المقالات

ماذا يرد الساسة السُنة؟!..(1)

2082 2017-02-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   فجأة وبلا مقدمات؛ أمطرت غيوم المكون السني ورقة سياسية، أسموها "ثيقة "الرؤية الموحدة للعرب السنة" بشأن مشروع التسوية الوطنية المطروح من قبل التحالف الوطني العراقي..

   لا تحتاج هذه الورقة كثير تمعن؛ لكي نقرر أنها ورقة كتبتها أياد بعثية، عبرت عن عقلية صدامية، فاتها أن الزمن قد تجاوزها، وأن تغيرات كبرى قد حدثت في العراق والمنطقة، وأن من بين نتائج تلك التغيرات، أن الشيعة في العراق على وجه الخصوص، قد بدأوا يمسكون زمام مستقبلهم بأيديهم، ولم يعودوا مواطنين من الدرجة الثانية، عليهم السمع والطاعة فقط!

   بنيت هذه الورقة على مجموعة إفتراضات، أولها أن الشيعة في موقع المهزوم، وأن عليهم قبول الهزيمة، والإذعان لإملاءات الساسة السُنة الواردة في هذه الورقة، ولذلك كُتبت الورقة بلغة إستعلائية متعجرفة، تتضمن إملاءات مبنية على عقلية التغالب، التي أشتهر بها الساسة الذين أختطفوا قرار المكون السُني الكريم.

   ثاني الأفتراضات؛ أنهم قرروا سلفا، بأن جهد ومسيرة أربعة عشر عاما، من العمل السياسي بعد زوال نظام سيدهم صدام، كان ليس في الأتجاه الصحيح، وأن الدستور الذي كانوا هم أنفسهم شركاء في كتابته، غير صالح بمجمله، وأن ما بني عليه جله خطأ.

    لذلك يتعين وفقما ورد في وثيقتهم، أن تكون للتسوية السياسية ووثيقتها، قوة قانونية ودستورية توازي الدستور تماما ، إن لم تتفوق عليه بالأهمية، بإعتبار أن الدستور لم يحصل عليه توافق تام معهم، وجاء النص التالي ليعبر عن هذه العقلية المريضة" وهي وثيقة ستكون موازية للدستور العراقي وليست اقل منه لا من حيث الحجية القانونية ولا من حيث التنفيذ والقيمة السياسية ".

   ثالث الأفتراضات؛ التي أنطوى عليه خطابهم المليء صلافة وغرورا، أنهم عدوا انفسهم يمثلون  نصف العراقيين بالتمام والكمال، حبنما تصوروا أن التسوية بين طرفين فقط عندما قالوا: "  تشكل لجنة متخصصة عالية المستوى من خبراء القانون والسياسة والاقتصاد من كلي طرفي التسوية هدفها توحيد الرؤى والمقترحات حول ملف التعديلات الدستورية ، وتصدر اللجنة ملحقا بذلك .  ". ولذلك طالبوا بأن يعاملوا على هذا الأساس، وهو منسوف الأساس بشكل مطلق، لأن حجم المكون السني الكريم ليس هكذا،

   ثم أن وثيقتهم كشفت عن عقلية كاتبيها بكل صفاقة، حينما دعوا الى إعادة العراق تحت وصاية الأمم المتحدة، أو وصاية دول بعينها، يعني العودة الى الأستعمار! .

   أُم الصفاقات التي حملتها الوثيقة، هي مطالبتهم :" تلتزم اطراف التسوية التاريخية بمنح كل الاشخاص المشمولون بقانون المسالة والعدالة واجتثاث البعث بإحالتهم على التقاعد كل حسب منصبه ودرجته الوظيفية ." يعني يتعين منح أسرة علي كيمياوي تقاعد نائب رئيس وزراء!

   كلام قبل السلام: للحديث صلة، سنتحدث فيه عن موقفهم المشين، من الحشد الشعبي الذي حررهم وأرضهم من إرهاب داعش، ومسح عن جباههم وصمة العار، وسنكشف فيه عورات أناث الماعز المكشوفة أصلا..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك