المقالات

من معنا ومن علينا..؟!

2763 2016-12-13

عمار جبار الكعبي
من بديهيات العقل ومسلماته ان يحدد أصدقائه وأعدائه ، ليضع خطط تتناسب وواقعه ، ليكون سلوكه منسجماً مع ما يمر به من أزمات او مواقف ، وبغير ذلك يكون تخبطه امر حتمي ، والتخبط قد يتسامح معه الفرد ان كان على مستوى حياة الفرد ، ولكنه كارثة على مستوى الدولة ، اذ من مميزات الدول العصرية التخطيط لعشرات السنوات ، ووضع السيناريوهات المتوقعة ، وردود افعال الاصدقاء والاعداء ، لتكون مستعدة لاتّخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب وفق رؤية واضحة وعميقة
تشهد الساحة السياسية منذ التغيير والى يومنا الحالي حالة من الضبابية ، تجعل من التنبؤ بمآلات الأمور أمراً مستحيلاً ، بسبب تغير المواقف بين ليلة وضحاها ، نتيجة تعدد الاجندات والارتباطات الخارجية للعديد من الشخصيات المؤثرة في سياسة البلد ، وهذا يقتضي ان يتم الفرز بين من معنا ومن علينا ، اذ يعتبر ذلك الخطوة الاولى لأي حل سياسي ، يطمح لتغيير الاوضاع السياسية والانتقال من مرحلة الصراع الى مرحلة البناء ، وابرز أدوات الفرز هي التسوية الوطنية المطروحة ، اذ عن طريقها سيتم الفرز بين الاصدقاء والاعداء وكذلك المغرر بهم ،من خلال ردود الأفعال التي ستمثل التوجهات والأجندات ، وهذا يوجب ان من يكون معنا يشارك في الحكومة ، لان الضامن الثاني من الضمانات التي تم الحديث عنها سابقاً هو الايمان بالعملية السياسية والديمقراطية ، والاقرار بحقوق الاغلبية الشيعية السياسية والثقافية والاجتماعية وكل ما يترتب عليها من مواقف وسلوك بحكم الواقع
الرافضين للتوصل لحل وفتح صفحة جديدة ، ويصرون على سياسة توفير الغطاء السياسي للارهاب والنزعات الانفصالية بصورة مباشرة او غير مباشرة ، عن طريق رفض التسوية صراحةً او بصور غير مباشرة عن طريق رفع سقف مطالباتهم بغرض العرقلة ، فسيفرزون عمن يؤمنون بالعراق الجديد ، وبين هذا وذاك ستتضح المساحات الرمادية ، وخصوصاً في الجمهور السني سواء الصامت او المغرر به
الموقف الدولي المتمثل بالأمم المتحدة الداعم والمؤيد للتسوية سيكون رافضاً لأي شكوى أو تباكي من قبل الرافضين للتسوية على حقوقهم ، بحجة دكتاتورية الأغلبية ، كون الأغلبية قدمت ولازالت تقدم ، وفتحت أبوابها للاتفاق وبحثت عن المشتركات الوطنية ، وبهذا من سيكون مع التسوية فسيكون حاضرا في الحكومة ومن رفض المشاركة فسيكون معارضة لن يلتفت لها أحد ، إضافة إلى الضمانات الإقليمية التي سيتعهد بتقديمها المشاركون في التسوية وكذلك الأمم المتحدة للحد من التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية ليكون القرار وطني بنسبة كبيرة في القرارات والمواقف التي ستتخذ مستقبلاً ، وهو ما يمكن اعتباره الانطلاقة الحقيقية للعراق الجديد ، بغالبيته التي تعبر عن مطالبها صراحةً ومن دون وجل بعدما أمضت ثلاثة عشر عاماً محاولة ارضاء الشركاء من دون نتيجة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك