اعترف أنني متشائم قليلا بسبب ما حدث في لبنان في الايام الماضية من انتخاب رئيس جمهورية من العسكر وانقلابه على وعوده التي قطعها للحزب ولحركة أمل وإفتضاح حقيقة تبعيته للسفارة الامريكية والسعودية مع انهما ( الحزب وأمل ) كانا بيضة القبان التي أوصلته الى الكرسي !
نقول ابتداءً ان تلك الحركة لم تكن تلك سوى البداية كما في لعبة الشطرنج لجس نبض الحزب وقد يكون مابعدها اعظم لو سكت الحزب ومن معهم عن حقهم !
ولكنها لحد الان مجرد رسالة لجس النبض !!!
وقد يرد البعض علينا بالقول ( ان عدم مشاركة الحزب في الحكومة ليس بمشكلة ما دامت على الطريق الصحيح فقد يكون العمل من خلف الستارة افضل من العمل المكشوف في بعض الاحيان خصوصا وان طريق الحكومة الجديدة مليء بالمصاعب والازمات )!
نعم .. وهذا لو كانت على الطريق الصحيح وهذا مالم نلاحظه خلال الايام الماضية !
فكل الكلام الذي نسمعه الان في لبنان هو عن عملية اصلاح الدولة وسيطرتها على القرار السياسي والعسكري وكانها رسالة اخرى الى الحزب بان الدور الان للدولة وليس لكم وأن أيامكم قد انتهت ..
وكأنها رسالة اخرى من رسائل جس النبض ولعلنا سنسمع في قادم الايام ماهو اسوء من ذلك !!
وقبل ان نبدأ الحديث فعلينا ان نفرق بين من ارسل تلك الرسائل وبين ساعي البريد الجديد ( رئيس الجمهورية ) الذي تولى ايصالها للحزب عن طريق التصريحات العنترية التي زوقها بالحديث عن اعمار لبنان وعن الاصلاحات المالية ووالخ !
الواضح جداً للجميع ان رسائل ( جس النبض ) تلك كانت امريكية وسعودية بامتياز فحكومة ساعي البريد لم تكن لترى النور الا بتخطيط السفارة الامريكية والاموال السعودية التي اغدقت على الكثير من النواب اللبنانين في مقابل دعم التصويت له في البرلمان اللبناني والاكيد ان المخطط كبير وأن المقابل الذي ستدفعه الحكومة اللبنانية الجديدة سيكون اكبر بعشرات الاضعاف مما دفع من رشاوى لانتخابها وسيكون كارثياً على مستقبل لبنان !
الصورة لمستقبل لبنان مشوشة مع اني اعتقد أن امريكا والسعودية تخططان لاستنساخ التجربة اليمنية للتخريب التدخل العسكري في لبنان ( بحجة الشرعية ) !!
حزب..الله !
في مواجهة اللاشرعية ( حلقة2)!!
نرى ان المخطط الامريكي والسعودي الجديد في لبنان أكمالا للعدوان الاسرائيلي على لبنان واستثمارا لخسارة الحزب لمعظم قياداته من الخط الاول !!
فكانت البداية بانتخاب رئيس جمهورية تابع لهم مقابل بعض التعهدات والتنازلات ثم انقلاب ذلك الرئيس على تلك العهود التي قطعها للحزب !!
وقد تكون الخطوة القادمة هي إيصال لبنان الى خط المواجهة المسلحة بين الحزب ومن يقف معه من جانب وبين الحكومة والاحزاب الداعمة لها والتي تسير على خطى السفارة الامريكية والسعودية من خلال حركات استفزازية ستقوم بها الحكومة ضد الحزب لاحداث الفتنة وقد يكون ذلك تمهيدا لتدخل اطراف اخرى في النزاع كأسرائيل وسوريا و( تحالف دولي ) كالذي يقاتل الان في اليمن !
فإذا حمل الحزب السلاح على الحكومة وهذا ما تريده امريكا والسعودية فسيقال ان الحزب خرج على شرعية الحكومة المنتخبة !!
وان سكتوا عن تجاوزات الرئيس الجديدة وانقلابه على الاتفاق والوصول الى اصدار اوامر بتسليم اسلحة الحزب وتحديد مصادر تمويله وقطعها فهذا اسوء من الاول !!
الواضح .. من وضع لبنان في هذا الموقف ( السفارات ) لايهمهم اين ستكون مصلحة لبنان مستقبلا إن كانت فوق صفيح ساخن او إن كانت في القطب المنجمد !
أما الان فأي تحد للحكومة أو لقراراتها من قبل الحزب وانصاره فسيكون خروج عن الشرعية التي جائت بالحكومة !
يعني .. نفس حجتهم في اليمن كما ذكرنا !!
تحياتي ..
يتبع ..
https://telegram.me/buratha