المقالات

  ضمانات للمجرمين..ماذا يرد الساسة السُنة (3)؟!  

2130 2017-02-11

 قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   تحت وطأة هول ما حدث من قتل وتدمير وتفجيرات، حدثت خلال الأربعة عشر سنة الفائتة، لم تقم جهة حيادية بتوثيق تلك الجرائم، ولم نحصل على إحصاءات، يمكن الركون الى صحتها ودقتها، لكن الشيء المؤكد أن جل تلك الأحداث الرهيبة، أستهدفت المناطق التي يقطنها سكان شيعة.

   في بغداد مثلا؛ تعرضت مدينة الصدر الشيعية، الى قرابة الف وخمسمائة تفجير إرهابي؛ طيلة تلك السنوات، تنوعت تلك التفجيرات؛ بين السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والإنتحاريين، لكن مناطق اخرى في بغداد، يقطنها غالبية من المكون السني الكريم، لم تتلق حصة تزيد عن 1% مما تلقته مدينة الصدر، إن لم يكن أقل من ذلك المعيار بكثير.

محافظات الوسط والجنوب، الفرات الأوسط ،وكري دجلة ثم البصرة، نالت ما نالت من حصة"معتبرة" من الأعمال الإرهابية، وحيثما يوجد شيعة، سواء في ديالى أو كركوك او تلعفر، آمرلي وبشير، طوزخورماتو والحمدانية، وأينما تسمع "أشهد أن عليا ولي الله" تشم رائحة الموت.

   لقد كان الشيعة وما يزالون هدفا دائما للإرهاب؛ ومن المؤكد أن الإرهاب ليس مصدره فنلندا أو السويد أوأستراليا، بل كان إرهابا نشأ ونما وترعرع؛ وقوى عوده في الوسط السُني، سواء في البلدان اليعربية المجاورة للعراق، أو في الحاظن المحلي.

   بديهي أيضا؛ أن المرء لا يسعى الى قتل نفسه، لذلك فإن من المستبعد الى حد بعيد، أن يسعى الشيعة؛ الى إرتكاب تلك المجازر بحق أنفسهم، وإذا حصل وأن وجد شيعيا؛ متواطئا في جريمة ذات طابع إرهابي، فهو أمر نادر لا يمكن القياس عليه.

   تقول وثيقة (الرؤية الموحدة للعرب السنة) حول مشروع التسوية الوطنية ما نصه: "تعمل التسوية التاريخية؛ على فسح المجال واسعا، امام كل الاطراف التي عارضت، او التي لا تزال تعارض العملية السياسية؛ من اجل الوصول الى حلول توافقية، تنهي الصراع معها، ورفع كل القيود القانونية والموانع السياسية امامها، من اجل دمجها بالعملية السياسية، او تبنى اية صيغة يمكن من خلالها ضمان حقوق كل الاطراف".

   بلحاظ أن معظم المعارضين السُنة للعملية السياسية، حملوا السلاح؛ وأستخدموه بشكل مكشوف ضد العملية السياسية، وضد الشيعة تحديدا، وبالتفصيل الذي ذكرنا نتفا منه آنفا، فإن وثيقة ( الرؤية الموحدة للعرب السنة)، تنصلت من الدماء التي مازال الساسة السُنة، يلغون فيها بلا أدنى وجل، ولم تكتف تلك الوثيقة المجهولة النسب بالتنصل، بل دعت الى إنهاء ما أسمته بـ "الصراع"، على أساس الصمت عن كل تلك الجرائم، وتحت شرط "ضمان" عدم مسائلة المجرمين، وهو ما ورد نصا:  "ورفع كل القيود القانونية والموانع السياسية امامها"!

   كلام قبل السلام: الذي لا يريد واضعو هذه الوثيقة الداعرة؛ الإعتراف به، أنه لم يتبق إلا زمن قليل جدا؛ لتحقيق هدف فتوى الجهاد الكفائي الناجز، وسيكون أمام هؤلاء خيار واحد لا غير، وهو إعلان هزيمتهم أمام الشعب العراقي، بجيشه وشرطته وحشده الشعبي وسائر القوى المقاتلة، وعندها سيتوسلون فتوى تحقن دمائهم!

 

   سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك