المقالات

هل نحن بحاجة لمختار العصر.. مرة أخرى؟!


 

يتذكر من عاصر فترة السبعينيات, عندما قدم المنتخب الهولندي حينها, خطة جديدة للعب الكرة, سميت بالكرة الشاملة, وتعتمد على هجوم كل الفريق على الخصم, ودفاعه كله عن مرماه.. وكاد أن ينال كأس العالم في حينها, لولا الحظ العاثر.. وكانت تلك الخطة ممتعة جدا, ونتائجها شبه مضمونة. 

عندما تولى السيد المالكي, حكومته الأولى, حقق نجاحات نسبية لا يمكن إنكارها, بفضل دعم حلفائه له, كالمجلس الأعلى والتيار الصدري وغيرهم, وإرتفاع أسعار النفط حينها.. ورغم كم الفساد والدمار الهائل, الذي خلفه حكم صدام والبعث, إلا أن الأمور كانت في طريقها للتحسن, أو هكذا بدت. 

مع نهايات فترته الأولى, بدأت ملامح التفرد بالقرار تلوح, وصارت بطانته وحاشيته, من أفردا عائلته والمقربين منه, يديرون أهم مفاصل الدولة, فساعد هذا على تفشي الفساد, وتفكك الدولة ومؤسساتها, لوصول من لا يمتلكون الكفاءة لمناصب حساسة ومفصلية, وهو ما دفع المالكي, لتقديم تنازلات مهولة, لشركائه السياسيين, مقابل تجديد ولاية ثانية له. 

أدت تلك الأوضاع, لسقوط ثلث الأراضي العراقية بيد عصابات داعش, وكادت أن تطيح بالدولة, لولا فتوى المرجع الأعلى للشيعة, وإستجابة الشعب العراقي لها, بشكل فاق كل التوقعات.. ورغم ذلك بقي السيد المالكي متشبثا بالسلطة, ويعمل لولاية ثالثة, ولولا تدخل المرجعية, وتحركات سياسية كبيرة, لربما نجح في نيلها. 

أصبحت تلك الولاية, وما رافقها من أخطاء كارثية, وتفرد بالحكم والقرار السياسي, درسا مهما لكل الساسة العراقيين, وجب أن يتعلموا منه. 

بعد نجاح حكومة السيد العبادي في, إستعادة ما خسره العراق من أراضيه, وإنجازه الأكبر, في التعامل مع قضية إستفتاء الكرد, ومحاولة الإنفصال, بطريقة بعيدة عن الضوضاء و التهريج, وبدعم وإسناد شركائه السياسيين, بدأت ملامح من يسوق العبادي ليجعله بطلا قوميا, ويطبل لبطولاته الفذة.. وتبعهم جمهور عاطفي, يردد دون وعي أو تدبر أحيانا.. فهل نحن نعيد التاريخ القريب, مرة أخرى؟ 

الإنجاز المتحقق, كان عملا جماعيا, وكان للعبادي فيه دور متميز, ولكنه كان واجبه ومن صلب مهام دوره, فهو اولا وأخيرا موظف في الدولة العراقية, ولا يعمل بمفرده, فهناك مؤسسات حققت الإنجاز, تطبيقا على الأرض, وهناك شركاء سياسيون دعموا وساندوا مواقفه, وهناك مرجعية أفتت وعبئت, فتحمل مسؤوليات عظيمة. 

السيد العبادي انجز شيئا مهما, في إستعادة ما تسبب سلفه بخسارته, لكنه لم يكن وحده بطل هذا الإنجاز, فهناك رجال وجهات, هم رجال الإنجاز والبطولة.. لكنهم في الظل, فلسنا بحاجة لمختار عصر جديد. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مجتبى الموسوي
2017-11-06
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أتذكر في عام 2004 و 2005 كان يضهر السياسي العراقي جواد المالكي على قناة الحرة عراق وغيرها من الفضائيات يتكلم بالسياسة ؟ ولكن في 2006 الى 2010 ساند الحليف السابق والقوي لنوري المالكي وهو التيار الصدري وقالوا نحن مرشحنا الأوحد هو المالكي . أما المجلس الأعلى أيضا ساند المالكي بقوة وبسبب التيار الصدري و المجلس الأعلى نجح المالكي بادارة حكم العراق بلا فساد ولا مصائب . وهذا النجاح يعود للمستشارين الاصلاء في التيار الصدري و المجلس الاعلى . أما في الولاية الثانية من 2010 الى 2014 تسببت حكومة المالكي بتدمير العراق رغم ميزانية الدولة الانفجارية لكن هناك فساد وارهاب وفقر وبطالة لاكهرباء لا اعمار واليحجي على المالكي يسوولة ملف بعثي أو 4 ارهاب . الى ماوصلنا به الان . الله يساعد الدكتور حيدر العبادي عافولة دولة مدمرة , اللهم انصر العراق وحفظ شعبه . لكن رغم هذا المالكي راح يرجع للحكم لان قناة الاتجاه والعهد وبدر وعمار الحكيم مع المالكي الآن . واذا رجع راح السنة و الاكراد يخبثون على العراق . والله ولي التوفيق .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك