المقالات

حكاية من بلدية النجف (الجزء الثاني)


المهندس أنور السلامي 

 

أبعثر الكلمات على أعتاب بابكِ, واشق الطرق نحوكِ لكي أراكِ, واغرس حروف الجر أشجارا في الشوارع والساحاتِ, تحملين ما يأنف عنه غيركِ, وترشين أرضكِ بالنفحاتِ , تبدين جميلة في كل يوم, بألوان ثغرك الدامي, أحمر واصفر وأخضر, هذه ألون شفاهكِ, باسمة في كل صباحِ عاتي, وجميع الناس منكِ جزوُعتا, ولا حمّودا ولا شكورا , ورغم ذلك تشرقين لهم كل صباحا متألقة, تحملين من نفاياتهم أطنانا, يبعثرونها ليلا ونهارا , ويمينا وشمالا, بأناس عزيمتهم قوية ونفوسهم رضيه , رغم مصائبهم الجلية وحاجتهم غير مقضيه , وأٌقد شمعة لكوادرها عموما, وخاصة لمن ظلم بالتسكين 2004 ولمن ظلم وعمل باجر يومي, وهو يعمل بدون ملل أو كلل, نعم إنهم سكان البلدية. 

تعتبر بلدية النجف الاشرف, العمود الفقري للمحافظة, ولولاها تسقط المحافظة, في مستنقع من, أطنان النفايات والمُخلفات, التي لا يتوانى من يرميها واعزاً من الضمير ولو قليلا, أو يكلف نفسه, عناء بسيط في رميها في الأماكن المخصصة , أو وضعها بأكياس عند الباب لحين, وصول مجاهدي النظافة لحملها, نعم وأكررها أنهم مجاهدي النظافة كمجاهدي سوٌح القتال, يجمعون أطنان النفايات من الأرض, ويضعونها في كابسات, رغم روائحها الكريهة , المنبعثة منها, لينقلوها من مكانها , إلى الطمر الصحي ,بنفس راضيه خدمة لهذه البقعة الطاهرة, التي أوت أبو البشر ونبيها أدم ,وكذلك هود , وصالح وأيضا مرقد علي بن أبي طالب بطل العرب والإسلام وفارسها وداحّي باب خيبرها وحاملها وباب علم نبيها عليه وعلى آل بيته أفضل الصلاة والسلام, ومن جانب آخر, يتوافد الناس في الصباح الباكر على بابها, بقصد قضاء حوائجهم المختلفة , ومنها طلب تأجير ساحة أو محل أو بناية أو مساطحة أو استثمار أو طلب تخصيص قطعة أو تسديد ديون, أو طلب شتلات أو طلب عمل مطبات, أو رفع حجز ...ألخ, حيث يصل عدد المراجعين أحيانا على الثلاثمائة أو أكثر مراجع , يطرقون على رؤوس الموظفين, بحاجتهم دون مراعاة كثافتهم, ينزعجون ويسبون أحيانا أخرى, وموظفي البلدية يستقبلون كل حاجاتهم وانزعاجهم وسبهم بصدر مفتوح ورحب, ولا يخرج مراجع إلا ونال مطلبه, وموظف البلدية هو الوحيد في مْظّلمة, تتسيِر حاجات الناس بين يديه, وحاجته في يديه من يسيرها..؟ 

أبقوا معي الإنسان مدار الحدث. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك