المقالات

ما بعد داعش.. إلغاء الحشد الشعبي..!

1807 2017-07-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com دعونا نذهب الى إسترجاع تاريخي، ليس بقصد المقايسة، ولكن بغية إستكناه الحقائق أولا، وتَبَيُن مواضع أقدامنا في مثل هكذا موضوع، يراه بعض شائكا حساسا، ونراه واضحا وضوح الشمس، عكس ما يرونه، لأننا نفكر بنيات سليمة، فيما تنطوي نياتهم؛ على خبث وشكوك مفتعلة. حينما قامت الثورة الإسلامية في إيران، بقيادة الإمام الراحل السيد الخميني «رض»، كان عماد القوات المسلحة الإيرانية هو الجيش الإيراني، وكان السافاك (جهاز الأمن )، هو القوة الرئيسة التي تمسك بيد من حديد سلطة الشاه، والى جانب هاتين القوتين الرئيستين، كانت أجهزة أمنية خدمية أخرى؛ تؤدي مهامها الروتينية.
عندما قامت الثورة وإنتصرت، تم تحييد الجيش أولا بكفاءة وعقلانية، وما لبث أن تحول بعد تطهيره من قياداته الشاهنشاهية، الى عنصر إيجابي في مستقبل إيران، ليمارس دوره الوطني المطلوب، وعلى نفس الشاكلة؛ إستمرت الأجهزة الأمنية الخدمية تمارس مهامها، بعد حملة تطهير مماثلة، لكن الثورة كانت بحاجة الى من يحميها أولا، والى من ينفذ أهدافها وبرامجها على الأرض ثانيا، والى من يحولها الى ثورة دائمة؛ تبني أمة وليس سلطة، وهكذا إنبثق الحرس الثوري الإسلامي، من بين صفوف الجماهير الثائرة.
لقد كان تشكيل الحرس الثوري حاجة ملحة، وكان معلوما لقادة الثورة ورجالها وللجماهير ايضا، أنه إذا لم يكن للثورة أداتها القوية، التي تتحمل مسؤولية تأمينها وتنفيذ أهدافها، فإنها ستتحول من ثورة، الى بُركة دماء كبيرة، سرعان ما تجف ويتم طمرها، وهكذا حولت الثورة بُركة الدماء، الى بستان يانع الثمار، ما يزال يطرح عطاءه كل حين.
كان من المتعين علينا نحن العراقيين، أن نستفيد من دروس الآخرين، ونبني قوة تحمي التغيير الكبير؛ الذي جرى في نيسان 2003، وكان يفترض بنا أن نعي الأخطار التي تحيق بنا جيدا، لكن وكعادتنا الأبدية في تحسس الأخطار متأخرين، لم ننهض إلا بعد أن وقع الفأس بالرأس، في حزيران 2014، حينما سقطت مدننا الكبرى ومحافظاتنا، بيد البعثيين الدواعش بشكل متسارع؛ حتى إقترب الخطر خلال أيام قليلة من بغداد العاصمة..
صحيح أن بعض القوى الوطنية الإسلامية تحسست الخطر باكرا، ونظمت صفوفها قبل سقوط الموصل بسنوات، لكن فعلها لم يكتسب زخما واسعا، إلا بعد سقوط الموصل وطرق الإرهاب أسوار بغداد، ولقد كنا بحاجة الى فتوى المرجعية الدينية المباركة بالجهاد، وكان الحشد الشعبي الإطار العملي لتنظيم صفوفنا.
الحشد الشعبي ضرورة لحماية مستقبلنا ومستقبل أولادنا، وأي دعوة لإلغائه أو دمجه بالمؤسسات العسكرية الأخرى، تعني تجفيف بُركة دم الشهداء وردمها، دفن أهدافنا بعراق تسوده قيم الكفاية والعدل، ويتعين علينا أن نفهم؛ بأن أهداف المؤسسات العسكرية مختلفة، كثيرا عن أهداف الحشد الشعبي، وإن كانت تلتقي بالعنوان العام.
أهداف المؤسسات العسكرية والأمنية؛ تتمثل بحماية إستقلال البلد وسيادته وتأمين حدوده، وحفظ الأمن العام، والسهر على تطبيق القوانين، فيما أهداف الحشد الشعبي، تتمثل بالضرورات التي أشرنا اليها.
كلام قبل السلام: بعضهم يريد أن يقول شيئا، فَيُقَوِلُ الآخرون ما يريد قوله! يتمنى شيئا، فيقول أن غيره تمناه! الذي في قلبه يظهر على لسانه تورية، هذا هو حال ساسة كبار في العراق، تجاه دور الحشد الشعبي القادم، في مستقبل العراق والمنطقة..
سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك