المقالات

المثقفون وأنصافهم.. وأشباههم.


 

رغم أن مصطلح الثقافة, متعدد المعاني, وقابل للتعريف بأكثر من معنى, تبعا لمن يفسره ومقاصده.. لكنه في مفهومنا الشعبي العام, يستخدم للدلالة على العلم والمعرفة بشؤون الحياة, على مختلف إتجهاتها ومتغيراتها, بشكل مقبول, مع معرفة كاملة بتخصص أو عمل ما. 

يختلف تطبيق هذا المفهوم بين أمة وأخرى, فبعضها يطلق هذا التوصيف, على الأدباء والفنانين, فيما أمم غيرها تحصره في من يحمل الفكر والفلسفة, ويضع لمساته في حياة تلك الأمة. 

يختلف عرف ومفهوم أمتنا العربية, عن كل ما سبق, فأعرافنا حددت المثقفين بانهم, من يخرجون عن المألوف.. كأن يطيلون شعرهم, ويتكلمون بشكل غريب, ويطالبون " بتحرر" المجتمع عن عاداته وتقاليده, ويفضل أن يكونوا من " اللادينين", وبهذه الصفة الأخيرة, سيصبحون من كبار المتنورين المثقفين! 

هناك من يملك شيئا من المعرفة وقليلا من الثقافة, لكنه توهم إمتلاكه كل الفكر والمعارف, رغم أنه بالكاد نصف مثقف, أو أقل.. فهو مشكلة كبيرة, فلا يقبل برأي من يعرف أكثر منه, ولا يعترف أنه لازال متعلما, وليس عالما بعد. 

هناك من لا يملك شيئا من المعرفة, وتوهم أن ما يتخيله, هو المعرفة والثقافة الكاملة, أو خدعه أحدهم, فزوق له أن الثقافة تعني, خروجا عن المألوف ومخالفة كل القيم والمعتقدات, فسرح بعيدا في هذا المجال, وخصوصا إن كانت له "شلة" تشابهه في الشكل والمضمون, فكلهم يقيّم كلهم, بأنهم الصواب المطلق, وغيرهم هو المتخلف الجاهل.. فهؤلاء أشباه مثقفون, بل هم الجهل المركب بعينه. 

الثقافة دوما تعني, المعرفة وفهم الأمور.. ولا علاقة لها بتوجهات الشخص, إسلاميا كان أو مدنيا, متدينا كان أم غير ذلك.. ومن يتصور أن الثقافة تعني شكلا وصورة, يرسمها لإنسان لنفسه, فهو أحمق. 

الثقافة علم ومعرفة, يجب أن تنعكس تصرفا وسلوكا حياتيا يوميا. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك