المقالات

الأمن وهيبة الدولة..الحقيقة ليست مرة..!

1634 2017-06-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 أثنبتت العمليات الإرهابية الأخيرة، التي عصفت ببغداد في الأيام الفائتة، أن الدولة  وبعد أن غابت عن مجالات كثيرة، منها الإقتصاد والخدمات والصحة، والتعليم والبطاقة التموينية، تَغيبت اليوم وبشكل فاجر عن الأمن، وأن الذي جرى إستباحة مستباح أصلا، لأن الذي لا يستطيع أن يردع موظف أو مسؤول فاسد، لا يستطيع توفير الحد الأدنى من متطلبات الأمن.

صحيح أن قواتنا تحقق في جبهات القتال ضد الدواعش، إنتصارات متلاحقة وباهرة، يحق لنا أن نفخر بها؛ لكن الصحيح أيضا؛ أن بؤر الإرهاب القوية في بغداد ومحيطها، مازالت محتفظة بقوتها وبجسمها، الذي لم يتعرض الى ضربات حاسمة ومميتة، ومازالت مناطق شمال بغداد وشرقها وغربها وجنوبها، مصدرا لكثير من العمليات الإرهابية، بل ما تزال مناطق بعينها في العاصمة تشكل بؤرا إرهابية، ومصدرا لتخويف سكان بغداد.

الصحيح أيضا أن ترفاً أمنياً إن صح الوصف، هو الذي يطبع القيادات الأمنية في بغداد بطابعه، حيث أكتسبت هذه القيادات حصانة لا يُعلم مصدرها، ضد المسائلة عن أخطائها وممارستها، كما بتنا نتوفر على نوع جديد من المال هو :"المال الأمني"، وهو مال الرشى والسحت، ذلك الوباء الذي تفشى في جسد المؤسسات الأمنية قيادات وأفراد، بشكل بات فيه الحصول على المال؛ هدفا قبل توفير الأمن.

إن ما حصل في الأيام الماضية، ليس إختراقا أمنيا يمكن معالجته، بتشديد قبضة القوات الأمنية على الشارع، ولا هو ناقوس خطر، نبهنا الى ثغرة هنا أو هناك، بل هو نتيجة طبيعية، للمآل الذي آلت اليه منظومة الأمن؛ في بغداد لأسباب كثيرة، مشخصة بدقة حتى من قبل المواطن البسيط، ويفترض بنا إذا أردنا المحافظة على أمن أهل بغداد، أن نواجهها بحزم وقوة، بعد أن نسمي الأشياء بإسمائها.

الحقيقة ليست مرة؛ كما توصف في أغلب كتابات الطيبين، لذلك ومثلما يفترض بنا إعادة النظر بشكل جدي؛ بالمؤسسات الأمنية وقياداتها الراهنة، التي لم تفلح بأداء الواجبات المنوطة بها، فإن علينا مقارعة الساسة الذين أوقفت تدخلاتهم الطائفية الفجة، كثير من العمليات الأمنية الواجبة التنفيذ، في مدينة بغداد وحزامها.

بلا مواربة فإن هيبة الدولة على المحك، وظهور المقاتلين في جبهات العز يجب أن نحميها، بتوفير أمن مستتب بكفاءة وإقتدار، وليس بأجهزة يقودها ضباط منشغلين؛ بما يجنون من منافع وأموال، يدفع ثمنها العراقيين أوجاعا وآلاما ودماءا..!

لا يكفي التباهي بأن هيبة الدولة، أعادها الشجعان في جبهات القتال ضد الدواعش؛ كما أن أنباء قتل الإرهابيين، ولو بالعشرات أو المئات يوميا، وإن كانت مفرحة، إلا أن استمرار العمليات الإرهابية في مدننا وعدم تراجعها، يكشف عن ضرورة مراجعة الموقف الأمني برمته.

بسط الأمن مسؤولية الدولة، فإذا تحقق وتوفّر، يسير ما سواه من نشاطات إنسانية بشكل سلس، وينتشر الشعور بالأمان والهدوء والاستقرار ويشيع، وعندها يمكن الحديث الجاد عن هيية الدولة،، أما إذا لم يستظل مواطني الدولة بمظلة الأمن والأمان؛ فلا معنى للكلام عن هيبة الدولة.

كلام قبل السلام: كلمة الحق تقف دائما في الحلق لأنها كبيرة..!

 

سلام... 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك