المقالات

الإنتخابات وقوى سياسية فقدت ظلالها..!

1538 2017-06-24

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تغلف للعملية السياسية، قشرة خارجية براقة مضللة أحيانا، وسوداء حالكة في أحيان أخرى، لكن كلتيهما يقود نحو الركون لمعطيات اللعبة الانتخابية، التي لا تقودها؛ اشتراطات الحق والحقيقة والعدالة، بل التسابق اللا أخلاقي نحو صناديق الاقتراع .

الناخب العراقي ولوعيه السليقي؛ أكتشف هذه اللعبة مبكرا، ربما منذ أول ممارسة انتخابية لنا، حيث توالت على مراكز التمثيل؛ شخصيات وقوى غير جديرة بهذا الشرف، لكن قوانين الانتخاب وفرت لهم فرصة لا يستحقونها؛ فاستغلوها أيما استغلال؛ وتصدروا المشهد دون إستحقاق، وفي غفلة من الزمن.

النتيجة أن ذلك أشاع في أوساطنا الشعبية؛ قنوطا ويأسا واضحين، بيد أنه يتعين أن يكون القنوط واليأس؛ سببا أو مقدمة كبرى؛ لصناعة جيل جديد من الساسة أجدر بشرف تمثيلنا، لاسيما أننا اليوم إزاء فرصة أفضل للوصول الى هذه النتيجة، لأن الأدوات التي بيدنا أكثر قدرة على إيصالنا إليها.

القانون الانتخابي؛ الذي جرت بموجبه عمليات الإنتخاب السابقة، سيتغير وبلا شك سيكون التغيير إيجابيا، إذا أحسنا إسثمار اللحظة التأريخية، واستطعنا فرض ما نريد، بحيث لا يمكن تحويل أصواتنا الى من لم ننتخبهم، وإذا ذهبنا الى صناديق الاقتراع؛ وفي رؤوسنا أسماء بعينها، ستخرج النتيجة مثلما نريد، لا كما يريدون.

مفوضية الإنتخابات الحالية سترحل لا محالة، وإذا أصرت على  البقاء، أو ناورت الكتل السياسية المستفيدة من وجودها لإبقائها، فإن مشكلات لا يمكن توقعها ستحصل، وربما سيؤدي ذلك الى عدم إجراء إنتخابات مطلقا، أو ستؤجل الى إشعار آخر، الى زمن أبعد من ما يتوقع الساسة.

ستضيق ايضا والى حد كبير؛ مساحة المناورة أمام القوى السياسية المعتقة، وإذا كانت هذه القوى؛ ترى أن من المناسب لها متابعة البقاء في الصورة، والبحث عن فوز في انتخابات حرة ونزيهة؛ بناءاً على سجلها السابق، فهي أمام مهمة محكومة بنتائج متواضعة، تبعا لتواضع عطائها على الأرض، والعكس صحيح.

بلحاظ أن أكثر الاستراتيجيات الانتخابية مخالفة للقواعد؛ هي ألأكثر فاعلية، وأن القوى السياسية، ولكي تفوز بقلب الناخب لا عقله، ستلجأ الى عددا من الاستراتيجيات اللا أخلاقية لتحقيق غاياتها، مثل إستراتيجيات الكذب على الناخبين؛ والرشوة والإثارة والتسقيط السياسي، وتشويه سمعة المنافسين، بوسائل تهدف الى منعهم من الحصول على أصوات.

بالمقابل فإن هذه القوى، ستجد نفسها أمام تحديات عديدة، ليس أقلها خسارتها لجمهورها الثابت، بل وحتى لتنظيماتها الحزبية، لأنها فشلت في تحقيق آمال الجمهور، وأدارت ظهرها لتنظيماتها، التي باتت محرجة أمام الجمهور.

كلام قبل السلام: معظم القوى السياسية التقليدية فقدت حتى ظلالها، حتى بوجود شمس العراق الساطعة!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك