المقالات

أما آن أن تهتز شوارب الدولة؟!

1805 2017-03-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   قرأت قبل يومين منشورا لزميل عزيز، حاول فيه تقديم إستعراض لمنجزات عهدنا الجديد، الذ ي شرعنا به منذ 2003 وما نزال فيه، وأنا أقرأ هذا الأستعراض، الذي أجهد فيه نفسه في تعداد الأبنية والمنشآت الجديدة، والجسور والطرقات، وتطور إنتاج الكهرباء والماء الصافي، وقارب دخل الفرد العراقي، راودني شعور بأننا شعب ظالم لحكومته، وأنه كان من الأجدر بنا، التسبيح لدولتنا العتيدة في تعقيبات صلواتنا!

   لكن زميلنا لم يقارب الفساد في منشوره، الذي كتبه وهو محمل بالنوايا الطيبة، بغية تخفيف الإحتقان بين الدولة والشعب، الذي يعد فساد الدولة سبب الإحتقان الرئيس؛ إن لم يكن السبب الوحيد.

   لكي نسحب فتيل الأزمة بين الدولة والشعب، ولكي تثبت الدولة أنها ليست مؤسسة فاسدة، أتسائل؛ ويتسائل معي جمهرة واسعة من المواطنين، ونقول: ما الذي يمنع مسؤولا في الدولة، حينما يخفق في مجال عمله، أن يقدم الإعتذار مرة واحدة على الأقل؟!

   ها.. ما الذي يمنعه؛ ولو بصورة إيضاح يقول فيه: أن ما يجري فوق طاقتنا، ونرجوكم أيها الشعب؛ أن تساعدوني في الملف الذي أديره..ها؛  ما الذي يمنع؟

   نعيد نفس السؤال على الدولة المؤسسة، وليس على الدولة الأشخاص، ولكن بصيغة أخرى: ما المانع أن تسمي ألأشياء بأسمائها؟ على الأقل كي ترفع الحرج عن نفسها، بل ولو من باب تحديد المسؤولية، كأن تقول أن الإخفاق في الملف الفلاني؛ يتحمله المسؤول العلاني، أو أن توسع دائرة الإتهام فتقول؛ أن الإخفاق يتحمله هو ومجموعة مساعديه.

    في هذا الصدد؛ فإن لدى الدولة وسائلها التي تعمي الأبصار، فلمَ لا تفعل ذلك؛ على الأقل من باب رفع العتب؟ وبعبارة أدق وأكثر صراحة، ما الذي يمنعها أن تقول للأعور؛ أنك أعور ولست ذا عين كريمة؟!

   نعرف ونعترف؛ أن بعض المشكلات ليست وليدة اليوم، وأنها إمتداد للنظام السابق، وأن مشكلات أخرى ولدت من رحم نظامنا الحالي، وأن تلك المشكلات؛ ترتبط بالبنية المؤسسية لهذا النظام، تلك البنية التي تحمي المسؤول من المسائلة، وتجعل من العسير جدا تطبيق مبدأ العقاب لمن أخطأ.

   نعرف أيضا؛ أن مقدار العسر في التطبيق، يرتبط بحجم المسؤول وموقعه، ومقدار الأموال والصلاحيات التي تحت يده، ويرتبط أيضا بالجهة السياسية التي يرتبط بها، وحجمها ومقدار نفوذها، وما تمتلكه من سلاح وأعتدة..!

   يرتبط ايضا؛ بالجهة الأجنبية التي تدعمه وتدعم جهته السياسية، ونعرف أن هذا الإرتباط طردي، أي كلما كبر حجم المسؤول، والإرتباطات التي أشرنا إليها، يزداد عسر أن تقول الدولة للأعور؛ أنك أعور ولست ذا عين كريمة؟!

   كلام قبل السلام: أما يعز على الكبار أن يوصفوا بأنهم عاجزين؟ أما آن أن يهتزالضمير المؤسسي في الدولة؛ كما تهتز شوار الرجال حينما تُستفز؟أما يخشون أن ينطق الظيم؟أما يعلمون أن الظيم إذا نطق، يعني أنه يفور بالعروق كالتنور؟ فويل لهم إذا فار التنور..ويل..!

   سلام...                                           

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك