المقالات

شهيد المحراب إمتداد لنهج الإمام الحسين(عليه السلام)

2672 2017-03-25

نقف إجلالا وإكبارا، لتلك الشخصية بما قدمت، من عطاء جهادي، يندر مثيله في زماننا المعاصر لجبل شامخ، هو السيد محمد باقر الحكيم، حيث إعتمد الأسس المبدئية، لثورة الإمام الحسين(عليه السلام) مستلهما من تلك الثورة، وهي أعظم ثورة في تاريخ الإنسانية، دروسها الشمولية، في أن الشهادة تمنح الحياة للشعوب، والأمم، فجعلها منهجا في مسيرة الجماعة الصالحة، لتجسد الشعار الحسيني العظيم، "هيهات من الذلة" 

لا يخفى ما لثورة الإمام الحسين(عليه السلام)من أثر، واضح المعالم، في حركة التاريخ الإسلامي، بحيث كانت معطياتها الميدانية، في تاريخ الأمة، سببا في حفظ الدين الإسلامي، ومبادئه من الإنحراف، والرذيلة، التي تبنتها الدولة الأموية، من أجل السلطة وأطماعها الدنيوية، فقطعت ثورة الحسين(عليه السلام) على يزيد الظلم، والإنحراف، لترتفع مبادئ العدل، والحق، التي جاءت على لسان النبي(صلى الله عليه وآله). 

من هنا سار شهيد المحراب، مقتديا بجده الحسين(عليه السلام)في رفض الظلم، والطغيان الصدامي المقبور، الذي كان إمتداد ليزيد الأمس، وتعرض ما تعرض السيد الشهيد، من ظلم وأذى كبير، هو وعائلته، فضحى بعائلته الشريفة، كما ضحى الحسين(عليه السلا) حين أخرج معه النساء، والأطفال، ليشهدوا وقعة كربلاء. 

بعد الفرج الإلهي، في إنهاء الحكم الصدامي، لم يقف السيد الشهيد،متفرجا على العراقيين من بعيد، بل قرر العودة إلى وطنه رغم تحذيرات المقربين، من أجل الترتيبات الأمنية، فلم يلتفت لذلك، فكانت أمنيته أن يدفن في ترابه، قرب أمير المؤمنين(عليه السلام) وياليته لم بعد، فخطفته المنون، بعد أشهر قليلة من العودة، فكان رحيله، خسارة للعراق بأجمعه، فهو لم يكن عالما دينيا، وزعيما شيعيا فحسب، بل كان راعيا لكل العراقيين، يطالب بالوحدة الوطنية، وحفظ حقوق جميع مكونات الشعب العراقي، كانت كلماته، وصوته صدى لصوت المرجعية الأبوية، لكل العراقيين. 

جازف السيد بنفسه، وتاريخه، وحياته، فأتخذ طريق المقاومة السلمية، للقوات الأمريكية،بدل المقاومة المسلحة، وهذا ما كان مطابقا لرأي المرجعية العليا، في النجف الأشرف، وهذا النهج ثبت صوابه، بعد أن إتخذ الآخرون، سبلا أخرى جلبت الدمار للمدن، وأزهقت الأرواح. 

اليوم حين نستذكر شهدائنا، فإنهم النور الذي نستضيئ به، وهم فخرنا حين نفتخر، فهنيئا للشهداء جميعا، وشهيد المحراب، ذلك الشرف العظيم، والمرتبة العليا، في الدنيا، والآخرة، مع الصديقين، والشهداء، والصالحين، فسلام عليهم جميعا. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك