المقالات

هذا الصراع الديني هو خدعة الساحر

2138 2017-02-16

  حميد الموسوي  وصلتني هذه المدونة من احد الاصدقاء الثقاة الامناء في النقل. ولأمرين اثنين حرصت على وضعها بين يدي القراء المتابعين
 الاكارم والاخوة الزملاءالكتاب الافاضل:-
الامر الاول / فضح ممارسات المستعمرين : بلجيكيين ..فرنسيين ..بريطانيين .. اميركان... ونظرائهم ،وكشف زيف مدعياتهم الانسانية والاخلاقية ، واظهار وجه العملة البشع الذي يخفونه عن الشعوب المسالمة المستضعفة والتي كانوا سببا في تخلفها وتمزيقها، ويحرصون على اظهار الوجه الثاني بكامل زينته..حقوق حيوان ..حقوق انسان ...تحرير الشعوب المضطهدة ... اطلاق الحريات ..مؤسسات مجتمع مدني . نعم هم يعتنون بشعوبهم على افضل واحسن وجه يوفرون لهم العيش الرغيد والحرية والكرامة ..وكذلك يعتنون بمن يستفيدون من كفاءته وبمن يقدم لهم الخدمة لقاء الاقامة على اراضيهم من المهاجرين اضطرارا وفرارا من دولهم وانظمتهم القمعية  لكنهم يعاملون الشعوب المستعمرة كعبيد اقنان.
الامر الثاني / شدة الرعب الذي داخلني كون ما جرى في بعض دول افريقيا -  من تمزق جعلها تتحول لقمة سائغة بافواه هؤلاء المستعمرين الوحوش – يجري الان  في البلدان العربية ويهيئها لمصير اتعس من مصير الكونغو!.
المدونة/ ((   
نقل لي احد الاصدقاء من ليبيا يقول:-  العامل الإفريقي الذي طلبتُ منه أن ينظف لي سطح بيتي قبل حلول الشتاء عند الحديث معه اتضح لي إنه أستاذ مساعد في الجامعة بالعاصمة " كينشاسا " ، وعندما أكمل عمله وفي طريق عودتي .. قال لي : بلادي الكونغو كانت ولازالت مستعمرة بلجيكية في وسط إفريقيا وتمتلك هبات السماء من غابات وذهب وماس ومعادن تدخل في كل شيء من شاشات هاتفك المحمول إلى أسلاك الطائرات في قواتك الجوية  .. ثم سألني إن كنت أعرف إن تسعة ملايين إنسان قتلوا في بلاده في الأربعين سنة الأخيرة ، وحين أجبته بالنفي ، قال : مَن يملك الإعلام العالمي هو مَن يقتل البشر هناك، ولهذا لن تسمع !. سألته عن دور بلجيكا في بلاده .. فقال : ليست هناك دولة واحدة تسيطر على الكونغو ، العالم كله يسيطر علينا وكلٍ حسب إمكانياته ، أمريكا بالطبع لها حصة الأسد لأنها دولة عظمى، لكن فرنسا تستثمر في موتنا وبريطانيا والصين وبلجيكا ولهذا ليست لدينا حكومة مركزية ولن يأتي إلينا السلام ولا حقوق الإنسان بل تم إغتصاب نصف مليون إمرأة !, وما هو تأثيره علينا .. أنت تعلم إن الرجل الذي تغتصب زوجته لن يستطيع أن ينظر في وجهها خجلاً من عدم قدرته على حمايتها لأن الإغتصاب أفضل سلاح لاحداث شرخ بين الأهل .. فسألته : عمّا جاء به إلى ليبيا ..؟ فقال : ميليشياتهم إغتصبوا زوجتي أمامي ثم قتلوا أبي وبعدها رموا اطفالي في بئر مزرعتي وربطوني عند حافة هذا البئر لأيام حتى يجبروني على سماع صراخهم وأنا أحاول أن أطمئنهم ولكنهم سكتوا عن الحياة واحد تلو الآخر ، كم تمنيت أن أستمر في سماع هذا الصراخ لسنوات حتى يأتي مَن يُنقذهم ، ولكن كلهم سكتوا!. سكتُ أنا أيضاً ، فقال : حين يكون هناك عدد كبير من الشركات والدول والسياسيين الذين يريدون حصة منك ومن أرضك
كما يحدث في بلادكم الآن  ، لن تستطيع أبداً أن تبقى دولة واحدة بقانون واحد ولا مؤسسات قضائية لأن الدولة الواحدة ستبرم عقداً مع شركة أو عشر شركات لكن هناك مئات الجهات التي تريد بعض الذهب او الماس من الكونغو وكل واحدة منها تملك عصابة وميليشيا ، نحن الذين نُحدث الكابوس المعتم في بلادنا الجنة ..! ودعته وشكرته وأخذت أدور على جزيرة دوران " سيدي يونس " أكثر من مرة وأنا أنظر إليه وقد عاد للجلوس مع رفاقه في إنتظار لقمة عيش جديدة مع زبون آخر ، ثم فكرت ببلادنا وكيف أنها تتشقق وتتشرذم لأن كل جهة تريد حصة من ثرواتها ولأن مَن يصنع المال في مكان يصنع معه تشرد ودمار وجمود لمشاكل مستقبلية ثم تذكرت شيئاً كنت أفكر به منذ أسابيع .. تذكرت كيف إننا إنقسمنا إلى:- جزء يتصور أن الخلاص لن يتحقق إلا بالإلتزام المطلق بالدين كمّا يفهمه هو ، وجزء آخر يتصور إن المشاكل التي نعاني منها لن تنتهي إن لم نقضي على الدين .. ضحكت في وسط أمنية ذلك الإنسان الكونغولي الجميل بأن يسمع صراخ أطفاله من جديد .. ضحكت لأنني إنتبهت فجأة إن هذا الصراع على الدين هو خدعة الساحر الذي يريدنا أن نركز في مكان ما من أجسامنا ،
 حساس بالنسبة لنا وغير ذا قيمة بالنسبة له  ليقوم هو بالعمل الذي يريده وكما يريد ..ذكرت إجتماع السفير البريطاني بعمداء بلديات الغرب الليبي ولماذا أصلاً يجتمعون به ..؟ تذكرت " مارتن كوبلر " وهو يدور بين مخابز وأسواق بلادي))!.انتهت المدونة.
ولفرط حزني والمي من احداث هذه المدونة تفجرت بوجهي كل ويلات ومصائب العراقيين والعرب والشعوب المستضعفة على ايدي المستعمرين الطامعين الغزاة ..تذكرت القائد الكونغولي الثائر باتريس لومومبا الذي اراد توحيد الكونغو فتصدت له المخابرات الاميركية واغتالته في ستينات القرن الماضي لتقضي على كل رمز وطني مخلص مناهض للاستعمار  تلتف حوله الجماهير.. تذكرت رموز افريقيا العرب ..عمر المختار ..عبد القادر الجزائري.. احمد عرابي .. وغابت عن ذاكرتي رموز افريقية اخرى  خلت منهم سوح النضال فعاث المستعمرون ببلدانهم ظلما وتعسفا وافسادا . ترى الى اين تسير البلدان العربية؟ و هل ينتظرنا مستقبل كونغولي  ؟!.نحن اليوم باشد وامس الحاجة لقادة مصلحين، ليعيدوا بناء ما خربه الانقلابيون المتهورون الطارؤون .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك