المقالات

عسر الولادة وحكومة العبادي


    سلام محمد العامريSsalam599@yahoo.com مَر العراق أثناء الانتخابات البرلمانية, عبر الدورات السابقة, بحملات من التسقيط السياسي, و شُبهاتٍ من التزوير, ما أدى لما يشبه المخاضٍ العسير, لتنصيب رئيس مجلس الوزراء, وتكوين حقيبة وزارية, تتلاءم مع الوضع السيء, أمنياً واقتصادياً, حيث كان السيد المالكي, في الدورة السابقة, متمسكاً بولاية ثالثة, معتبراً إياها استحقاقٌ انتخابي, مما اعتبره الشعب عودة للتفرد بالحكم, فيما كان العراق بأمس الحاجة للتغيير؛ أدى ذلك لاتفاقٍ محكم السرية, وتنصيب السيد حيدر العبادي, وكان من المتوقع, ان تحصل حرب داخلية, لولا رحمة الباري عز وجل بالغيارى, الذين يَكيلون الضربات القاضية لتنظيم داعش, المغتصب لثلث مساحة العراق.
وعَدَ السيد العبادي, للعمل بحسب التوجيهات, المرجعية الدينية في النجف, التي كان من مطالبها, تكوين الحكومة الجديدة, من أناسِ يتمتعون بالنزاهة والكفاءة, لإنقاذ العراق من أزمته الاقتصادية الخانقة, فقد تسنم السيد العبادي, خزانة خاوية إلا من عدة مليارات, لا تكفي لرواتب الموظفين, تحت انهيارٍ بأسعار النفط, الذي يعتبر المورد الوحيد, لأحادية الموازنة العراقية.
تِشكيل الحكومة العراقية, لم يأتي كما توقع الشارع العراقي, فإن التغيير لم يحصل, بالشكل المطلوب, لتشبث بعض الكتل بالمحاصصة, رغم انتقادها من قبل جميع الساسة, لينتهز الفرصة دُعاة الأزمات, مهيجين الشارع العراقي, تحت حجة عدم تغير الحال, لتجتاح مدن العراق الجنوبية, تظاهرات امتدت الى العاصمة بغداد.
تجاوز الحكومة تلك الأزمة الاقتصادية, حيث تم الاعتماد على موارد أخرى, كانت رافدة للموازنة, من قبل وزارتي النقل والنفط, بينما راوحت بعض الوزارات, تحت ظل الفساد والهدر المالي, مما زاد الطين بلة, فانتهكت حرمة البرلمان, بعد دخول المنطقة الخضراء.
كانت المطالبة تحت غطاء الإصلاح ومحاسبة الفاسدين؛ للعمل على إعادة الأموال المسروقة, ورفع شعار يتهم كافة الكتل, بالفساد التام علانية, إستغل بعض أعضاء البرلمان, تلك المطالبات, فكونوا جبهة الإصلاح, من أجل إسقاط البرلمان, ليليه اسقاط الحكومة كخطوة ثانية.
توالي الأزمات السياسية, جعلت من حُكماء السياسة, العمل على عملية احتواء, فتنازل بعض الوزراء طوعاً لاستيعاب الأزمة, والحد من وصول مثيري الفتن لمبتغاهم, بتدمير العملية السياسية, وتم تنحية بعض الوزراء, من خلال استجوابات, تحت حجة عدم القناعة بالأجوبة.
يُطالب بعض الساسة المواطن العراقي, بالوعي كي لا يستغله الفاسدون, مع ان بعض الساسة, لا يتمتعون بحس الوعي, للتغيير الحقيقي, وكأن أمر التغيير لا يعنيهم.
حاول بعض المتمرسين, في إثارة الفتن اتهام المرجعية, عبر شعار" قشمرتنه المرجعية وانتخبنا ...", فقالت المرجعية قولتها, عن أولئك المعنيين, أنهم كالحيطان صُمٌ بكم.
من الجميل بل الرائع جداً, ممارسة الشعب حقه, والمطالبة بمحاسبة الفاسدين, ولكن من البديع أن يكون ذلك بأدب.
إلى من يعنيه الأمر, ساسة ومواطنين, هل وصلتكم رسالة المرجعية؟


اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك