المقالات

ماذا يريد الساسة السُنة؟!..(4) \"شُطار وعيارين\"!    

2180 2017-02-12

     قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    كنا قد تناولنا في ثلاثة أعمدة؛ نشرت في الأيام 31/1، 1/2، 2/2 ، وتحت هذا العنوان (ماذا يريد الساسة السنة)، ما تم تسريبه الى وسائل الإعلام؛ تحت مسمى (وثيقة الرؤية الموحدة للعرب السنة)، وتوصلنا في تلكم المقاربات، الى أنها بحق رؤيا عمياء وليس رؤية مستقبلية.

    بدءأ؛ فإن الساسة السُنة حاولوا أن يكونوا "شُطارا"، حينما سربوها خلسة الى وسائل الإعلام، وجلسوا على مبعدة منها يترقبون ردود الأفعال، والحقيقة أن الردود كانت بمستوى ما ورد في تلك الوثيقة، إذ لم  تُعر الإهتمام الذي توقعه من كتبها، فقد وجد التحالف الوطني أنها لا تستحق البحث والتداول، كونها بعيدة عن الواقع وخيالية، ولذلك لم يتم تناولها إلا لُمَما.

    بُعدها عن الواقع؛ يكمن في أنها تتضمن تغييرا في شكل النظام السياسي الذي أقره الدستور، ومعلوم أن ذلك يتطلب تغييرا دستوريا كبيرا، إن لم نقل الإتيان بدستور جديد، ينسجم مع ما ورد في هذه الوثيقة؛ من "خيالات" أو "خبالات" إن صح التعبير!

    الأمر الثاني، الذي يكشف عن لا واقعية الورقة، هي أنها"تحارشت" بالحشد الشعبي، وهو تحرش دونه خرط القتاد، فقد طالبت الوثيقة بـ"حل" الحشد الشعبي، ما يعني بالواقع "حل" الشعب العراقي، الذي كان الحشد مُنتجه الأغلى ثمنا، فقد قدم أنهارا من الدماء، من أجل تحرير مدن المكون السني،  وفي الحساب أن الأبواب سُدت ، بوجه أي محاولة للنيل من الحشد، فقد أصبح له قانونه، الذي أقره مجلس النواب بأغلبية مريحة، تعكس مدى عمق الحشد الشعبي بالوجدان العراقي.  

    الأمر الثالث؛ أن من كتب تلك الورقة تلفت يمنة ويسرة، وحاول مرة ثانية أن يكون"شاطرا"، فقرأ ما يجري حولنا في البعدين الأقليمي والدولي، فوضع في مخليته ان هناك مؤتمر تسوية بشأن العراق، شبيه بمؤتمر أستانة في كازاخستان، على أن يتم هذا الأمر بعد أن يستكمل تحرير العراق، من ميليشيا "داعش" التي ينتمي إليها أهل الوثيقة إياها، أو هي تنتمي اليهم فالأمر سواء.

    صور له خياله المريض، أن الاطراف الدولية ستتدخل مثل ما حصل بين الاطراف السورية، وأنها ستجبر الدولة العراقية بكل ما تمتلك من قوة متصاعدة، على الجلوس مع فلول الإرهابيين حول طاولة حوار، بعد تحرير الأرض العراقية منهم.

    الحقيقة التي لم يستوعبها معد الورقة، والتي غابت عنه عندما قرأ الواقع الأقليمي والدولي قراءة مخطوءة، أن لا معنى للحوار بعد الأنتصار، لكنه ولمحولته البائسة أن يكون"شاطرا"، رفع سقف مطالبه باعتقاده؛ ان الأطراف الدولية ستساعده، في الضغط على الحكومة والتحالف الوطني لتمرير أحلامه وخيالاته المريضة..!

    الورقة السنية إن صح وصفها، تعكس بشكل يستحق الشفقة، التآكل الذي وصله مفهوم الوطن والمواطنة لدى ساسة أخنطفوا قرار المكون السني الكريم، لكن وقائع الأيام أثبتت انهم مجرد "شُطار وعيارين"، ساروا به في طريق موحش مظلم..!

    كلام قبل السلام: الشَّاطِرُ: هو الشخص الذي أعيا أهله خبثاً، والعَيَّارُ هو الرجل الكثير المجيء والذهاب في الأرض وقال ابن الأعرابي: والعرب تمدحُ بالعيار وتذم به، ويقال: غُلامٌ عيَّارٌ، نشيط في المعاصي، ويُلاحَظُ احتفاءُ كتب التُّراث العربيِّ بأخبارهم، إذ روى المصنِّفون حكاياتِهم الَّتي تتحدث عن طرائق حِيَلِهِمْ وأسـاليب دهائهم..!

   سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك