المقالات

أسوأ قرار في تاريخ أمريكا

2788 2017-04-11

 

بعض القرارات قد تغير مصير الشعوب، وتؤثر على المحيط الإقليمي والعالمي؛ لأننا نعيش في عالم، أشبه بالقرية الصغيرة، بفعل التطور التكنلوجي الذي نشهده اليوم. 

من يتصور أن حادثة 11سبتمر أيلول في أمريكا،على مبنى التجارة العالمي، سيؤدي إلى سقوط أنظمة وتغييرها، في عالمنا العربي، كما حصل في الحملة الأمريكية على أفغانستان وإسقاط حكم طالبان وفي العراق إسقاط حكم صدام وإرتداده على زوال أنظمة عربية عديدة. 

في تصريح للرئيس الأمريكي ترامب، قال أن أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، هو إسقاط صدام، والرجل قد يكون محقا، من عدة جوانب. 

فصدام كان من الممكن أن يساومه الأمريكان، فيعطيهم ما يريدون، كما ساوموه في تسعينيات القرن الماضي، بعد دخول الكويت، وإندلاع الإنتفاضة الشعبانية، التي كادت أن تسقط نظام صدام، لولا التدخل الأمريكي في اللحضات الأخيرة، بعد أن أخذوا منه تنازلات كثيرة ومذلة، فوافق على جميع مطاليبهم؛ ليبقى في الحكم. 

تكبد الأمريكان خسائر فادحة، بشرية، ومالية، وسياسية نتجة لتلك الحرب، فخسر الأمريكان (4000)قتيل، من القوات الأمريكية، وست أضعاف هذا العدد من الجرحى، فضلا عن الجنود الذين يعانون، من مشاكل نفسية، من تلك الحرب، ومن الخسائر المالية، بلغت تكلفة الحرب 1.7 ترليون دولار، إضافة إلى 490 مليار دولار، تمثل مستحقات قدامى المحاربين، وهي نفقات تنمو إلى أكثر من ستة ترليونات، في العقود الأربعة المقبلة، بعد حساب الفائدة، حسب معهد واتسون، للدراسات الدولية بجامعة براون الأمريكية. 

والخسارة السياسية، تتمثل في تحالف العراق مع إيران، التي أجادت اللعبة، وأستثمرت المصالح المشتركة، العديدة بين البلدين، كالحدود الطويلة، والحالة المذهبية للأغلبية الشيعية، مع وجود العتبات المقدسة في العراق، والمصالح الإقتصادية الكبيرة بين البلدين، فكانت الجمهورية الإسلامية، من أوائل الدول التي إعترفت، بشريعة الحكم ما بعد صدام، مع أنه كان برعاية أمريكية، في الوقت الذي جفا فيه جميع العرب العراق، فأبتعدوا عنه، ودفعوا العراق أكثر إلى جاره الشرقي، فكان زوال صدام نصرا لإيران، وخسارة لأمريكا. 

يعد قرار إسقاط صدام، هو أفضل قرار، إتخذه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، بالنسبة لغالبية العراقيين المتضررين، من حكم صدام، ممن ذاقوا ويلاته، وظلمه، وجوعه، فجعل الأغلبية يحكمون، بعد أن كانوا محكومين منذ 1400عام. 

فالعراقيون بعد صدام، إستعادوا حريتهم، وزاد دخلهم المعيشي، وأنفتحوا على العالم، فاليوم تصلنا أحدث التكنلوجيا، في مجال الإتصالات، والنقل ،والسفر، والدراسة، وغيرها نعم ليس الحال ورديا، بل هناك كثير من المشاكل، التي سببها الدول المتضررة، من تغيير المعادلة الظالمة، التي تحكم العراق، وبعضها بسبب السياسيين، الذين تولوا السلطة، بعد أن إنتخبهم الشعب، وكرر إنتخابهم لدورات متتالية، فالشعب أيضا هو أيضا، جزء من المشكلة، التي نعانيها اليوم، فالسياسيون يعكسون واقع هذا الشعب. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك