة الأرهاب بالتوهج في ساحات مجتمعات عربية مجاورة للعراق حيث ستكون نهاية الأرهاب في العالم على هذه الساحات أي أن الضربة القاضية والقاصمة ستكون خارج الأراضي العراقية وليس كما رسمت الولايات المتحدة له واهمة ولم تأخذ في حساباتها وتقديراتها عدم تجذر الأرهاب في ضمير المجتمع العراقي والذي يتميز عن باقي المجتمعات المجاورة بأن الأرهاب حالة طارئة ودخيلة وعلى عكس المجتمعات الأخرى والتي تربت فيها أجيال عديدة على الفكر الظلامي وبرعاية الحكومات التي كانت تظن أنها سوف تستخدم هؤلاء في تصفية صراعاتها السياسية الداخلية أو الأقليمية أو الخارجية
وكانت تظن أنها تستطيع الخلاص من هذا الفكر متى شاءت ولم تضع هذه الحكومات في حساباتها أن السحر سينقلب على الساحر يوماً ما وهو الذي يحدث منذ عدة أشهر وبالتحديد عندما تيقنت القاعدة وأدركت أنها قد خسرت الساحة العراقية لذا أخذت بجس النبض في ساحات عديدة علها تجد البديل المناسب للساحة العراقية والذي يحدث على الساحة الأردنية والسورية والمصرية من أعمال أرهابية أنما هو جس نبض لكن أيضاً يجب علينا الأهتمام جداً بالأحداث المتسارعة التي تحدث على الساحة الصومالية والمواقف الأمريكية الأيجابية تجاه هذه الأحداث أو بمعنى آخر أن الأدارة الأمريكية أدركت متأخرة أن المجتمع العراقي غير صالح بأن يكون حاضن أو مركز أستقطاب للأرهاب الذي يعشعش في مجتمعات دول المنطقة ولأن أمريكا في أستراتيجيتها العسكرية تبحث عن تجمعات أرهابية كبيرة لكي تكون الضربة قاصمة مثل تلك الضربة الأستراتيجية القاصمة لقوى الأرهاب والظلام والتخلف في أفغانستان وهذا التكتيك الأمريكي الجديد وأن كان متأخر وكلفنا نحن العراقيين الكثير ألا أنه سيصب في الصالح العراقي......
أن عملية قتل الزرقاوي وعدداً من أكبر مساعديه هي ثمار أمرين مهمين بدء بهما رئيس الوزراء العراقي الجديد الأستاذ المالكي سياسته الأمنية أولهما هو تركيز ودعم السيد المالكي للجانب الأستخباراتي للقوات العراقية وهذا الأمر هو عين الصواب وما تحتاجه العملية الأمنية وهو التكتيك الأمثل في مجابهة العصابات الأرهابية والأمر الثاني هو الأجتماع الهام الذي عقده المالكي مع كيسي القائد الميداني للقوات الأمريكية حيث وضعت أستراتيجية جديدة للتداول المشترك للملف الأمني لذا فأن هذه العملية ظهر جلياً فيها هذين الأمرين حيث أن هذه العملية ثمرة جهد أستخباراتي قارب على مدة أكثر من شهر وشاءت الصدف أن تلقي القوات العراقية القبض على أحد قادة القاعدة الكبار في بغداد والذي كان بحوزته من المعلومات ما أكد صحة المعلومات الأستخباراتية وهذا ما شجع القوات العراقية على تحديد ساعة التنفيذ وأبلاغ الطرف الأمريكي للأستفادة من الأمكانيات العسكرية وكانت العملية وكان النجاح بتحقيق الهدف المنشود
وهنا لابد لنا أن نبتعد بتحليلاتنا عن الأمور غير المقبولة في هذه العملية العسكرية فهناك صيحات الآن تشكك في العملية وغاياتها وتبرر هذا بالقول أنه كان بمقدور هذه القوات أن تأسر الزرقاوي بدل قتله وهذا يتنافى مع المنطق العسكري حيث أن القائد الميداني الذي يقود القطعات في المكان هو صاحب القرار الأول والأخير ولا ننسى أن العملية كانت في جنح الظلام وفي منطقة بساتين كثيفة الأشجار وهدف مثل الزرقاوي ينطبق عليه المثل القائل عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة...........
على الحكومة العراقية أستثمار الأنهيار المعنوي والتخلخل الحاصل في صفوف القوى الأرهابية التي تعمل على الأراضي العراقية والأهتمام بروافد الأرهاب البشرية والمالية التي تجري من بلدان الجوار العراقي وهذا الأمر قد يكون أهم حتى من معالجة الأرهاب الداخلي وفي هذا الأمر يجب أستغلال النفوذ الأمريكي على حكومات دول الجوار وعدم المساومة في هذا المجال بشعارات أكل عليها الدهر وشرب كما أن تطبيق قانون مكافحة الأرهاب أصبح ضرورة لكن يجب أن يسري هذا القانون على كل العراقيين وأن لا تبقى الواجهات أو الشخصيات السياسية أو الدينية الموجودة في الساحة السياسية والأعلامية والتي تعطي غطاء سياسي وشرعي للأعمال الأرهابية غير مشمولة بهذا القانون
ونحن نستبشر خيراً ومتفائلين لأن الأستاذ المالكي كان أحد المشرفين والمتحمسين لأصدار قانون مكافحة الأرهاب كما أن على الحكومة العراقية أن تتبنى أعلاماً يعنى بالمواطن العراقي ويبرز الدور الأهم في العملية الأمنية والسلاح الفعال في هذا الأمر وأقصد دور الفرد والمجتمع العراقي وهذا ملقى أيضاً على عاتق الأحزاب والشخصيات السياسية والأعلامية وهذا الدور كان مفقوداً تماماً في بداية سقوط النظام البائد وكان الأنسان العراقي يعزو هذا لعدم ثقته بالقوات العراقية لعدم أهليتها بالوقوف بوجه الارهاب وللشكوك الكبيرة نتيجة الأختراقات الواسعة لصفوف القوات العراقية من قبل أزلام النظام السابق وهذا خلل بالفعل كان موجوداً وكبير حيث تولد هذا بسبب السياسة الأمريكية الخاطئة التي أنتهجتها في بداية تأسيس القوات حيث أستبعدت الطرف العراقي تماماً وهذا كلف الشعب العراقي وقواته الكثير من دماء الأبرياء لكن وبعد تسلم العراقيين الأمر تم العمل بجدية وحزم وبالفعل أنحسر الأختراق من جهة وأرتقى أداء القوات من جهة أخرى وهذا بدوره ساعد الفرد والمجتمع أن يرتقي أيضاً بواجبه في الملف الأمني وهذا مما جعلنا نستبشر بان نهاية الأرهاب ستكون قريبة وحتى قبل أن تكتمل القوات العراقية من كافة النواحي وفي الختام فأن هذه العملية العسكرية التي أنهت الفترة الأرهابية الزرقاوية هي مفترق طرق صعب تم أجتيازه بنجاح باهر وطريق الحرية و الأمن والأمان أقتربنا منه كثيرأ وأن غداً لناظره قريب .
محمد الخضري
خبير في شؤون الأمن والدفاع
https://telegram.me/buratha