المقالات

الفاسدون أمنوا العقاب فأزدادو فسادا

2343 2017-05-21

لم نلمس أي خطوة جدية، في مكافحة الفساد، من هذه الحكومة، أو التي سبقتها، بل العكس تماما، إذ يتحكم الفاسدون في مفاصل الدولة، بدءا من رأس الهرم، ونزولا لأصغر موظف. 

من تلطخت يديه بالفساد، لا يمكن أن يكون مصلحا، أو جزءا من عملية إصلاحية، مهما علت أصواتهم، فمن يحارب الفساد،عليه أن يبدأ بالمقربين، سواء أكانوا من حزبه، أو عشيرته، وأقربائه، وهذا ما لم نلمسه عند أحد، خصوصا دعاة النزاهة والإصلاح. 

أول من رفع شعار الإصلاح، هو السيد العبادي، في حزمة الإصلاحات السابقة، لكنه لم يكن جديا، في تطبيقه على أرض الواقع، بل إلتف وناور، وأخذ يدور حول المشكلة دون علاجها،فلم يتخذ إجراءات صارمة، بحق الفاسدين المقربين منه، ومن حزبه، حتى يكون قدوة للآخرين، ويلقي الحجة عليهم، فأبقى على ما إستحوذ حزبه، من مغانم السلطة، لأكثر من عقد من الزمن، فأبتلعوا الدولة، وأسسوا دولة عميقة. 

أغلب المناصب العليا العسكرية، والمدنية، هي من لون حزبي واحد، من مدراء عامين ووكلاء وزارات، ورؤساء هيئات مستقلة، وسفراء، إضافة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وما تحويه من جيش من الموظفين، والسيد العبادي لم يطبق شعاره، الذي رفعه على جماعته، بل أراد أن يطبقه على الآخرين، "بلإصلاحات التكنوقراطية" التي إقتصرت على كم وزير، إستقال من منصبه، ولم يشمل هذا الكم الهائل، من المناصب التي أشرنا إليها. 

أما الفساد المتعلق ببقية الأحزاب، فمتفاوت حسب هيمنة الحزب، ونفوذه في الدولة، وبعضها لديهم هيئات إقتصادية، إعترفوا صراحة بها، حين أعلنوا عن إغلاق تلك الهيئات، التي مارست الفساد لسنين طوال، عبر مؤسسات الدولة، والنشاطات التي يقوم بها، أفراد تلك الأحزاب، من خلال الإستيلاء على الأراضي، وبيعها، وأخذ العمولات من المقاولين على المشاريع، وغيرها من الأنشطة المشبوهة. 

إن علاج تلك الظاهرة الخطيرة، يبدأ من الهرم، ونزولا، وتغيير هرم السلطة، بيد المواطن(الناخب)ومنذ 2003 وإلى اليوم، ونحن تحت ظل حكم حزب واحد، وإن إشتركت معه بقية الأحزاب، بنسب متفاوتة؛ لأن الدستور العراقي، أعطى لمنصب رئيس الوزراء صلاحيات واسعة، فمن يملك هذا المنصب، يتحمل النسبة الأكبر من النجاح والفشل. 

أما نظرية(كلهم حرامية)فهي ظالمة بحق النزيهين، حين نساويهم مع كبار الفاسدين في الدولة، وهناك من يقول، أين هو النزيه؟ ونجيب بسهولة، إننا في ظل إعلام حر، بل ومنفلت في بعض الأحيان، وهناك شخصيات سياسية، كلفوا بإدارة وزارات مهمة، ولم يظهر عليهم ملف فساد، واحد والبعض الآخر، إستقال طواعية من المناصب التي كلف بها. 

فالحل الجذري في القضاء على الفساد، يبدأ بالمواطن الناخب، حين يتوجه لصناديق الإقتراع، وهو يشعر بمسؤولية، وطنية، ودينية، وينتخب ما يملي عليه ضميره، لا لدوافع عشائرية، أو حزبية، أو مصالح ضيقة زائلة، ولا ضير في إنتخاب الحزبي، أو العشائري النزيه، والكفوء، وبهذا سنخطوا خطوات مهمة، في مكافحة الفساد. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد حسن الموصلي
2017-05-21
والله ثم والله فعلا عنوان المقال صحيح ميه بالميه رولعدم محاسبة اي فاسد بالرغم الكل يعرف من رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب الحاليين والسابقين يعلمون جيدا من هو الفاسد ومن هو الذي اهدر المليارات من الدولارات ولايعلم احدا اين ذهبت هذه الاموال هل هناك دوله مثلنا تهدر المليارات ولا يحاسب السارق هل لانهم جميعا فاسدون ويخافون الواحد من الاخر ،،،، ظملي وظملك ،،، هل هذه دوله فعلا. ام مجموعة من السراق وتركوا البلد فاقد كل شيء ومن ابسط الخدمات ،،، فاقول للخ كاتب المقال ،،،من يقره ومنو يكتب ،،،، اعتقد سيتم محاسبتك انت وليس السراق لان كتبت ان العبادي لم يحاسب احدا ،،، صحفي كتب مقالا عن استيلاء شخصيات او محافظ على 100 دونم تعود لعدي صدام حسين وسجلها باسمه تم حبس الصحفي بدلا من حبس المحافظ ويسأل كيف سجلها باسمه ،،، السمجة جايفة من راسها ،،،
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك