المقالات

أسدٌ مٌسجى وعرينٌ مسروق!


مرتضى ال مكي

تقول الرواية: "إذا برزوا الشهداء حفتهم الملائكة بأجنحتها، ويدعون الله تعالى لهم بالنصر والتثبيت، ونادى منادياً الجنة تحت ضلال السيوف، فتكون الطعنة على الشهيد اهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف، وإذا زال الشهيد من ظهر جواده بضربةٍ؛ لم يصل الى الأرض حتى يبعث الله بزوجته من الحور العين".

هكذا هي الشهادة واولائك هم الشهداء، كثير من الروايات تبشرنا بمنزلة الشهادة، لكن لا ينبري لنيلها الا ذو حظ عظيم، لذلك أصبحت الشهادة قدس مقدس، ومن يتشرف بنيلها ذهبت معه لغة الافول، فيبقى اسمه منقوشاً من نور، لن تناله حرائق الفاشلين ولا ازيز رصاص المجرمين.

الشهيد صالح البخاتي القائد الذي انحدر من صحراء العمارة، يتيماً كيتم جده سيد الكائنات، تكفله عمه، حتى أمسى لا يعرف معنى الخوف، سكن الصحاري مناهضاً للسياسات الفاسدة، وتجشم عناء مقارعة العفالقة، لطالما تغنى بأزيز الرصاص، شرب من طهارة الاهوار ماءها، وسرت فطرة المعدان بعروقه، حقا كان يعرف معنى الإصلاح حق معرفة.

بطل استسقى شجاعة جده، وراح يتدرب عليها حتى نال لقب سيد الوغى بجدارة، كان يطحن البعثيين برشاشته طحن الرحى، جهاده زج له الحب في قلب شهيد المحراب، استقطب من اجداده العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين، لم يطالب بخدمة جهادية لأنه يعلم ان مناصبهم لا تعوض مواقف جهاده، لذلك كان لله متضرعاً طالباً للشهادة.

لم تستسيغ له رائحة الدواعش النتنة، وتقدم الركب لطردها، وقف مدافعا عن مرقد عمته، لم يرضى لها السبا مرة أخرى، وهو يردد عباراتها "كد كيدك وأسعى سعيك فوالله لن تمحو ذكرنا".

استباح الإرهاب ارضنا، وكان اول المتصدين له، اسد يتقدم قطيعه، لم تأخذه في الله لومة لائم، لبس قلبه على لامة حربه، تخطى ربوع جرف الصخر، عسكر على تخوم تكريت، تربع في قلب الرمادي، اذاق ايتام البعث وبقيته ضربات طالما تعلمها من اجداده وقادته.

رصاصة حاقدة اصابته وسط رمضان المبارك، وهو يستطلع قواطعه ليبدأ الهجوم، سقط أسداً وسط قطيع من الجرذان، كانت وصيته مفعمة بإبتسامة الشهادة التي انتظرها كثيراً، وكانت دماءه سبباً في تحرير رأس الافعى.

خلاصة القول:

يا صالحاً أ وهل اتوك فجأةً؟ .......  أسدٌ انتَ وهمٌ الجرذانِ

أ تجمعوا عليك حين غفلة؟ .................... أم ان حربك كانت لهم برهانِ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك