المقالات

صندوق النقد الدولي والخبز


 

 

تاريخ الصندوق ومبادئه ومن هم اعضائه تدخلنا في نفق مظلم لان المعلن بخلاف المخفي ، ولكن ظاهرا ترى ان قروض الصندوق هي للنهوض باقتصاد المقترض، ولا اعلم لماذا تضع نسبة للفوائد على القروض ، هذه المؤسسة المالية تعمل تحت سطوة الادارة الامريكية لانها صاحبة اكبر اشتراك في الصندوق 23% ، ولكن يبقى السؤال هل ان القروض تتاثر باقتصاد البلد المقترض فقط ام بالقرار السياسي في البلد ؟ 

المعادلة السليمة للسياسة الاقتصادية لاي بلد بان تكون مصروفاتها اقل من وارداتها ، والمصروفات هو عمران البلد وزيادة انتاجه وصرف رواتب الموظفين وتخصيص حصة لكل المواطنين بما لديها من موارد مالية وبالنسبة للدول النفطية مواردها النفط بالدرجة الاولى، ومن بين خدماتها هي دعم السلع الاساسية حتى يتمكن الفقير من الحصول عليها والدعم يعني تخصيص جزء من الايرادات لها من غير ان تحصل على ارباح ، فاذا كانت النتيجة النهائية الايرادات اكثر من المصروفات فان هذه الدولة تكون صاحبة اقتصاد قوي ولا تحتاج بل لا تفكر بصندوق النقد الدولي . 

بعض الحكومات فيها من الفساد ما تسرق خيراته فيكون عاجزا عن تحقيق نظام اقتصادي سليم هنا يحاول ان يعوض فساده بالقروض ، وحتى يطمئن الصندوق الدولي لسلامة العملية الاقتصادية في البلد المقترض وتقليل الخسارة وضمان تسديد القرض مع الفوائد السنوية يطالب برفع الدعم عن الطحين والوقود وهو شرط قبل القرض ، وهنا تبدا الماساة فيصبح مصير الشعب رهن هذا الصندوق ، ولانه يخضع للسياسة الامريكية فعلى الدولة المقترضة ان تنفذ ما يرغب به البيت الابيض حتى تلغى الفوائد كخطوة اولى واذا احسنت الحكومة عمالتها في القرار السياسي يلغي البيت الابيض قرضه ، فالمهم يجب ان يقبض الصندوق والبيت الابيض والدول الرئيسية في ادارة الصندوق قبل منح قروضها . 

كمنهجية للحفاظ على قوة صرف العملة وقوة العملة في اي بلد من خلال ايداعها اموالا في الصندوق ( 25% ذهب والباقي عملة والان حسب ما قرات في احد المواقع الخبرية ان يكون شرط الايداع 20% دولار وهذا ليجعل الدولار هو العملة الوحيدة التي يتعامل بها سوق النفط )،كمنهجية هي سليمة بذاتها ولكن ..اه من الـ لكن ، بالنتيجة تكون فوائد قروض الصندوق ماخوذة من افواه الفقراء وكم حاول الصندوق الغاء البطاقة التموينية كشرط لقرض العراق ، ولان العراق لم يستطع معالجة الفساد المالي وايقاف نهب الاموال لهذا تجد مصروفاته اكثر من ايراداته ( جزء من مصروفاته سرقات) ، هذا الامر يعمم على كل بلدان العالم الثالث والفقيرة في بقية اصقاع الارض ، وهنا يكون القرض وسيلة ضغط امريكية على من لا يتماشى وسياستها . 

الان تعلن امريكا عن ايقاف مساعداتها لفلسطين او باكستان او حتى الامم المتحدة لان هذه المؤسسة وتلك الحكومات لم تتماشى والرؤية السياسية الفاسدة للادارة الامريكية لهذا نرى ترامب دائما يهدد بقطع المساعدات وبالاحرى هي رشاوى لشراء الذمم وليست مساعدة طالما انها مشروطة بسياسة معينة يجب ان تنتهجها الدولة التي تستلم المساعدات الامريكية، والان الشعب المصري يعيش القلق بسبب قرض كبير ستقدم عليه حكومة السيسي وهم يخشون من ارتفاع اسعار الطحين والوقود

وحتى الصندوق الدولي له خدعه واحتيالاته السياسية عندما يعلن مثلا عن الغاء ديون عن بعض الدول الفقيرة وهذا الاعلان ليس بارادته بل بقرار الدول المانحة للصندوق وهذه الدول تقدم على هكذا خطوات لتغطي ما لها من عورات 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك