المقالات

أولويات ما بعد داعش

2056 2017-07-19

 

بعد أن نطوي الصفحة المظلمة في تاريخ العراق، والقضاء على الدواعش، وتحرير الأراضي العراقية، من دنس الدواعش الأشرار لا بد من خارطة طريق واضحة، كي نتجنب ما حصل بالأمس، ونحافظ على النصر، ونأخذ العبرة، والدروس للحيلولة دون ظهور داعش آخر. 

من الواضح أن الحرب الشرسة، التي فرضت على العراق، منذ تشكيل هذه الحكومة في 2014 التي إنصب جهدها،على الجانب الحربي، وما خلفته تلك الحرب، من خسائر بشرية، ومادية كبيرة، وإنعكست على كل نواحي الحياة،، الإقتصادية، والسياسية، والإجتماعية، والآثار النفسية التي خلفتها تلك الحرب. 

من أولويات المرحلة القادمة، هي الإتفاق على مشروع وطني شامل، يردم الهوة بين أبناء الشعب، وأطيافه المختلفة، وتعزيز الوحدة الوطنية، لان الجانب السياسي، هو أحد الأسباب، التي مكنت الدواعش ، من السيطرة على مساحات شاسعة، من أرض العراق، لهذا طرحت مبادرة للتسوية الوطنية، التي ستعلن رسميا، بعد الإعلان عن تحرير الموصل، وتعد نصوص تلك المبادرة، حلا منصفا، ومرضيا لجميع الطوائف، والكتل السياسية الممثلة لطوائفهم ،وقومياتهم، للتعايش السلمي، ونبذ العنف بكل أشكاله، والإعتراف بالدولة، ومؤسساتها الرسمية، وتقديم التنازلات المتقابلة من الجميع. 

تشكل إعادة النازحين، وإصلاح مايمكن إصلاحه، من الخدمات الضرورية، والبنى التحتية المخربة، وفرز الدواعش عن المدنيين المسالمين، تحديا كبيرا يواجه الحكومة، إذ الدمار والخراب، الذي أصاب مدينة الموصل، أكبر من إمكانية الدولة المتواضعة، ولا بد من تحرك عربي، ودولي، لمساعدة العراق على إعادة إعمار، ما خربه العدوان البربري الداعشي، وأن تعمر مدن أبناء المحررين فأولئك الأبطال، لهم حق على الوطن، وعلى الدولة أن تضع، خطة لإعمار كل مدن العراق. 

ومن الأولويات مكافحة الفساد بكل أشكاله، عمليا وليس شكليا،عن طريق الشعارات، وبعض الإجراءات الترقيعية، وتحميل السيد رئيس الوزراء، كافة المسؤولية عن هذا الأمر، بعد التفرغ من الحرب. 

كذلك على الحكومة، فرض هيبتها، وسلطة القانون، والضرب بيد من حديد،على العابثين بالأمن، من العصابات المنظمة، والعناصر المسلحة، التي تدعي الإنتماء إلى هذا الفصيل أو ذاك، وتستغل تلك العناوين، في الخطف والسلب، وقتل الأبرياء، والإستيلاء على أراضي الدولة وممتلكاتها، فهولاء يمثلون خطرا كبيرا، لا يقل عن إجرام الدواعش. 

وللمواطن حق على الحكومة، في توفير الخدمات، والإهتمام بالجانب الإقتصادي، وتشجيع الصناعة الوطنية، وخلق أجواء ملائمة للمستثمرين، لخلق فرص عمل للعاطلين، وإنتشالهم من الفقر والعوز، الذي ينعكس بدوره على الأمن. 

هنا ستدخل حكومة السيد العبادي، في إختبار حقيقي، لمعالجة تلك الملفات المهمة، فإما أن ينجح في حل تلك المشاكل أو بعضها، أو يتلكئ، وحينئذ لا يمكن أن تقبل الأعذار، فكل الكتل السياسية داعمة له، وتلك المدة المتبقية من العمر الحكومة، ستكون الإختبار النهائي للنجاح أو الفشل. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك