المقالات

مصالحة أم تسوية؟!

2125 2016-12-06

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

     لاريب ان التخبط والعشواء، كانا العناوين الأبرز، لمسيرة مقاربة بناء تصورات مشتركة تجمع العراقيين، ومن حق العراقيين اليوم؛ أن يطرحون أسئلة كثيرة بعضها مثير، وهم يجدون أنفسهم إزاء مشروع بعنوان كبير، دخلت الأمم المتحدة على خطه، وتبناه التحالف الوطني العراقي، كاكبر قوة مكوناتية، مؤمنة بالعملية السياسية بل وقائدة لها.

مع إقترابنا من النضج السياسي، نظرا لمرور زمن ليس قليل، على شروعنا بالعملية السياسية الديمقراطية، وما نتج عنها من مخرجات، إلا أن الذين لا يزالون مصرين على قيادة الدولة بلا مشروع، أو بمشاريع عمياء، جعلوا هوية الدولة موضع تساؤل، مع أنها  واضحة وثابتة ومثبة بالدستور منذ 13 عاما.

     نعيد هنا الى الأذهان؛ أن الوقت والأموال والدماء التي أنفقت على مشاريع باهتة، لم تثمر شيئا على مدى ثماني سنوات، هي عمر تجربة السيد المالكي، مع مشاريع المصالحة والصحوات ولجان الإسناد، وما تفرع عنها من مؤسسات ومناصب، بل ولقد تشكلت في حينها وزارة للمصالحة، كانت بالحقيقة وزارة لرعاية المصالح وتوزيع المنافع، وحولوا هذا الهدف النبيل، الى مجرد هوسات ومؤتمرات الخ، الأمر الذي أساء الى هذا المبدأ والمفهوم الكبير والمهم .

     في مسار التوافق السياسي وورقته التي أقرت منذ عامين تقريبا، فإن قانون العفو العام الذي تم تشريعه قبل عدة أشهر، واصبح باتا ونافذا، وأطلق بموجبه سراح آلاف من المشمولين بفقراته، لا بد أن توظف القوى السياسية معطياته لصالح بناء السلم المجتمعي

     في قضية التسوية الوطنية، يتعين أن تفهم الأطراف المستهدفة بها، أنها تسوية وليست مصالحة، وهي من شقين: إصلاح للنظام ، ومصالحة للشرائح والمكونات، على قاعدة المشتركات الوطنية الجامعة، وقاعدة الإيمان الراسخ بالعملية السياسية السلمية البناءة، سبيلا أوحدا لحل المشكلات والخلافات.

في الإطار العام والتفصيلي، فإنه من المفهوم أن "التسوية" لا تستهدف اي ارهابي، او بعثي، او تكفيري، او عنصري، او اي عنصر لم يحسم أمره قضائيا، وما سوى ذلك هو من تهريج المغرضين..

     لا يتحقق بناء جسور الثقة وفقا للتسوية المطروحة، إلا بإعلان من يريد الانخراط بها، بشكل واضح وصريح، عن إعترافه بالنظام والدستور الجديدين، وان يلتزم بكل مخرجاتهما السياسية والقانونية والإدارية.

    التحالف الوطني، وهو يمسك برمانة الإنتصار الكبير، الذي سيتحقق لا محالة قيربا بأذنه تعالى، وبهمة ودماء الأشاوس من قواتنا الأمنية، جيش وشرطة وحشود شعبية وعشائرية، وبمختلف مسميات الفصائل التي تعفر دمائها ارض الطهر والنقاء في بلاد الرافدين، وأنه أجمع على إنفاذها ، وان لا حل للعراق الآمن المستقر المتقدم، الا بها، ليس إبراءا للذمة من موضع القوة فحسب، بل لأنه يريد بناء وطن يسعنا جميعأ.

    كلام قبل السلام الذي يريد ان ينحر الأهداف النبيلة في مهدها، ودون أن يناقشها؛  فلا بد ان يحضر جوابه للخالق عز وجل، وللتاريخ والنَّاس ولنفسه الأمارة بالسوء..!

    سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك