المقالات

كائنات الزمن الأغبر..قطعان الديمقراطية..!

2878 2017-08-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

هي تسعة أشهر تفصلناعن الأنتخابات البرلمانية والمناطقية، وكلما أقتربنا من يوم الميقات المعلوم؛ في نيسان 2018،  تتصاعد حمى لامسبوقة؛ بالتهافت على الترشح لهذا الإستحقاق الوطني المهم، وستشهد ساحتنا السياسية، كائنات أغلبها أبعد ما تكون عن فهم العمل السياسي، كنشاط إنساني يعنى بالشأن العام، فضلا عن عدم إمتلاك هذه الكائنات، التي بعضها جاء من قاع المجتمع، المؤهلات والقدرات اللازمة؛ لممارسة هذه المسؤولية الجسيمة، بل أن منهم من لا يمتلك النية الصادقة، في الإضطلاع بهذه المهمة الخطيرة بصدق وأمانة.

كائنات الزمن الأغبر ليس لها هم؛ الوصول الى الموقع النيابي، أو الى عضوية مجالس المحافظات، لأن ذلك . كون ذلك يمثل بالنسبة لها؛ أداة لتحقيق المصالح والمنافع، ومصدرا للثراء المادي، والإرتقاء الإجتماعي الزائف، كما أن تلك المواقع تمثل مدخلا لبناء مجد عائلي طارئ، ووسيلة لتحقيق مآرب أخرى ينطق بها واقع الحال؛ وترسخ هذا الوضع في المخيال الشعبي بشكل لافت.

طلائع المتهافتين على بوابات النفوذ، الى مجد البرلمان ومجالس المحافظات، بدأت نشاطها بوقت مبكر، وهم اليوم زرافات ووحدانا، بعطورهم الرخيصة، وبدلاتهم الرسمية وأحذيتهم اللامعة ، وسياراتهم الفارهة المحملة بالهدايا، في مكاتب الأحزاب والقوى السياسية الكبرى، التي منحها نظام عد الأصوات، سانت ليغو بنسبته التي تسيل اللعاب، مزية إستقطاب ليس لها مثيل.

نظرة بسيطة ومتجردة؛ الى أفواج الطامحين الى الترشيح، تكشف عن واقع بائس،يتمثل بالعوز الثقافي، وضحالة المؤهلات السياسية والمجتمعية، فضلا عن فقر مريع بالمعارف القانونية، وهي مؤهلات يجب أن يتوفر عليها المترشح، بحدها الأعلى، وليس بالحدود الدنيا أو المتوسطة، مؤهلات تستدعي العفة والمعرفة والخبرة، والتجربة والقدرة والتضحية والإبداع، وهي مؤهلات قلما نجدها في قطعان الطامحين. 

لقد فشلنا وعلى مدار هذه السنوات العجاف، في بناء أنموذج ديمقراطي رصين، وكلما يحين موعد الإنتخابات، تبحث القوى السياسية المهيمنة، عن وسائل من غلاف الصندوق ألنتخابي، تضمن لها تعزيز قبضتها، وليس ما يضمن رغبات وحقوق ومطالب الناخبين، في تنمية إقتصادية حقيقية، وبنية مجتمعية ورسمة هادئة، تضمن الإمن والأمان والعيش الكريم ، وعدم التعدي على الحقوق الأساسية، التي كفلها الدستور.

المؤشرات والمعطيات التي بين أيدينا، تكشف أيضا عن أننا مقبلين على فصول "بايخة"، من فصول العمل السياسي، ربما أكثر "بياخة"، من الفصول السابقة على مدى خمسة عشر عاما الماضية.

كلام قبل السلام: مراجعة بسيطة للأسماء التي أعتلت ظهورنا، في العقد ونصف الماضي من عمر الزمن، تكشف لنا أي أناس ضم هذا القطيع؛ المتسربل برداء الديمقراطية..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك