المقالات

دعونا نرى دينكم الذي تتحدثون عنه

2179 2017-02-24

زيد شحاثة  

يعطي العراقيون كشعب, أهمية كبرى لمعتقداتهم الدينية, وهذا طبيعي جدا, إن فهمناه بسياقه الصحيح, فارضه بلد الأديان, ومهبط الرسالات,  وفيه من مراقد الصالحين والأولياء, ما يندر إن تجده في بلد الأخر, من حيث الأهمية والعدد.. يضاف لذك, كون مقرا لعدد مهم من الحضارات القديمة, التي كانت تعطي للدين, دورا مهما في الحياة العامة.

رغم إن المعتقد والإيمان, شيء شخصي بحد ذاته, إلا أنه  يتداخل مع الأخرين, من حيث طريقة وقواعد, تعاملنا مع الأخرين كأفراد, ومع المجتمع ودورنا فيه, وهل كان لهذا الإعتقاد والإيمان, أثر في كيفية تعاطينا, مع الأمور كله, أم انه كان زيا وصورة, نسوقها لأنفسنا بما, لنخدع بها الأخرين.

هذه الفكرة, لا تنطبق على الدين فحسب, بل على الوطنية والخلق الحسن, وغيرها من الصفات.. فالفكرة تخص, مصداقية الإنسان ومشروعه العام, أو أنها للمخادعة فحسب, وصورة زائفة؟

يتسيد الساحة السياسية اليوم, كثير من الأحزاب والتيارات, التي تضع الإسلام عنوانا لها, فهل هي مصداق للسياسي المتدين برجالاتها, أم هي مصداق للنفاق والزيف والخداع؟ وكيف نحكم على ذلك ونقيمه؟

وهل قدموا فعلا مشاريع للوطن, تتماشى مع فكر الإسلام أو روحه التي يدعونها شعارا لهم؟

سؤال خطير يجب أن نفهم كيف, نحدد معايير إجابته.. فهل نطالب السياسي, أن يكون مثلا كعلي أبن أبي طالب؟! وهل هذا ممكن واقعيا؟ وإن كان هذا القياس مغلوطا, فهل يجب إن نقبل أن يكون نموذجا ليزيد والحجاج؟!

نفهم  تدين السياسي والحاكم والموظف العام, عندما تكون المصلحة العامة قبل مصلحته, وأن يؤدي واجب وظيفته, مقابل ما يأخذ من أجر, أن أكون أنا المواطن البسيط, نصب عينيه, يرى ما أحتاج ويعمل لجعل حياتي أفضل.

ربما يشكل البعض دخول بعض رجال الدين معترك السياسية, بل ويهاجمون تدخل المرجعية, في الشأن العام, وهو نقد قاصر الفهم, ضعيف المطلب.. فلا يوجد مانع منطقي, نعم لا يصح إستخدام الدين لأغراض سياسية, لكن أثبتت التجارب, إن هؤلاء يملكون قدرات قد تفوق غيرهم, وقدم بعضهم, ما لم يقدمه الأخرون مجتمعين.

التدين العبادي, شأن بين الإنسان وربه, لكن التدين الحقيقي, هو ما يقدمه هؤلاء لمواطنيهم, من أعمال ومشاريع., وأما غير ذلك.. فهو كلام فارغ.

فدعونا نرى دينكم الذي تتحدثون عنه

0
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك