المقالات

الساسة السنة والحاجة الى عملية جراحية باهظة التكاليف !

2141 2016-12-09

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com     كشف موقف الساسة السنة، من التصويت على قانون الحشد الشعبي، عن جزئية لا تتعلق بالمواقف السياسية، أو بإفتضاح أمرهم، وإنكشاف إرتباطاتهم الخارجية على نحو مخزٍ، بل عن نهم مفرط نحو مراكز السلطة.
    لقد إشترط ساسة السنة عدة شروط، يتعين على الحكومة والتحالف الوطني تنفيذها، كي يصوتوا على مشروع القانون، وبعض تلك الشروط طلبوا تنفيذها؛ قبل التصويت على القانون، كضمانات تدفع مقدما؛ شأنهم شأن السماسرة العقاريين، حينما يشترطون دفع أجور الدلالية مقدما!
    من بين تلك الشروط؛ أنهم أرادوا أن يترأسوا قيادة الحشد الشعبي! ( يامن تعب يامن شكَى، يامن على الحاضر لكَى) كما أشترطوا أن تكون رئاسة أركان الحشد لهم ( كي يديروا الأمور القتالية على هواهم، أو أن يأخذوا أبناءنا الى حيث يريدون، كما في سبايكر)، وإشترطوا أيضا أن توكل الدائرة الإدارية والمالية في الحش إليهم ! (ودع البزون شحمة)، واشترطوا أن تكون لهم، نسبة 45% من هيكلية ومنتسبي الحشد الشعبي، وهذا مخالف لنسبة السكان السنة من مجموع العراقيين، كما أنه شرط هدم وليس وسيلة بناء.
    الحقيقة أن هذه الإشتراطات، ليس الغرض منها فقط الحصول على إمتيازات، مع أن ذلك يقع في مقدمة إهتماماتهم، لكنها تقع ضمن ما تميزت به عمليتنا السياسية، من نهم الساسة المفرط نحو المراكز التنفيذية، وهذا يكشف عن عدة أمور، أما كل واحد منها على حدة أو مجتمعة، وهي تتراوح بين الدافع الشخصي، والنوازع الفردية، وحب السلطة وجاهها، وما توفره من منافع مادية، وعدم وجود ثقافة المعارضة وتبني مطالب الجماهير.
    لقد تسبب هذا النهم بتزاحم شديد على تلك المراكز، وتحول التزاحم في مراحل كثيرة من مراحل عمليتنا السياسية، الى مشكلة مستعصية الحل، ومن إنعكاسات التزاحم وتداعياته، إستحداث الكثير من المناصب والمراكز الوظيفية، وإستحداث مؤسسات فضفاضة وبعناوين مختلفة، ويقدم عدد نواب رئيس الجمهورية، ونواب رئيس مجلس النواب، ونواب رئيس الوزراء، والوزراء ومستشاري رئاسة الوزراء، ورؤساء الهيآت المستقلة، وقادة الأجهزة الأمنية المتعددة، وعدد أعضاء مجالس المحافظات، ووكلاء الوزراء، ورؤساء المؤسسات والمديرين العامين وغيرها، أرقاما مفزعة.
    كلام قبل السلام الإدارة الحكومية العراقية ليست مترهلة فحسب، لكنها مصابة بتضخم لا تجدي معه العلاجات قط، وليس من سبيل إلا بعملية جراحية، باهظة التكاليف على الصعيد السياسي والوطني، ومن بين اسباب هذا الترهل؛ تقف المحاولات الدائمة لإرضاء الساسة السنة في المقدمة…!
   سلام..    
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك