المقالات

لماذا شنت الأنظمة العربية حربها علينا؟!

2298 2017-01-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

من المؤكد ان عددا كبيرا من القراء، يشعرون بخيبة امل كبيرة من وضع الدولة القائم، فقد تحطمت آمالهم على صخور الفساد، وتلاشت تطلعاتهم عند بوابات المحاصصة المنيعة، وتعمقت مشكلاتهم بمعاول الطائفية الحادة؛ وهي آفات كبرى؛ طبعت مسار دولتنا منذ أربعة عشر عاما، وربما ستبقى مهيمنة على مشهدنا القالئم، الى أمد منظور ليس بالقصير.

لكن ومع كل هذا الكم الهائل من الخيبات؛ دعونا نسترجع بعض مفردات ما حصل عندنا، وفي محيطنا الجغرافي، كي نتبين مواطيء أقدامنا أولا، ولماذا حصل الذي حصل ثانيا، ولنستشرف ما سيحصل كمحصلة، ومثلما ترون فإن ذلك مهمة كبرى، لا تكفيها مساحة عمود متواضع، في جريدة تحاربها شياطين الأنس والجان!

بتركيز عال كي لا تضيع الفكرة؛ لابد لي من القول، بان الانهيارات الكبرى لأنظمة شمولية، كالذي حصل في بلادناـ إنما حصل بأدوات خارجية، أنضجتها ظروف داخلية؛ في مقدمتها انتهاء (صلاحية) النظام الشمولي السابق، لكونه أصبح نشازا، وخارج سياق التطور الإنساني، ولا يتسق مع حركة التاريخ، كما أنه بات لا يخدم مصالح الذين صنعوه، والمفارقة الغريبة؛ هي أن من صنعوه هم الذين أزاحوه!

مثل هذه الأنهيارات تمثل فوران تنور؛ ولا بد ان تتبعها هزات اجتماعية وسياسية كبرى، بحجم ما حصل، ولا بد أيضا من التسليم؛ بأن الذي يجري في العراق الآن شيء طبيعي، من المتوقع حدوثه، نظرا للمستوى المفجع، من التنافر الاجتماعي والمكوناتي، الذي نتج عن سيادة نظام شمولي أرعب حتى نفسه.

إنها بالحقيقة هزات، كان ينبغي ان تتحرك؛ وفقا لمنطق السياسة بثلاث محطات، المحطة الأولى هي تأسيس( سلطة)، تدير المجتمع وشؤونه انتقاليا، ولكن بحد مقبول من التداخلات، التي من بينها استعمال القوة، بمستوى أكثر من حده الطبيعي بالمجتمعات المستقرة.

ثاني المحطات؛ الانتقال بالبلاد الى دولة المؤسسات، التي تشيع في بدايتها؛ حدا أدنى من قيم مقبولة، ثم يتم في مراحل لاحقة الانتقال الى دولة الهدف.

 السؤال الكبير هنا؛ هواين وصلنا بعد قرابة أربعة عشر عاما، منذ أن أجريت لنا عملية إستئصال دولة الرعب!؟

الإجابة سهلة، وهي أننا لم نصل، لكن المؤكد أننا نمشي حثيثا، نحو بناء دولة وفقا لقياساتنا، وهذا بالضبط؛ هو الذي يجعل الآخرين يقفون بالضد العلني، من عملية بناء دولة على مقاسنا، لأنهم يعرفون أننا سنبني "دولة" وليس "نظام" حكم، مثلما يملكونه أو مثلما بنوا.

إننا بالحقيقة؛ نبني ولأول مرة منذ أربعة عشر قرنا"الدولة" العراقية، وستكون هذه الدولة مقدمة لدولة العدل الإلهي، لكن" العربان" بنوا "أنظمة"، مثل"النظام" السعودي والأردني والبحريني واليمني...الخ، الفرق التنافري بيننا وبين محيطنا الجغرافي، هو أننا وبرغم كل مساويء الأربعة عشر عاما الفائتة، نبني "دولة" وهم يبنون "نظاما"..!

الأنظمة يمكن أن تنهار بصيحة واحدة، تنادي "الشعب يريد أسقاط النظام"!

كلام قبل السلام: ليس من المتوقع أن يصيح أحدأ "الشعب يريد زوال الدولة"، والفرق كما ترون كبير بين الدولة والنظام، الدول تبقى والأنظمة تزول؛ وسترون!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك