المقالات

إتباع المشككين فشل مبين


قال الأديب والفيلسوف جان جاك روسو: "كيف يمكن للإنسان, أن يتخذ الشك عقيدة, ويلتزم بها عن حسن نية ؟ هذا ما لا أستطيع فهمه". 

لا يمكن للشك أن يُبنى, على حُسن النية, إذا ان سوء النية هو أساس الشك, وهذا أمر بديهي, ولا يمكن أن نبني ثقة بين طرفين, مالم تكن هناك ثقة متبادلة. 

اعتمدت العملية السياسية في العراق, على التشكيك المتبادل, بين أغلب المكونات السياسية, ما انعكس على الواقع الاجتماعي, فأحدث واقعاً متردياً, ولحداثة أغلب الساسة, الذين جُبلوا على أن يكونوا معارضين سلبيين, ولا يملكون من برنامج, سوى برنامج انتخابي, يعتمد على تضليل المواطن, ووعودٍ كاذبة تحصدُ أصوات الفقراء, من أجل الحصول على الأغلبية السياسية. 

الدعاية الانتخابية في العراق, ليست كما في باقي الدول, المؤمنة بالديموقراطية, فهي متكئةٌ على أسلوب التسقيط, وتخويف المواطن من كل الأطراف, ومعلوم أن الخائف من الوقوف, لا يستطيع السير خطوة للأمام, فبقى العراق مراوحاً في وحل الأزمات, بل وصل به الحال, كأنه في بركة من رمالٍ متحركةٍ, تسحبهُ لأعماقها كلما حاولَ التحرك. 

لم يجد ساسة العراق, المشككين حتى بحركة الشعب, سوى حلولاً ترقيعيه, فمن يريد الإصلاح, يجب عليه أن يُفكر بحساب الفاسدين, لا كشفهم ومن ثم, يفسح لهم المجال للهروب, لفدية يدفعها أو لرد جميلٍ قديم, أو لكون الطرف المقابل, يعرفُ ما يوقعه, لعدم براءته أو كتلته من الفساد. 

يتكرر مشهد التسقيط السياسي, في كل دورة انتخابية, يبدأُ مبكراً بعض الأحيان, من قبل أقلامٍ بلا ضمير, فحملتها قد باعوا أنفسهم, لمن يدفع الأخضر والأحمر, تحت شعار أن الأموال من زينة الدنيا, غير آبهين بما ينتجه مال الحرام, من ذريةٍ ستجعلهم تحت اللعنة الإلهية, إلى يوم يبعثون. 

بعد عدة دورات انتخابية, خالية من التشريع الحقيقي لصالح المواطن, وفراغٍ أمني وضآلة في الخدمات, هل فهم المواطن اللعبة السياسية؟, وهل سيتمكن من تحديد من سيوصله, إلى ما يصبوا اليه؟. 

قال الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه:" لست حزيناً لأنك كذبت علي ، أنا حزين لأني, لن أستطيع تصديقك بعد اليوم", وهذا ما يسعى له المشككون, كي يقاطع المواطن الانتخابات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك