سيف أكثم المظفر
تستعد الكيانات السياسية، والاحزاب الحاكمة، لماراثون الانتخابات القادمة، كونها ستشهد صراعا قويا، يعده المراقبين من أكثر السباقات الانتخابية خطرا منذ ٢٠٠٣، لانها تُؤسَس لعشر سنوات قادمة، وتشير التقارير إلى عزوف عشرة ملايين ناخب عن تحديث سجلاتهم الانتخابية، وهذا مؤشر خطير، لان بعض هذه الأحزاب والكيانات السياسية قد عدّة العدّة، لترسيخ نظام المحاصصة، وتقاسم الكعكة بما يتناسب مع حجمها النيابيّة.
في النظام السياسي البرلماني، هناك نسق تسير عليه معظم الدول التي تدار بهذا النظام، امريكا مثلا، كل دورة برلمانية تؤسس لعشر سنوات، أي دورتين حكوميتين، كما حصل مع بوش الابن، واوباما، أما في العراق فكانت الفترة الانتقالية، متسارعة بالأحداث، ثم كتابة الدستور، و ما أسسته السياسة ليومنا هذا هي انتخابات عام ٢٠١٠، وما يكون عليه شكل الحكومة والبرنامج والسياسة القادمة هي انتخابات ٢٠١٨، اي انها ستكون فاصلة تاريخية، تحسم نتائجها، وترسم صور سياسييها ونظامهم القادم، فيجب علينا جميعا كعراقيين، تحمل المسؤولية الملقات على عاتقنا، والأجيال القادمة تنتظر غرس نبتة الدولة الصالحة.
من يعتقد أن عدم الذهابهم الى الانتخابات، سيحد من الفساد، ويقلص نفوذ الفاسدين، فهو يعيش في وهم كبير، بل عدم الإدلاء بأصواتهم، سيرسخ الأحزاب الحاكمة، ويزيد من توغلها في مفاصل الدولة، كي تحمي نفسها من المحاسبة والمساءلة، زمن الانقلابات قد ولّى، وزمن الثورات قد أكل عليه الزمن وشرب، اليوم نحن في زمن الديمقراطية، والدستورية والقانونية، نحن في زمن، القاضي في قرية يصدر قرار ضد قرار رئيس الدولة، كما حصل في قرار الأخير مع ترامب رئيسَ الولايات المتحدة.
الأحزاب السياسية تشعر بسعادة كبيرة، لأن جماهيرها المستفيدة، والمناصرة لها قد حشدتهم من الآن، و مشاريع التسقيط والتدليس والفبركة، بدأت حملاتها، لإحباط أكبر عدد ممكن من الشعب، وإجبارهم على عدم التصويت، لتنفرد تلك الجهات المستفيدة بالحكم، وهي تحاول تصوير الوطن على أنه، قد انتهى ولن تسعفه اصابعكم البنفسجية؟!
لا خيار أمامنا سوى صناديق الاقتراع، لإزالة الطبقة الفاسدة، وتغيير الوجوه الكالحة، التي لم تجلب لنا سوى العداء، والدمار، والأزمات المتكررة مع دول الإقليمية والعالمية، وحتى المظاهرات والعصيان وباقي صور الاعتراض، لا تَغْيير نظاما سياسيا، بني على المحاصصة وتقاسم السلطة بين المعارضة والأحزاب الحاكمة، ان الاساليب الاعتراض السلمي، تنظمها جمعيات ونقابات لغرض حصول على حقوق، وليس بناء دُولَة.
صوتك أمانة، في عنقك، وما تنتجه الصناديق، من حكومات قادمة، يتحمل نتائجها أبناء هذا الوطن، في الوقت الراهن، لانها تكون القاعدة، التي تنطلق منها عمليات الإصلاح والبناء وتطوير، الوقت صعب جدا، والمراهنات كبيرة، والأجندات الخارجية ترسم لأمر عظيم، يهدم ما بناه العراق على مدى ثلاثة عشر عاما مضى، بدماء وأرواح وأشلاء أبنائه الأبطال، الا يستحق منا أن نكون قدر هذه المسؤولية، من اجل شهدائنا، الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم، توجب علينا كشعب أن نحفظ الأمانة، لأبناء الشهداء وأمهاتهم وزوجاتهم، بمستقبل يعطي حقوقهم ويزيل بعض همومهم وما يعانون من ظلم، اللهم اني بلغت، اللهم فأشهد.
https://telegram.me/buratha