المقالات

صناعتنا.. بين عقلية الموظف وعقلية التاجر

2207 2017-09-11

يتصرف الإنسان مع مختلف القضايا, حسب فهمه ومعرفته لهذه القضايا, لذا قيل أن الإنسان عدو ما يجهل. 

قد يُقصد بالجهل, نقص المعرفة, وليس بالضرورة نقص الإدراك, ويقصد به, نظر الإنسان لجانب واحد من القضية, دون النظر لبقية جوانبها, فيكون فهمه قاصرا لها, وسيبني فكرته وتصرفاته, إعتمادا على الجانب الذي فهمه منها فقط. 

تضم الدولة, جيشا من الموظفين, ممن يعتاشون بشكل مباشر, على ما تصرفه الحكومة لهم كرواتب.. وهؤلاء بدورهم يحركون الإقتصاد المحلي, بشكل صغير جدا.. لمحدوديته كمورد مادي, وكثرة القنوات التي تستنزفه.. فيلجا كثير منهم لعمل اخر, لتعظيم مواردهم, بعد حساب الربح والخسارة, وجدوى عمله ومشروعه الثاني.. رغم أن ذلك يؤثر على حياته الاجتماعية, ومتطلبات أسرته, لكن للضرورة أحكام. 

تفكير الموظف والفرد العادي, مقبول لظرف معين.. لكن نفس الموظف, عندما يعمل بدائرته لا يفكر بنفس الطريقة.. فلا يهتم بموارد معمله أو مؤسسته, ولا بالربح والخسارة, وكلف الإنتاج وجدوى كل خطوة يقوم, أو إجراء يتخذه, فهو يفكر أن الإنتاج هو المهم, هذا إن كان مخلصا, ولاوجود لحسابات الربح أو تخفيض الكلف, وتحسين الجودة, على عكس التاجر.. فأنتج هذا معامل ومنشآت خاسرة, صارت عبئا على الدولة, فلاهي جاذبة للإستثمار الحقيقي, و لاهي رابحة تمول الميزانية, فصارت الدولة تحتفظ بها, لوجود موظفين فيها, يجب دفع مستحقاتهم. 

جزء من مشاكل تلك المصانع, تنافس الأحزاب, على مناصبها, وصولا للمناقصات ومواردها, لتمول نشاطاتها.. فأضافت خرابا على خرابها, ناهيك عن أن معظم تلك المصانع تعمل بتكنلوجيا تعود لستينيات القرن الماضي, وعدم وجود دعم حقيقي, كخفض أجور الكهرباء والوقود, وتقديم التسهيلات المصرفية, وتقليل, روتين توريد المواد الإحتياطية, وتعاقدات التحديث. 

يتذكر من عاش فترة سبعينات وثمانينات القرن الماضي, جودة الصناعة العراقية, وتمكنها من السوق الإقليمية حينها, وقدرتها على المنافسة, من حيث الجودة والأسعار, لكن ما لا يعلمه الكثيرون, أن من كان يقود تلك المؤسسات, معظمهم من أهل تلك الصناعات, ويفهمون عملهم , ويعرفون معنى الكلف الإقتصادية, والجودة والسمعة التجارية, وكان هناك دعم حكومي للصناعة, أتاح لها هذه المنافسة. 

هل صناعتنا اليوم قادرة على المنافسة, بهذا الوضع المزري, من حيث التخطيط الإستراتيجي, والأهداف المتواضعة؟! 

هل من يتولى شان الصناعة العراقية, بمختلف المستويات, يعرفون معنى أن تنتج صناعة بجودة عالية, وبكلفة مقبولة يمكنها المنافسة؟ 

هل هم من أهل الصناعة أصلا؟! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك