المقالات

الولادة الجديدة لتنظيم داعش..!

3044 2017-12-29

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

من يقرأ التاريخ جيدا، ومن يستطيع الدمج بين التاريخ والجغرافيا، عبر إرتجاجات الجيوسياسيا؛ سيعرف ماستؤول اليه الأمور بعد الإعلان الإحتفالي، عن موت داعش في  العراق وسوريا.

داعش شأنه شأن ما سبقه من تنظيمات متطرفة، حملت عناوين الجهادية السلفية، لم يكن إلا أحد الأبناء اللاشرعيين لزواج كاثوليكي، بين مال القبيلة السعودية القذر، والعقيدة الوهابية الزنخة، والمصالح الأمريكية اللاأخلاقية، وما دام بيت الزوجية هذا قائما، ولم يحصل طلاق بين أحد أطرافه، فلنا أن نتوقع وبشكل مستمر، ولادة أبناء لاشرعيين جدد، أينما وجد الأتباع، وحيثما تصل يد المال السعودي، وأنى تكون لأمريكا مصالح.

نشير الى أن "أنى" تفيد الزمان والمطان!

هزيمة داعش في العراق وسوريا، كانت على يد أبطال العراق من جيش وحشد شعبي، وبدعم واضح ومعلن من جمهورية إيران الإسلامية، وكان لهذا الدعم ـ اسلحة وأعتدة ومعدات ومستشارين ـ  أثره البالغ والسريع في الإنتصار على داعش.

الهزيمة في سوريا، أيضا كانت على يد الجيش السوري؛ الذي أستعاد عافيته وأمسك زمام المبادرة، بعد الدعم الروسي الكبير، وبعد أن هب حلفائه لمساندته ميدانيا..وكانت جمهورية إيران الإسلامية، وحزب الله لبنان، وقوى المقاومة هم عماد هذا التحالف المنتصر..

هزيمة داعش تعني فيما تعني، هزيمة المشروع الصهيوسعودي الأمريكي، بكل أبعاده ومعطياته وتداعياته، وإعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، أحد معطيات الهزيمة وتداعياتها..

ليس منتظرا من أصحاب المشروع الصهيوسعودي الأمريكي أن يستسلموا، لأن أدوات المشروع مازالت قوية وقائمة ومتماسكة، وهم إذا هُزموا في ساحة، فإن هناك ساحات كثيرة، وبيئات حاظنة عديدة، وأهداف قائمة بقيام المصالح؛ مع وجود الأسباب، وسيادة عقلية الإنتقام..ولذلك فإنهم سينتقلون بمشروعهم؛ الى أكثر الساحات ترشحا لإستئناف المشروع، مع بقاء عينهم دائما على ساحة سوريا والعراق، لأنها قريبة جدا من إسرائيل شريكهم في المشروع، وثمة حاجة دائمة لإبقائها مضطربة.

روح الإنتقام والشعور بعار الهزيمة، سيدفعهم الى محاولة تجريب حظهم مع جمهورية إيران الإسلامية، والساحة الشرقية والجنوبية الشرقية لإيران، مهيأة منذ زمن لإحتظان الوليد اللا شرعي الجديد..

باكستان وإفغانستان رحم مثالي لهذه الولادة، والمال السعودي والعقيدة الوهابية، موجودان وبقوة منذ أمد بعيد، والدشاديش القصيرة واللحى المملوءة قملا، تجدها أينما تيمم وجهك!

في بلوشستان الإيرانية المجاورة، كان لأصحاب المشروع إياه تاريخ تآمري حافل، فقد ضُخت أموال كثيرة هناك، وامريكا التي ما فتئت تعلن عدائها لإيران، تواقة لأن توجه ضربة غير مباشرة لإيران، لأنها تعرف أن ضرب إيران بشكل مباشر، سيجرها الى حرب مكشوفة على طول المنطقة وعرضها. أمريكا تعلم أنها ستكون؛ هي وحلفائها السعوديين والخلايجة، فضلا عن الإسرائيليين، أهدافا مشروعة وجاهزة لإيران وقوى المقاومة، التي باتت بعد الإنتصار على داعش في سوريا والعراق، أقوى من أي وقت مضى.

المنطقة حبلى بالمفاجئات، وفحص السونار للحمل حدد جنس الوليد اللاشرعي، كما حدد آباءه اللاشرعيين، فضلا عن أنه حدد ميعاد ولادته، والتحالف الصهيوسعودي الأمريكي؛ واقع في مشكلة سوء تقدير مكان وزمان ولادة "النغل" الجديد، وستناور بطرحه بأسم وعنوان وهيئة مختلفة..

كلام قبل السلام: المفاجئات ستفاجيء الذين لا يحسنون، قراءة التاريخ والجغرافيا والجيوسيسيا، وإيران ومن معها ليسوا من هذا النوع..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك