المقالات

أيهما أحق؛ الأعراف الوضعية أم الحدود الشرعية؟

1134 2017-06-17

 

محمد صالح الزيادي 

 

 

إن الخالق تبارك وتعالى حكيم، لم يخلق البشر لهواً وعبثاً، إنما خلقهم لحكم بالغة عظيمة، ولأسباب تعبدية أبتلائية، 

وأشار القرآن الكريم الى ذلك في الآية : 

( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ). 

وكذلك الآية: 

( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ). 

 

كذلك لم يخلقهم ليأكلوا ويشربوا ويتكاثروا فقط، فيكونوا كالبهائم، وقد كرمهم تعالى على سائر المخلوقات وفضلهم . 

 

إنما خلق عزوجل البشرية، والسموات والارض والحياة والموت، للأبتلاء والاختبار، وليبتلي العبد، من هو الطائع للخالق ليثيبه؛ ومن هو العاص ليعاقبه؛ كما جاء في القرآن الكريم: 

( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) 

 

ومن أعظم العلل والأوامر، التي خلق الباري تعالى البشر من أجلها، هو الأمر بتوحيده عز وجل، وعبادته وحده لا شريك له . 

حيث نص القرآن العظيم في خلق البشر فقال تعالى : 

( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ). 

 

أي خلقهم ... تعالى لعبادته، وإتباع أوامره وطاعته، والفوز برضاه وجنته، 

مجتنبين معاصيه، من أجل الأمن من عذابه وسخطه وعقابه . 

 

ما يؤسف حقاً، نلاحظ في أيامنا هذه، أن بعض العباد، وخصوصاً في بلدنا العراق المقدس؛ والذين يؤمنون ب... تعالى وبكتابه الكريم، وبرسوله عليه وعلى اله الصلاة والسلام، لكنهم غير متبعين لحدود ... عز وجل، مخالفين أوامره، مطيعيين لشياطينهم، مبتعدين عن دينهم، وذلك من خلال إيمانهم وإلتزامهم، بالعادات والتقاليد والأعراف السيئة، والتي وضعت من قبل البشر، متعارضة مع الدين الحنيف والشرع السليم . 

 

فنراهم يراعون ويحافظون، على تلك الاعراف والعادات، أكثر من حفاظهم على حدود الخالق.. لإتباعهم الهوى والنفس الامارة بالسوء ، غير مبالين إن كانت هذه الاعراف يرضى بها الشارع المقدس أم لا ؟! 

 

بسبب التراكمات السلبية، لتلك الممارسات البعيدة عن الاسلام المحمدي الاصيل، تغيرت طبيعة المجتمع المسلم الى الأسوء.. وتأثرت الهوية الاسلامية، بشوائب وطفيليات مؤذية، ونتيجة لذلك أصبح الفرد المسلم، عندما ينشأ منذ صغره، يكون متأثراً بثقافات مستوردة، تؤثر على ثقافته الاسلامية، التي يجب أن يكون عليها . 

 

نرى البعض يؤمن بعادات وتقاليد دخيلة، تؤثر بشكل سلبي عند ممارستها على المجتمع، كإستيراد عادات سيئة من الغرب المنحل، متمثلة بمظاهر قلة الحياء، وأنتشار حالات الميوعة لدى أغلب الشباب، والتشبه بالنساء، والنساء بالرجال، أو تقليد بعض المشاهير، الغارقين بملذات الدنيا، في كل شيء، ملبسهم مظهرهم، كلامهم أفعالهم .. الى اخره من أمور تقزز البدن . 

 

أضافة الى تمسك أغلب العشائر العراقية، بأعراف وتقاليد ظالمة وجائرة، ما أنزل الباري بها من سلطان، تاركين الحق والنور وراء ظهورهم .. وهو الشارع الاسلامي، مهتمين أكثر بالعرف، فاعلين ذلك بحجة الحرية والثقافة! 

 

هل الحرية والثقافة تعطي نتائج سلبية ومضرة ؟! 

 

نعم تكون سلبية غالباً، لانها تسلب الحياء عند الشباب، وتأمر بالمنكر، وتشيع الفاحشة، وتقلب الموازين، ويصبح الحق باطل، والباطل حق، كل ذلك بسبب الابتعاد عن التشريع الالهي، والاوامر الربانية. 

 

لنتسائل ونقول: أيهما أحق أن يُتَبع، الحدود الشرعية والاحكام الالهية، التي وضعها الحكيم تعالى في قرآنه العظيم، وأوضحها رسوله الكريم، وترجمها اهل البيت عليهم السلام، والتي هي عين الحق والخير والصلاح للعباد . 

أم العادات والتقاليد والاعراف، التي وضعها الانسان الخطآء، التابع للهوى، التي لا تنفع العبد، أنما تضره غالباً، وبمرور الزمن يصبح أسيراً لها.. 

 

فالحذر الحذر من الإستسلام للعرف والعادات السيئة، وتبنيها دون وعي وإدراك .. لأن العادة تبدأ سخيفة، وتصبح مألوفة، بالتالي تغدو معبودة، وتستحوذ على الانسان، فالحذر من البدايات.

 

نرى كثيراً من أفراد مجتمعنا، يهتم ويقدس ويمارس، الكثير من العادات والاعراف، المخالفة للدين، دون عرضها على الشارع المقدس، ومعرفة مدى تعارضها مع حدود الشرع ، وهل تتعارض مع ثوابت الدين أم لا ؟ وهل هي نافعة أم ضارة ؟ وما هو مصدرها وما الهدف منها ؟ وهل تتطابق مع جذورنا العربية وتربيتنا الاجتماعية ؟ وهل تتلائم مع هويتنا الاسلامية الاصيلة ؟ 

 

كل ذلك يجب إتباعه، من أجل الغربلة، وإنتقاء الايجابي والمفيد، ونبذ السلبي والضار، من الاعراف والتقاليد المنتشرة بمجتمعاتنا، 

وإلا أصبحنا، وكما أشرنا: عابدين للعرف، متمسكين بالعادة السيئة، دون أن نشعر، مبتعدين عن طريق الحق الالهي، الذي وضعه تبارك وتعالى لنا، وأرادنا السير به، للحصول على مرضاته .

 

من المفروض علينا، إتخاذ الثقافة الاسلامية منهجاً لنا، وفي المقدمة دائماً، جاعلين الحدود الشرعية ميزان لأعمالنا، وأهم وأقدس من أعرافنا وتقاليدنا وعاداتنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك