المقالات

تفجيرات الكرادة..من المسؤول؟!.


 

ان الانتصارات التي تحققها الاجهزة الامنية في ايسر وايمن الموصل وماحققه حشدنا بكل مظاهره واشكاله القومية والدينية والوطنية موضع فخر واعتزاز سيسجلها التاريخ ردا على هوان10 حزيران!.

في الجانب الاخر تتحرك افعى داعش كما اكدنا سابقا نحو مدننا الامنة وعاصمتنا الحبيبة بهدف الانتقام من الابرياء وماحصل بالامس في جريمتي الكرادة وجسر الشهداء دليل واضح على عجز الاجهزة الاستخبارية في الكشف الاستباقي لهذه الجرائم.

في 2004 بدات قوات التحالف بالتعاون مع الحكومة بتشكيل مجلس امن وطني يضم ممثلي الاستخبارات المتنوعة وهناك اجتماع اسبوعي يناقش بعمق الاوضاع الامنية المتردية والهجمة الشرسة التي كان تنظيم القاعدة والبعثيون والحرس الجمهوري المنحل يقومون بها ضد الابرياء من ابناء شعبنا والنظام الوطني الجديد حيث تم تاسيس جهاز المخابرات الوطني ومستشارية الامن الوطني واستخبارات الدفاع والداخلية بامكانات متواضعة!.

وفي ذروة تصاعد العمليات الارهابية عام 2007 بدات قوات التحالف بالتعاون مع الحكومة العراقية ببناء الاجهزة الاستخبارية واعادة تنظيمها وتم تخصيص مبالغ مالية طائلة على مدى السنوات الماضية بغية بناء اجهزة امنية رصينة تكون قادرة على التعامل مع الارهاب الجديد باختراقه والتغلغل في صفوفه وتحقيق انتصار نوعي عليه في العراق من خلال كشف الجريمة قبل وقوعها.

لابد ان اشير ان هنالك نجاحات محدودة حققتها الاجهزة الامنية في مواجهة الارهاب خصوصا ارهاب العاصمة وماكشف مخابىء العديد من قادة الارهاب في ديالى والانبار وبغداد الا دليل على ذلك لكن بقيت تلك العمليات محدودة التاثير بسبب عمليات الاطاحة والازاحة والمحاصصة التي كانت تلعب دورا مهما في تطور وانكفاء تلك الاجهزة.

اتذكر ان مجلس الوزراء شهد نقاشا حامي الوطيس حول تخصيص مبالغ سرية لدعم وتطوير عمل الاجهزة الامنية بهدف ايجاد مصادر استخبارية في الداخل والخارج شان كل الاجهزة الامنية في العالم العربي كذلك تخصيص مبالغ لشراء اجهزة كشف متفجرات متطورة واجهزة انصات اما الذي حدث فهو ان المبالغ صرفت وتم التعاقد على شراء الاجهزة لكن الاجهزة التي تم استيرادها تحولت الى نكتة سمجة في الشارع العراقي بسبب غياب الكفاءة وخرافية العقود المبرمة!.

بقيت تلك الاجهزة المخابراتية والاستخبارية تستنزف الموازنة العامة بمئات الملايين من الدولارات دون فائدة وتاثير امني واستقرار في الشارع!.

لايمكنني تصور ان من يقف على راس تلك الاجهزة يبقى لسنوات طويلة من دون عقاب او حساب او احالة على التحقيق والمسائلة فيما النزيف مستمر والضحايا من ضحايا يولدون وهنا مربط الفرس اذ ان التعيينات اما انها تتم عن طريق الولاءات الحزبية والسياسية او الشخصية او المحاصصة الطائفية ولابد من الاشارة ان مستشارية الامن الوطني وجهاز المخابرات والاجهزة الامنية الاخرى في الدفاع والداخلية لم يعرضوا منذ عشر سنوات على مجلس النواب لتثبيتهم من عدمه فلماذا يستجوب الوزير ولايستوجب المستشار والمشرفون على الاجهزة الاستخبارية وهم قاعدة الامن في العراق..هذا سؤال برسم مجلس النواب.

نسال ايضا :

لماذا تبقى الهيئات المستقلة في خنادق التعيين بالوكالة بدءا من البنك المركزي مرورا بالنزاهة والاستثمار وهيئة الاتصالات والاعلام وشبكة الاعلام العراقي وهيئة الحج والزيارة الى اخر القائمة؟؟!.

هذه الاجراءات والسياسة المتبعة تدمر باستمرار بنية الدولة والغريب انني في زيارتي الاخيرة للسليمانية على هامش تقديم التعازي برحيل القائد الوطني الكبير نوشيروان مصطفى واجهني برلمانيون ..لماذا لاتتم محاسبة الوزراء ورؤوساء الاجهزة والهيئات المستقلة واستجوابهم في البرلمان من المعينين بالوكالة؟!.

هنا اوجه ندائي الى رئيس مجلس القضاء الاعلى والمدعي العام في البلاد الى تحمل المسؤولية الوطنية في معالجة هذا الخلل الذي يتسرب باستمرار الى بنية الدولة تهشيما وتهميشا.

عودا على بدء اقول..ان بقاء مسؤولي ورؤوساء الاجهزة الاستخبارية والامنية ومستشارية الامن الوطني وجهاز الامن الوطني في مناصبهم بعد كل الذي جرى ويجري من نزيف مستمر وازهاق للارواح وتدمير الممتلكات يعتبر اخلالا بهيبة الدولة وادارتها وافساد للقيمة الدستورية والموضوعية التي قام عليها النظام الوطني الجديد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك