المقالات

متى ننتج جيلا جديدا من الساسة الشيعة ؟!  

1655 2017-09-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ربهم واحد؛ دينهم واحد، قرآنهم واحد، إمامهم واحد، مذهبهم واحد، وفي أحيان كثيرة؛ فإن مرجعهم الديني واحد، ولكنهم مختلفون!

يمشون سوية في زيارة الأربعين، يخدم بعضهم بعضا، يدلك بعضهم الأقدام المتورمة لبعضهم الآخر، ويأكلون في نفس الماعون، ولا تسبق يد احدهم يد الآخر أبدا، وبعد أيام سينشدون للموعود، أغاني وأناشيد مشتركة، تدعو لتعجيل فرجه عليه السلام، لأنه أملهم بالخلاص، ولكنهم مختلفون!

هذا هو حال شيعة العراق، مجتمعين بالخطوط العريضة والآمال، ومختلفين بالتفاصيل حيث يكمن الشيطان!

كانت أواسط السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ،هي السنوات الأولى؛ التي وضعت فيها الحركات الإسلامية الشيعية العراقية، قدمها في داخل منظومة العمل السياسي، فقد كان الإشتغال بالسياسة قبل ذلك”حراماً”، طبقا لفتاوى شرعية شيعية، كانت نتيجتها كارثية، إذ حكم “الآخر” البلاد وهو أقلية، وكان من هذا الآخر الحكام والوزراء والقضاة، والضباط والأطباء والمهندسين والموظفين، وكان الشيعة وهم أكثرية؛ عمالا وفلاحين، وجنودا وأفراد شرطة..وباعة شاي وحمالين أيضا!

كان تَشَكُل القوى السياسية الشيعية، نتاج قمع سلطوي خانق، وتعبيرا عن الرفض لحالة انغلاق سياسي مطبق، حكم على فضاءات التعبير، بالإنزواء في أقبية التنظيمات السرية.

لكنها كانت بداية حملت أمراضها معها، لتصنع شبكة غير مرئية، من الحروب الصغيرة والشخصية، بين هؤلاء الذين يؤثثون المشهد السياسي الشيعي اليوم.

تلك البداية؛ كانت هي أيضا ذلك الرحم، الذي طرح لنا نخبة الساسة الشيعة اليوم، والتي تربطها علاقات سلبية بينية، متجذرة بالماضي، وهي علاقات ما إستطاعت هذه النخبة أن تنفك منها، وكانت تعبيرات تلك العلاقات السلبية متنوعة، بين خلافات أيديولوجية وعقيدية عميقة، الى مشادات ومعارك شخصية، الى إختلاف على من يجلس أولا، في الصفوف الأمامية لندوة شعرية!

 المفارقة هي أنهم اليوم، مختلفين على من يعتلي ظهورنا أولا!

جيل الحاضر، لا يستطيع إيجاد تفسير لكثير من المشاحنات الآن، والتي تدور أمام أعين أبناء هذا الجيل، وبعضها على شاشات الفضائيات، بين القادة السياسيين الشيعة!

هنا يحق لنا أن نتساءل بحرقة، عن الغول الذي يشدنا الى الخلف، الى درجة اننا حين نلتفت إلى الخلف، سنجد أن تلك الخلافات؛ لا تبعد عن يومنا الا قليلا، رغم الفارق الزمني لأكثر من أربعين عاما.

ألا يمكن القول؛ أننا ما زلنا؛ في أواسط سبعينات وبداية ثمانينات القرن الفائت، لولا قواعد اللعبة السياسية الجديدة، ولولا قشرة وسائل الاتصال الحديثة؟

كلام قبل السلام: ثمة حاجة ملحة، لإنتاج جيل جديد من الساسة الشيعة، لا يحتاج الى الإلتفات الى الوراء كثيرا..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك