المقالات

كن .. وطنياً


 

في الاستفتاء الذي أجرته " وكالة الهادي الإخبارية " على صفحتها على الفيس بوك التابعة لنا ، حيث طرحت السؤال التالي : الى أي جهة تنتصر ؟ 1- الوطن 2- المذهب 3- القائد 4- القومية 5- العشيرة .. فكانت أغلب الإجابات للوطن ،وهذا ما يعزز روح المواطنة لدى أغلبية الشعب العراقي ، على الرغم من أن هناك من ينتصر الى المذهب والى القائد وهناك من ينتصر الى قوميته ، وهذا يدلل أننا نسير في الاتجاه الصحيح ولكن بحاجة الى توجيه وحث الآخرين الى الالتزام واحترام الأنظمة والقوانين والحفاظ على المال العام والإخلاص في العمل والتفاني والدفاع عن الوطن وحمايته . 

لقد دعت المرجعية الدينية العليا عبر ممثلها في خطبة الجمعة يوم أمس في الصحن الحسيني الى موضوع مهم هو أهمية المواطن الصالح الذي يساهم في البناء والذي يتعايش تعايشا صحيحا ما يؤدي الى الازدهار ويحصن نفسه من الضرر، ونحن لو التزمنا بمبادئ المواطنة سنرى الوطن تسوده العدالة والأمن والإزهار والتطور ". 

ان تقدم الشعوب واستقرارها وازدهارها وتوفير الأمن فيها والرخاء الاقتصادي والمعيشي والعزة والاستقلالية والاحترام لدى الآخرين يأتي من خلال تنشئة أبناءه وتربيته على أسس معينة تساهم في جعله مواطن صالح ومخلص لوطنه وأمته بعيد عن حب القائد الضرورة والانغماس في الأحزاب والتيارات السياسية الفاسدة . 

لقد أولى الإسلام اهتماما كبيرا وأساسيا للوطن وحبه والدفاع عنه والتضحية من أجل عزته وكرامته ، فقد قال رسول الله ( ص ) " حب الأوطان من الإيمان " وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) " عمرت البلدان بحب الأوطان " 

ان تنامي الحس الوطني والشعور بالمسؤولية لدى المواطن العراقي كلا حسب اختصاصه سيدفع في الإخلاص في عمله والتفاني والدفاع عن الوطن وحمايته وأداء الواجبات تجاه الآخرين ".فالموظف يجب أن يتفانى في خدمة المواطنين والطبيب في علاج مرضاه والمهندس بانجاز المشاريع والمدرس يتفانى في تعليم طلابه حريصا على بلوغهم الدرجات العليا من التعلم والفلاح في حقل الزراعة والعامل في البناء مراعين ما هو مطلوب منهم في اختصاصهم ".وعلى المواطن أن يحترم الانظمة والقوانين التي شرعت وتطبيقها وان كانت بكلفة ومشقة لأنها تصب في مصلحة الجميع والإخلال فيها يضر الجميع . 

ومن أهم مبادئ المواطنة هو الحفاظ على المال العام من قبل المسؤول والموظف والمواطن ، لان المال العام ليس الى مالك مجهول كما يروج البعض بل هو للشعب كل الشعب ويجب أن يراعى فيه التصرف للصالح العام .وان من يسرق من المال العام بغير وجه حق فإنما يسرق من كيس الشعب وهو خصمه في ذلك . 

أن من يدعي أنه وطني عليه أن يحافظ على الأموال العامة للشعب ولا يتصور ان تلك الأموال هي أموال الحكومة ، وان سرقتها هي سرقة من كيس 35 مليون عراقي ، وعلية أن يثقف أبناءه بتلك الثقافة ويتقيد بها ، لان السبب الرئيسي من الفساد المالي في المؤسسات الحكومية يعود الى اننا لم نعمل بما فيه الكفاية في جعل احترام المال المسمى بـ [مال الحكومة] ثقافة عامة في المجتمع ، بحيث يستشعر الجميع بان الاستحواذ عليه بغير وجه حق سرقة تماما ً كسرقة الأموال العائدة للأشخاص بل هو أسوء وأقبح لان المسروق منه هو عامة الشعب . 

فكن .. وطنيا .. حقاً .. حقاً 

الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك