المقالات

ماذا يريد الساسة السُنة؟!..(4) \"شُطار وعيارين\"!    

2335 2017-02-12

     قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    كنا قد تناولنا في ثلاثة أعمدة؛ نشرت في الأيام 31/1، 1/2، 2/2 ، وتحت هذا العنوان (ماذا يريد الساسة السنة)، ما تم تسريبه الى وسائل الإعلام؛ تحت مسمى (وثيقة الرؤية الموحدة للعرب السنة)، وتوصلنا في تلكم المقاربات، الى أنها بحق رؤيا عمياء وليس رؤية مستقبلية.

    بدءأ؛ فإن الساسة السُنة حاولوا أن يكونوا "شُطارا"، حينما سربوها خلسة الى وسائل الإعلام، وجلسوا على مبعدة منها يترقبون ردود الأفعال، والحقيقة أن الردود كانت بمستوى ما ورد في تلك الوثيقة، إذ لم  تُعر الإهتمام الذي توقعه من كتبها، فقد وجد التحالف الوطني أنها لا تستحق البحث والتداول، كونها بعيدة عن الواقع وخيالية، ولذلك لم يتم تناولها إلا لُمَما.

    بُعدها عن الواقع؛ يكمن في أنها تتضمن تغييرا في شكل النظام السياسي الذي أقره الدستور، ومعلوم أن ذلك يتطلب تغييرا دستوريا كبيرا، إن لم نقل الإتيان بدستور جديد، ينسجم مع ما ورد في هذه الوثيقة؛ من "خيالات" أو "خبالات" إن صح التعبير!

    الأمر الثاني، الذي يكشف عن لا واقعية الورقة، هي أنها"تحارشت" بالحشد الشعبي، وهو تحرش دونه خرط القتاد، فقد طالبت الوثيقة بـ"حل" الحشد الشعبي، ما يعني بالواقع "حل" الشعب العراقي، الذي كان الحشد مُنتجه الأغلى ثمنا، فقد قدم أنهارا من الدماء، من أجل تحرير مدن المكون السني،  وفي الحساب أن الأبواب سُدت ، بوجه أي محاولة للنيل من الحشد، فقد أصبح له قانونه، الذي أقره مجلس النواب بأغلبية مريحة، تعكس مدى عمق الحشد الشعبي بالوجدان العراقي.  

    الأمر الثالث؛ أن من كتب تلك الورقة تلفت يمنة ويسرة، وحاول مرة ثانية أن يكون"شاطرا"، فقرأ ما يجري حولنا في البعدين الأقليمي والدولي، فوضع في مخليته ان هناك مؤتمر تسوية بشأن العراق، شبيه بمؤتمر أستانة في كازاخستان، على أن يتم هذا الأمر بعد أن يستكمل تحرير العراق، من ميليشيا "داعش" التي ينتمي إليها أهل الوثيقة إياها، أو هي تنتمي اليهم فالأمر سواء.

    صور له خياله المريض، أن الاطراف الدولية ستتدخل مثل ما حصل بين الاطراف السورية، وأنها ستجبر الدولة العراقية بكل ما تمتلك من قوة متصاعدة، على الجلوس مع فلول الإرهابيين حول طاولة حوار، بعد تحرير الأرض العراقية منهم.

    الحقيقة التي لم يستوعبها معد الورقة، والتي غابت عنه عندما قرأ الواقع الأقليمي والدولي قراءة مخطوءة، أن لا معنى للحوار بعد الأنتصار، لكنه ولمحولته البائسة أن يكون"شاطرا"، رفع سقف مطالبه باعتقاده؛ ان الأطراف الدولية ستساعده، في الضغط على الحكومة والتحالف الوطني لتمرير أحلامه وخيالاته المريضة..!

    الورقة السنية إن صح وصفها، تعكس بشكل يستحق الشفقة، التآكل الذي وصله مفهوم الوطن والمواطنة لدى ساسة أخنطفوا قرار المكون السني الكريم، لكن وقائع الأيام أثبتت انهم مجرد "شُطار وعيارين"، ساروا به في طريق موحش مظلم..!

    كلام قبل السلام: الشَّاطِرُ: هو الشخص الذي أعيا أهله خبثاً، والعَيَّارُ هو الرجل الكثير المجيء والذهاب في الأرض وقال ابن الأعرابي: والعرب تمدحُ بالعيار وتذم به، ويقال: غُلامٌ عيَّارٌ، نشيط في المعاصي، ويُلاحَظُ احتفاءُ كتب التُّراث العربيِّ بأخبارهم، إذ روى المصنِّفون حكاياتِهم الَّتي تتحدث عن طرائق حِيَلِهِمْ وأسـاليب دهائهم..!

   سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك