المقالات

الفاسدون أمنوا العقاب فأزدادو فسادا

2418 2017-05-21

لم نلمس أي خطوة جدية، في مكافحة الفساد، من هذه الحكومة، أو التي سبقتها، بل العكس تماما، إذ يتحكم الفاسدون في مفاصل الدولة، بدءا من رأس الهرم، ونزولا لأصغر موظف. 

من تلطخت يديه بالفساد، لا يمكن أن يكون مصلحا، أو جزءا من عملية إصلاحية، مهما علت أصواتهم، فمن يحارب الفساد،عليه أن يبدأ بالمقربين، سواء أكانوا من حزبه، أو عشيرته، وأقربائه، وهذا ما لم نلمسه عند أحد، خصوصا دعاة النزاهة والإصلاح. 

أول من رفع شعار الإصلاح، هو السيد العبادي، في حزمة الإصلاحات السابقة، لكنه لم يكن جديا، في تطبيقه على أرض الواقع، بل إلتف وناور، وأخذ يدور حول المشكلة دون علاجها،فلم يتخذ إجراءات صارمة، بحق الفاسدين المقربين منه، ومن حزبه، حتى يكون قدوة للآخرين، ويلقي الحجة عليهم، فأبقى على ما إستحوذ حزبه، من مغانم السلطة، لأكثر من عقد من الزمن، فأبتلعوا الدولة، وأسسوا دولة عميقة. 

أغلب المناصب العليا العسكرية، والمدنية، هي من لون حزبي واحد، من مدراء عامين ووكلاء وزارات، ورؤساء هيئات مستقلة، وسفراء، إضافة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وما تحويه من جيش من الموظفين، والسيد العبادي لم يطبق شعاره، الذي رفعه على جماعته، بل أراد أن يطبقه على الآخرين، "بلإصلاحات التكنوقراطية" التي إقتصرت على كم وزير، إستقال من منصبه، ولم يشمل هذا الكم الهائل، من المناصب التي أشرنا إليها. 

أما الفساد المتعلق ببقية الأحزاب، فمتفاوت حسب هيمنة الحزب، ونفوذه في الدولة، وبعضها لديهم هيئات إقتصادية، إعترفوا صراحة بها، حين أعلنوا عن إغلاق تلك الهيئات، التي مارست الفساد لسنين طوال، عبر مؤسسات الدولة، والنشاطات التي يقوم بها، أفراد تلك الأحزاب، من خلال الإستيلاء على الأراضي، وبيعها، وأخذ العمولات من المقاولين على المشاريع، وغيرها من الأنشطة المشبوهة. 

إن علاج تلك الظاهرة الخطيرة، يبدأ من الهرم، ونزولا، وتغيير هرم السلطة، بيد المواطن(الناخب)ومنذ 2003 وإلى اليوم، ونحن تحت ظل حكم حزب واحد، وإن إشتركت معه بقية الأحزاب، بنسب متفاوتة؛ لأن الدستور العراقي، أعطى لمنصب رئيس الوزراء صلاحيات واسعة، فمن يملك هذا المنصب، يتحمل النسبة الأكبر من النجاح والفشل. 

أما نظرية(كلهم حرامية)فهي ظالمة بحق النزيهين، حين نساويهم مع كبار الفاسدين في الدولة، وهناك من يقول، أين هو النزيه؟ ونجيب بسهولة، إننا في ظل إعلام حر، بل ومنفلت في بعض الأحيان، وهناك شخصيات سياسية، كلفوا بإدارة وزارات مهمة، ولم يظهر عليهم ملف فساد، واحد والبعض الآخر، إستقال طواعية من المناصب التي كلف بها. 

فالحل الجذري في القضاء على الفساد، يبدأ بالمواطن الناخب، حين يتوجه لصناديق الإقتراع، وهو يشعر بمسؤولية، وطنية، ودينية، وينتخب ما يملي عليه ضميره، لا لدوافع عشائرية، أو حزبية، أو مصالح ضيقة زائلة، ولا ضير في إنتخاب الحزبي، أو العشائري النزيه، والكفوء، وبهذا سنخطوا خطوات مهمة، في مكافحة الفساد. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد حسن الموصلي
2017-05-21
والله ثم والله فعلا عنوان المقال صحيح ميه بالميه رولعدم محاسبة اي فاسد بالرغم الكل يعرف من رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب الحاليين والسابقين يعلمون جيدا من هو الفاسد ومن هو الذي اهدر المليارات من الدولارات ولايعلم احدا اين ذهبت هذه الاموال هل هناك دوله مثلنا تهدر المليارات ولا يحاسب السارق هل لانهم جميعا فاسدون ويخافون الواحد من الاخر ،،،، ظملي وظملك ،،، هل هذه دوله فعلا. ام مجموعة من السراق وتركوا البلد فاقد كل شيء ومن ابسط الخدمات ،،، فاقول للخ كاتب المقال ،،،من يقره ومنو يكتب ،،،، اعتقد سيتم محاسبتك انت وليس السراق لان كتبت ان العبادي لم يحاسب احدا ،،، صحفي كتب مقالا عن استيلاء شخصيات او محافظ على 100 دونم تعود لعدي صدام حسين وسجلها باسمه تم حبس الصحفي بدلا من حبس المحافظ ويسأل كيف سجلها باسمه ،،، السمجة جايفة من راسها ،،،
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك