المقالات

لماذا هدمت السياج؟ عابرو السبيل قطفوا نرجس كردستان!

1873 2017-10-08

عمار طلال* 

توقيت مريب لاعلان دولة كردستان المؤجلة منذ مطلع القرن العشرين.. كما لو ان بركان "الوطن القومي" يثور يوم القيامة؛ فيحرج الملائكة الموكلين.. من الرب.. بالحساب؛ فتختل موازين اللوح السرمدي المحفوظ، منذ اليوم السابع للخلق، حتى الساعة الـ "قريب.. اكاد خفبها" ملحقا الدمار بالعراق كله.. عربا وكردا و... أقليات متآخية يراد تفريطها مثل حب الرمان.. يبدو ان إبليس الذي أغوى آدم بالتفاحة في الجنة، يغوي مسعود البرزاني، بالرمان في جحيم الدنيا، بينما ثروات كردستان مجرد مغامرة على طاولة قمار، يريد منها مسعود ان يسجل اسمه على صفحة صفراء من كتب التاريخ المهترئة: "مؤسس دولة كردستان الكبرى واول رئيس جمهورية لها". 

وهو لا يريدها جمهورية.. يريدها مملكة، معلنا نفسه امبراطوراً، بالسطو على نضال اسلافه من اجل الحقوق القومية للكرد، ولم نسمع او نقرأ في طروحات محمود الحفيد ولا الملا مصطفى البرزاني، تعليقا وردت فيه كلمة "دولة كردية". 

لو نشبت حرب اهلية، بين البيشمركة، وفصائل القوة العراقية، من سنة وشيعة وجيش وشرطة اتحاديين وعشائر، مدعومون بقوى تركية وايرانية و... سواها؟ بماذا سيقاتل مسعود، بمجموعة من المثليين الذين يقبض عليهم جهارا نهارا بالفاحشة المشهودة، ولا يبالون لأنهم نشء اوربي الثقافة!!! لأن رجال البيشمركة الحقيقيون.. ابطال سراديب الجبال، أما استشهدوا بمواجهة الطاغية المقبور صدام حسين، او طوتهم الشيخوخة.. "راحت إرجال الحامض السماكي.. وجتي إرجال البـ "العصا" تنساكِ". 

كي تعد المملكة امبراطورية، لابد ان يمر على الملك نفسه، خمسون عاما، جليس العرش؛ ولان الكفاح الكردي المسلح في سبيل ضمان الحقوق القومية للوجود الكردي، الذي يؤشر ابعاد الشخصية التي لا يحدها سياج دولة.. الكرد دولة اللامكان وكل مكان... 

• حرب اهلية 

مسعود البرزاني.. رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته منذ ثلاث سنوات و"مجلب" بالسلطة عنوة، يريد دولة ينتخب نفسه رئيسا مطلقا لها، عبر استفتاء صوري.. على طريقة استفتاءات صدام حسين وسواه من رؤساء الشرق.. ماكثا على وجاهة السلطة.. امبراطورا، يضيف كفاح اسلافه الى نفسه فيستوفي الـ 50 عاما المطلوبة للامبراطورية، حسب قاموس مصطلحات علم السياسة! 

انها مطامع نرجسية، ستعزل المكون الكردي، مثلما حائط يجرد مما حوله من بيوت ساندة؛ فينهار تلقائيا.. واذا ما إنهار مكوِن عراقي: "تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" كما ينص الحديث النبوي الشريف؛ لاننا "ابت اخلاقنا شرفا" ان نتبرأ من أخينا اذا "وكع" حتى لو كان اخا عاقا.. مارقا، تنكّر لدرة الحليب الذي رضعناه "سوة". 

• بيشمركة مثليون 

لا يأتمر بسطوة مسعود جيش عليه الاعتماد؛ لأن البشمركة الآن "بزر دلال" دخلوا دورات قتالية في الخارج، لم يواظبوا على الانتظام فيها.. لا تلك التي اقيمت في اسرائيل ولا المانيا ولا سواهما من دول قيل تدرب البيشمركة فيها.. كانوا يستنفدون اوقاتهم حتى الفجر بالسهر والبنات والخمرة والـ... غلمان أعوذ بالله! 

اما البيشمركة الحقيقيون.. الأبطال الذين اقضوا مضاجع الحكومات المتعاقبة، متمترسين في كهوف الجبال وسراديبها، فأولئك أدوا ما عليهم واستنفدهم الزمن.. بين شهيد وشيخ كبير السن او توفاه الله، لذا بات البيشمركة الحاليين.. أسوأ خلف لخير سلف! فلا يغتر مسعود بفرط الرمان الجحيمي! 

انه يُقِدمْ على خطوة مجانية.. لا مسؤولة.. خطوة هوجاء غابت عنها تأملات العقل الحصيف؛ يغامر بوجود الكرد كقومية، كما لو كان على طاولة روليت لا فائز فيها على الاطلاق، انما هو الخسران بلا مناقشة؛ كون المحيط الدولي من حول جمهورية برزان الموهومة، سيقوضها؛ لانها بلا منفذ بري ولا بحري.. ليس سوى السماء و.. لا طارق؛ لأن حتى النجمة ام ذويل لن تجروء على مخالفة الاجماع الدولي بالنزول على دولة كردستان؛ لمساعدة مسعود في انتشال دولته مما ركّس الكرد فيه من ضيم بانت طلائعه بارتفاع غلاء المعيشة فورا.. بجنون، في اسواق الاقليم.. رفعها التجار.. نهازو الفرص، وماذا سيفعل لهم مسعود؟ هل يقع يديهم ويعدمهم مثل ما فعل صدام بتجار الشورجة وجميلة في التسعينيات.. اثناء "العقوبات الدولية ـ الحصار". 

توقيت مريب أقدم خلاله مسعود على إعلان الدولة، بدءا بالاستفتاء الاهوج، الذي نسف تاريخ الكفاح الكردي المسلح، واقلق العراق كله، مبددا نشوة الفرح بانتصار قواتنا على "داعش" فهل يثار لـ "داعش" ام يريد خراب الوطن الاتحادي المبين. 

• مدير عام مجموعة السومرية 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك