المقالات

العولمة الأمريكية وميكافيلية إترامب


عبد الحمزة سلمان

العولمة ارتباط مجموعة من العمليات, الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية, وتعددت التعاريف باختلاف الباحثين في الموضوع,ويتضح من الواقع الحالي,شكلا جديد لها.. يعزم عليها الرئيس الأمريكي الجديد, بإثارة دوافع دينية وقومية بين الشعوب, من أجل تفتيت دول العالم .

     الأفكار الأمريكية لها أثر كبير على الفكر العربي,بإندفاع حكام الدول العربية وملوكها, لتنطوي تحت الغطاء الشيطاني الأمريكي, عملت على تحطيم اقتصاد الدول العربية, واستحواذ أمريكا عليه, ليرتبط مصير هذه الدول تحت تصرفها, والتدخل في شؤونها السياسية, وحياة الفرد والمجتمع, ولعبت دور جديد هو نشر الثقافات الغربية, في الوسط العربي .

    الشعوب العربية تقبلت بشراهة, الغزو الثقافي, واقحامه على أخلاق ومبادئ الدين الإسلامي, التي شملت الثقافة الاستهلاكية والشبابية,  وإعادة صياغة علاقة الدول مع بعضها, لتنتقل من صفتها التي جاءت بها كعولمة الهيمنة, وقلب الموازين الاقتصادية والسياسية للبلدان النامية, وإشغال الشعوب, لتنفيذ المخططات, وشق صفوفها.

    استطاعت أمريكا شق الصف العربي, مستعينة بمن هم قليلي الثقافة والإيمان, وأصحاب الشيطان الرجيم, أوطانهم وشعوبهم تسلب, وشغلهم الشاغل التسكع في دول الغرب, وملذاتها الدنيوية, يتجاهلون أن أموالهم خيرات شعوبهم, سيدفعون ثمنها .

     استخدمت أمريكا سياسة بث أفكار عدوانية, وإتخذت الجانب الديني سلاح تهديد, وتفرقة بين البلدان أو شعب البلد الواحد,

دفعت السعودية وحكامها لتكون الواجهة, رغم أن حكومتها فارغة فكريا, فاستطاعت أن تجد التأييد الوافي, لتحتضن أفكارها السامة, بانطلاق شرارة حرب التفرقة, بتبني الفكر السني ضد إخوانهم الشيعة وزرع بذرة الوهابية التكفيرية أعداء الإنسانية.

     إستشعر الاستعمار أن حكومة العراق في عام 1980, تتوفر فيها شروط الاندفاع, لإشعال الحرب, ولأن  نسبة الشيعة في هذا البلد هي الأغلب, ولإضعافهم أقحمتهم في حرب, مع جمهورية إيران الإسلامية, التي طال أمدها ثمان سنوات, تسببت بخسارة الكثير من الشباب والرجال وإنهاك الحالة الاقتصادية للبلد.

    لم يكتفي بذلك واستمرت بخلق الفتن, فتوجه العراق لاحتلال الكويت, وسبب خسائر مادية وبشرية, وتدمير الجيش العراقي, كان صدام أداتها لهلاك الشيعة في المنطقة, وبإرادة الباري أنقلب السحر على الساحر, ليكون من الهالكين .

       لتشرق شمس صباح يوم جديد, ينتعش بها من كان مظلوما, لتعود القيادات الدينية والسياسية المشردة والمهاجرة لوطنها, بعد فراق طال سنين, دفعهم شغف تربة الوطن وحبهم لشعبهم, يتصدر مقاعد الحكم والقيادة, بصورة مباشرة وغير مباشرة .

    كانت أمريكا والصهيونية مرغمة,لتقبل واقع الحال, لادعائها أنها محررة وليست محتلة, أستطاع العراق إعادة ثقته بالمحيط الخارجي, والدول المجاورة الإسلامية, وكان الدور الأكبر لجمهورية إيران الاسلامية, أن تحتضن أبناء المذهب الواحد, وفق الروابط والعلاقة التي ترتبط معها, بحكم الدين والمراقد المقدسة, المشتركة في البلدين, التي تعد شفيعة الشعوب عند الباري .

بعد فشل أمريكا باحتلالها العراق,وإعلانها أنها ليست محتلة, ولحفاظ ماء وجهها أمام شعوبها, يترتب عليها أن تترك البلد لأهله, لم يحصل ذلك ببساطة, بل بجهود وسياسة قادتنا ومرجعيتنا الثابتة, على مبادئ وأخلاق الإسلام, التي تنادي أن الشعب العراقي, شعب واحد وتنبذ التفرقة, أن ذلك من المؤكد يجعل أمريكا والصهيونية, وأعداء الإسلام ألا يغمض لهم جفن, ويمتعضون أن ينتعش المذهب الشيعي, فكادوا كيدهم وشيطنتهم, لتفرقة الشعب الواحد العراقي, وخلق فجوة بين الشعب, لتقسيم البلد إلى كرد شمالا, وسنة غربها, وشيعة جنوبا, مشروعا استعماريا قديم .

    استطاع قادتنا ومراجعنا الكرام, تفنيد هذه المزاعم والحفاظ على تماسك الشعب العراقي الواحد, ذات العيش المشترك, لم ينتهي البرنامج الشيطاني الأمريكي الصهيوني, الذي يترعرع بأحضان السعودية, وقطر ودول الخليج الأخرى, والعمالة الكردية التركية, تكاثفت جهودهم وخيانة بعض المتسلطين, ساهمت تركيا والأكراد العراقيين بإدخال عصابات الإرهاب, واحتلال الموصل من قبل ما يسمى ب(داعش), عصابات الكفر والإرهاب  .

(داعش) عصابة كفر وإرهاب, من إنتاج أمريكي صهيوني سعودي قطري, مع اشتراك دول أخرى ترعى الإرهاب والقاعدة, هدفها اجتياح العالم, وتشويه سمعة الدين الإسلامي,ساعدها العملاء والخونة, من ارتكازها في سوريا والموصل, وبعض الحواضن في غرب العراق,لتتوسع وتنتشر .

    استدرك أمرها مراجعنا وقادتنا الإسلاميون , كان الرد بالجهاد الكفائي, الذي أعاد هيبة الجيش العراقي, وثقة الشعب بالحكومة, بعد التغيير واستبعاد الخونة, والمتشبثين بالمناصب, وإنقاذ العراق من شفا الهاوية,وأعاد لأمريكا والصهيونية رشدهم,وليس من السهل تمرير المخططات, والعراق يحوي قادة وعلماء ومفكرين,تمتد جذورهم لآل بيت الرسول (عليهم السلام) .

     تم فرض شروط ومطالب, ومماطلات أمريكية شيطانية, لتفرض على العراق, للخلاص من التكفيريين والإرهابيين, رفضها قادتنا ومراجعنا الكرام, لكونها تتنافى مع مبادئنا وأخلاق ديننا, التي ترفض الخضوع للمحتل والمعتدي .

كشف العولمة الشيطانية, ونوايا أمريكا في العراق والبلدان المجاورة, التي باتت لا تجدي نفعا لها, بفضل تطور ثقافتنا, وتوجيه وإرشاد مراجعنا, ودور جمهورية إيران الإسلامية الفعال في المنطقة, ومساندتها لبلدنا, جعلت عصابات الإرهاب داعش تقترب من نهايتها, والانتقال لمرحلة جديدة, لبناء عراق جديد .

    توقعنا رد فعل شيطاني جديد لأمريكا والصهيونية وعملائها, بتغير سياسات جديدة ترعب العالم به, كان اختيار رئيسها الجديد الشرير, وتصريحاته الحاقدة, وما يحمل من صفات وأخلاق رذيلة, تحكم دوله كبرى, من دول العالم, أكيد ستؤثر على جميع جوانب الحياة الإنسانية, لتنتعش العصابات الإرهابية, وتفكيك دول العالم, لتحقيق مكاسب لأمريكا بأي طريقه ميكافيلية, وهي تعني معاني النذالة والانتهازية وعدم احترام حقوق الآخرين ويعتبر حتى قتل الأبرياء أمرا طبيعيا من الممكن فعله من اجل الحفاظ على الملك أو الحكم وهنا تنسب الجملة الشهيرة ( الغاية تبرر الوسيلة(

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك