المقالات

الأمن وهيبة الدولة..الحقيقة ليست مرة..!

1426 2017-06-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 أثنبتت العمليات الإرهابية الأخيرة، التي عصفت ببغداد في الأيام الفائتة، أن الدولة  وبعد أن غابت عن مجالات كثيرة، منها الإقتصاد والخدمات والصحة، والتعليم والبطاقة التموينية، تَغيبت اليوم وبشكل فاجر عن الأمن، وأن الذي جرى إستباحة مستباح أصلا، لأن الذي لا يستطيع أن يردع موظف أو مسؤول فاسد، لا يستطيع توفير الحد الأدنى من متطلبات الأمن.

صحيح أن قواتنا تحقق في جبهات القتال ضد الدواعش، إنتصارات متلاحقة وباهرة، يحق لنا أن نفخر بها؛ لكن الصحيح أيضا؛ أن بؤر الإرهاب القوية في بغداد ومحيطها، مازالت محتفظة بقوتها وبجسمها، الذي لم يتعرض الى ضربات حاسمة ومميتة، ومازالت مناطق شمال بغداد وشرقها وغربها وجنوبها، مصدرا لكثير من العمليات الإرهابية، بل ما تزال مناطق بعينها في العاصمة تشكل بؤرا إرهابية، ومصدرا لتخويف سكان بغداد.

الصحيح أيضا أن ترفاً أمنياً إن صح الوصف، هو الذي يطبع القيادات الأمنية في بغداد بطابعه، حيث أكتسبت هذه القيادات حصانة لا يُعلم مصدرها، ضد المسائلة عن أخطائها وممارستها، كما بتنا نتوفر على نوع جديد من المال هو :"المال الأمني"، وهو مال الرشى والسحت، ذلك الوباء الذي تفشى في جسد المؤسسات الأمنية قيادات وأفراد، بشكل بات فيه الحصول على المال؛ هدفا قبل توفير الأمن.

إن ما حصل في الأيام الماضية، ليس إختراقا أمنيا يمكن معالجته، بتشديد قبضة القوات الأمنية على الشارع، ولا هو ناقوس خطر، نبهنا الى ثغرة هنا أو هناك، بل هو نتيجة طبيعية، للمآل الذي آلت اليه منظومة الأمن؛ في بغداد لأسباب كثيرة، مشخصة بدقة حتى من قبل المواطن البسيط، ويفترض بنا إذا أردنا المحافظة على أمن أهل بغداد، أن نواجهها بحزم وقوة، بعد أن نسمي الأشياء بإسمائها.

الحقيقة ليست مرة؛ كما توصف في أغلب كتابات الطيبين، لذلك ومثلما يفترض بنا إعادة النظر بشكل جدي؛ بالمؤسسات الأمنية وقياداتها الراهنة، التي لم تفلح بأداء الواجبات المنوطة بها، فإن علينا مقارعة الساسة الذين أوقفت تدخلاتهم الطائفية الفجة، كثير من العمليات الأمنية الواجبة التنفيذ، في مدينة بغداد وحزامها.

بلا مواربة فإن هيبة الدولة على المحك، وظهور المقاتلين في جبهات العز يجب أن نحميها، بتوفير أمن مستتب بكفاءة وإقتدار، وليس بأجهزة يقودها ضباط منشغلين؛ بما يجنون من منافع وأموال، يدفع ثمنها العراقيين أوجاعا وآلاما ودماءا..!

لا يكفي التباهي بأن هيبة الدولة، أعادها الشجعان في جبهات القتال ضد الدواعش؛ كما أن أنباء قتل الإرهابيين، ولو بالعشرات أو المئات يوميا، وإن كانت مفرحة، إلا أن استمرار العمليات الإرهابية في مدننا وعدم تراجعها، يكشف عن ضرورة مراجعة الموقف الأمني برمته.

بسط الأمن مسؤولية الدولة، فإذا تحقق وتوفّر، يسير ما سواه من نشاطات إنسانية بشكل سلس، وينتشر الشعور بالأمان والهدوء والاستقرار ويشيع، وعندها يمكن الحديث الجاد عن هيية الدولة،، أما إذا لم يستظل مواطني الدولة بمظلة الأمن والأمان؛ فلا معنى للكلام عن هيبة الدولة.

كلام قبل السلام: كلمة الحق تقف دائما في الحلق لأنها كبيرة..!

 

سلام... 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك