المقالات

من خلف قضبان الغربة.. سلاماً يا بصرة العطاء

1589 14:59:00 2007-12-17

( بقلم : بشرى الخزرجي )

سألت نفسها يوماً ما هي الغربة! بحثت عن معنى لها بين طيات الأيام والليالي يروي فضولها الدائم منذ أن وطئت أقدامها أرضها الجرداء .. الغربة أرض بعيدة وسماء أبعد.. مطحنة السنين الضائعة بين الحنين والأنين .. زمن تساقط دون أمان .. وجع يغلي كالبركان .. سفينة تبحر في الخلجان بلا شراع أو ربان تلك هي غربة الأوطان .. أبدان تهاجر للنسيان .. برد إعصار كالطوفان يعصف ببقايا إنسان.. يا رب ما هذا الهذيان ..أنام وأصحو وأنا في لجة التيهان.. العيد يا غربة على الأبواب قولي لي أين الأحباب؟!

لم أخترك يا غربة، أنتِ التي اخترتني مذ كنت تلميذة صغيرة ألعب في باحة المدرسة جئت تخبريني بأني لست عراقية ولا عربية .. اذهبي لأبيك هو يخبرك عن أصل القضية!! قلت وأين هو أبي؟ وأي قضيه! قلت سبقك منذ شهور وودع البصرة الحزينة المنسية! لماذا رحل ولأي سبب؟ هل ذنبه أنه موال لأهل البيت محب؟ أأترك مدينتي ومحلتي ومدرستي "مدرسة التميمية"! لماذا كتب عليّ الرحيل أنا فتاة جنوبية! الناس غير الناس أركبوني عنوةً وأخواتي وأمي وجدتي في سيارة عسكرية! ورمونا ليلاً على الحدود الإيرانية بلا طعام أو شراب ولا حتى كسوة شتائية. بقينا في العراء حتى الصباح نرجو رحمة رب السماء نلوذ بذيل أمنا المسكينة التي خُيرت بين أن تبقى في وطنها شريطة تركنا نحن البنات نذهب الى المصير المجهول مع جدتنا أو أن تكفر بعراقيتها وترمي بوريقات جنسيتها كما فعلوا من قبل مع زوجها المبعد قسرا الى الدولة الحدودية والتي قالوا إنها مجوسية!

ومن بلد لآخر حطت بي الأقدار حيث العاصمة الأوربية لندن الضبابية .. وبقيت سجينتك يا غربة! ولم أنس يوماً أني عراقية من أرض أبي تراب المرتضى داحي الباب.. بلد الرافدين وشط العرب والسياب .. وطن سكن أضلعي رغم ذكرياتي البسيطة عنه وعن مدينتي التي كانوا يسمونها يوماً بندقية الشرق (نسبة لمدينة البندقية الإيطالية)، لسحرها وكثرة الأنهر والروافد فيها التي كانت تخترق بيوتها الشناشيلية.. فسلام لك يا واحة النخيل العطرة يا بصرة الحب والنور من بُنيتك البعيدة وكل عيد وأنت متألقة سعيدة ..فآنهضي فديتك روحي يا درة العراق وثغره الباسم العذب الرقراق .. قومي من سباتك و آحضني قلبي المتلهف المشتاق فقد أعياه طول الطريق ولوعة الفراق.

بشرى الخزرجي_لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك