المقالات

وثيقة لاول مرة

1702 14:47:00 2007-12-11

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

استكمالا للانجازات الكبيرة التي تحققها الدبلوماسية العراقية، تأتي زيارة سماحة السيد الحكيم نقطة تحول مفصلية في الحراك السياسي لبناء العلاقات العراق - دولية، فقد بينت قدرت رموزنا الوطنية ودورهم الريادي للحصول على الاستحقاقات الاستراتيجية لاخراج العراق من الاوضاع الاستثنائية التي وضعه فيها الطاغية المعدوم صدام، كما اكدت الزيارة الرصيد الفكري والخزين الوطني للنهج الذي ارسى قواعده شهيد المحراب(قده) واستكمال مشروعه البنيوي التغييري بأطروحته العراقية الوطنية النابعة من صميم الامة والجماهير، فقد أكد في تصوراته ان تشكيل اية امة من خلال تكامل العناصر الاساسية في مرتكزاتها البنيوية وصولا لانجاز ذاتها وهويتها ووجودها النوعي المتميز، وان وحدتها وقوتها مقترن بوحدة وتراص انظمتها الذاتية المشكلة لكينونتها في الوجود، وانطلاقا من هنا، فاننا نزعم: إن سبب اندحار الارهاب القاعدي انما هو تعبير جلي من انها لم تنتج هوية وثقافة متوازنة واصيلة تتناغم من الواقع العراقي، فقد انجلت مع تحسسها صعوبة موطئ اقدامها في رمال العراق الحارقة، فبعد سقوط معاقلها في افغانستان، اعتقدت انها وجدت ضالتها في العراق لاقامة جمهورية طالبان اللاإسلامية متجاهلة الارث الحضاري والعمق التاريخي للعراق، غير أن الكثير من الدول العربية والاقليمية اخذت تبدي ميلاً للتعاون مع الحكومة العراقية والتواصل لوضع الحلول لازمات قد تشابكت خيوطها، واتباع سياسية تسمح باستئناف التمثيل الدبلوماسي لتأكيدها الانفتاح على العراق الذي اكد على الدوام حرصه على عروبته، فنحن تواقون لتعزيز تلك العلاقات.

ومن ضمن الاستراتيجية العراقية تعزيز التواصل واعطاء الفرصة الحقيقية للدول الشقيقة والصديقة لتكون اقرب واكثر تفهما لواقعنا الوطني، وتبديد الهواجس من التجربة العراقية على مستوى افرازاتها السياسية احيانا، وعلى مستوى نتاجاتها العملية السياسية من حيث طبيعة التغيير، كما أننا نسعى للموازنة في العلاقات الاقليم - دولية والانفتاح عليها لاستثمار قدراتها بما يعزز التوازن الدولي والتنفيذ الشامل الذي نطمح له في العراق على الصعد كافة. اذا لماذا الايحاء بفشل العرب دائماً في اتباع النهج الديمقراطي السليم في حين ينجح آخرون كانوا وراءنا باشواط؟ لست وحدي من يطرح هذا التساؤل المحير، لكني اعتقد ان كثيرين يطرحونه، اذا لماذا يغيب اليقين الديمقراطي في بلادنا، ولماذا التصوير اننا نفشل في صنع قفزات ديمقراطية حقيقية، بينما نرى شعوبا ودول اخرى في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية قد قطعت اشواطا واسعة وبخطوات جريئة نحو الرقي والديمقراطية، الم يحن الوقت لاتخاذ قرارات جريئة تخرج العراق من حالات التعويم والتشويش على المشاريع الحيوية التي من شأنها اخراجه الى دائرة الضوء؟

 ان مفتاح حل الازمات العراقية يكمن في ترسيخ مفهوم المواطنة وتعزيزها، ففي الوقت الذي تعوم فيه دول في موجات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، نرى عمق التجربة الديمقراطية الفيدرالية في الهند رغم تعددها الاثني والقومي واللغوي والثقافي والديني تمثل تجربة واعدة في تجاوز الابعاد التكوينية البنيوية، اذ ان الفيدرالية ارتبطت باسم العراق الفيدرالي، فهي تحقق اوسع الفرص للمشاركة الحقيقية في صنع القرار الوطني، فلابد من تغيير المسارات التي تعمل على مركزت القرارات وما تركته من تراكمات على الواقع العراقي، والتوصل الى التوصيف النهائي للاجراءات التنفيذية للفيدرالية من خلال الشعب وخلق التوازنات الاقليمية لمناطق العراق كافة، وقبر الخطاب التحريضي لبعض وسائل الاعلام التي تحاول التأثير على الرأي العام، فضلاً عن النبرة التحريضية الانقسامية التي تحاول استحضار تعميق الفجوة بين المكونات الوطنية منطلقة من خلفيات فئوية لا طائل منها، لذا يجب الشروع بتأهيل النخب العراقية لتكوين نضج جماهيري يتفاعل مع المعطيات الاستراتيجية وتوظيفها للبدء في صفحات البناء والاعمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عدنان اكوش
2007-12-11
بيت الحكيم خيمة للعراق وشوكة في اعين الحاقدين وسند للمرجعية شهدائهم في الجنة ومبغضيهم لهم الذل والهوان في الدنيا والأخرة اللهم احفضهم فهم سادتنا وبر اماننا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك