المقالات

حديث عن تمرين تعبوي لسحق الفاسدين تحت الأقدام..!

3264 2017-09-21

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

من لا يفهم العراقيين جيدا، يذهب بتأويل منهجهم بالتعامل مع الأحداث، الى تفسيرات تبتعد عن تكوين العراقيين العقائدي، وإنتمائهم الفكري والديني..

في هذا الصدد؛ نسترجع الماضي القريب جدا، حيث قرابة ثمانية عشر مليون عراقي، ومعهم عدة مئات آلاف من شيعة العالم، يتوجهون مشيا على الأقدام، صوب كربلاء الحسين عليه السلام، لأداء شعيرة زيارة الأربعين المليونية..

وقتها فات على الحكام، وعلى المسؤولين الحكوميين؛ تقدير قوة الشعب العراقي وإرادته، وفاتهم أن ما يقوم به الشيعة في هكذا مناسبات، يعطي عبرا ودروس، معظمها موجه الى الحكام والساسة، الذين لم يعوا الدرس حينها، لأنهم كانوا منشغلين بالمغانم وتوزيعها بينهم، فيما كان الشيعة يجرون تمرينهم التعبوي، على كيفية سحق الفاسدين تحت أقدامهم!

وفي هذا الصدد أيضا نذهب أبعد من اليوم، الى حيث وقفة الحسين عليه السلام مع إبن عمه ابن عباس (رض)، الذي أعترض طريقه، راغبا أن يثنيه عن الرحيل صوب العراق، حيث فيه مقتله، خشية عليه وعلى عياله من القتل..

ساعتها قال الحسين عليه السلام لإبن عمه قائلاً :ـ شاء الـ... أن يراني قتيلاً ، وشاء الـ... أن يراهن سبايا ـ كان يعني حرم الرسول الأكرم من نساء بيته..ولم يكن إذاك من تناقض بين قوله هذا،  وبين صيحته التي ما زال صداها يدوي في الآذان، مستصرخا الناس قائلاً : أما من معين يعيننا ؟! أما من ناصر ينصرنا ؟!

في الوقفة مع أبن عمه، كان يؤكد حقيقة كانا يعلمانها سوية، فالرسول صلواته تعالى عليه وعلى آله، قالها أكثر من مرة أن الحسين شهيد..وكان الحسين مصدقا لوعد جده له، بالضبط كذبيح إبراهيم  الذي صدق وعد أبيه..وكان يؤسس لمنهج لم يعهدوه من قبل، منهج يقوم على الذهاب الى حيث الحتف، ليحقق ما تعجز عن تحقيقه الحياة...

وفعلها الحسين، وها قد سار على طريقه مئآت الملايين، يستمرأون الموت من أجل الإنتصار.

حين صاح عليه السلام: أما من معين يعيننا..أما من ناصر ينصرنا، لم يكن يستصرخ الذين كانوا يقفون في تلك الساعة، متفرجين منتظرين لحظة مقتله، وتحقيق ما وعده به جده، ولم يكن يريد بصيحته بهؤلاء ،أن يقلب موازين معركته هم الذين خارت قواهم، ولم يكن يستجدي منهم موقفا، وهو يعلم أنهم مسلوبي ألأرادة أما  بدنانير أبن أبي زياد، أوعميت أبصارهم، فما عادوا يفرقون بين الناقة والبعير..

لا..لا هذا ولا ذاك..فلقد كان الإمام كان يستصرخ التاريخ، والأجيال التي ستأتي بعده ،معلنا أن الإنتصار بابه مفتوح في كل زمان ومكان، وأن النصر على الطواغيت، يستلزم معرفة طريق الحق، والبحث عن السبل التي تدعمه..

في وقفة اليوم؛ ثمة حاجة لأن نستعيد تلك الصرخة، وأن نبحث في تلافيف الزمان، عن رجع صداها في أنفسنا، فنوطنها على معنى تلبية النداء الحسيني، وندوس الفاسدين بأقدام حسينية..

كلام قبل السلام: ثمة حاجة لأن نخلع أعيننا من أقفيتنا، ونرى ما أمامنا من صروف وأعداء، ونشحذ هممنا ببقية إيمان إدخرناه ولاءا ندعيه..فهل نلبي النداء..؟

سلام....

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك