المقالات

مفوضية الإنتخابات؛ بس تعالوا..!

2974 2016-12-02

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

في أفق الزمان؛ أن تأجيلا لإنتخابات مجالس المحافظات سيحصل، حيث كان مخططا لها أن تجري في الثلث الأول من العام القادم، لكن ظروف البلد الأمنية والتكاليف المالية، أملت على قياداته أن تتجه نحو دمج تلك الأنتخابات؛ بإنتخابات مجلس النواب، التي من المؤمل إجرائها في العام 2018.

برغم أن المفوضية ليست صاحبة القرار، فهي جهة تنفيذ وليس تقرير، لكن لا يبدو أنها مع هذا الخيار، لإعتبارات معروفة لسنا بصددها الآن، وسنتناولها في قادم الأيام، برغم أن الحديث عنها لا يسر المفوضية..!

فقد مددت المفوضية لشهرين عملية التسجيل البايومتري، التي تشهد عزوفا من المواطنين عن الإشتراك بها، كما ان المفوضية اعلنت عن إعتذارها، عن إنجاز الأنتخابات المحلية في نيسان 2017، وهو أعتذار أعطته أسبابا عديدة،  لا تسمح للمفوضية بإنجاز الواجب على كل حال.

في قضية تحديث سجلات الناخبين، وعملية التسجيل البايومتري، نعتقد أن هذه العمليات، تشكل مهمة وطنية كبرى، حيث تكتسب هذه الجزئية الفرعية، من عملية الإعداد للأنتخابات أهميتها، من كوننا لا نمتلك بالحقيقة؛ ما يمكن الركون اليه رسميا، وإعتماده كمرجع موثوق، لتحري أوضاع السكان في العراق، يتناول أعدادهم، وتوزيعهم، وأعمارهم، ومن هو منهم مؤهل لأن يشارك في الأنتخابات.

في عام 1997 كان قد أجري إحصاء للسكان، وهو إحصاء لم يشمل محافظات أقليم كوردستان آنذاك؛ لأنها كانت خارج سلطة الدولة، فضلا عن أنه لم يكن ممكنا أجراؤه؛ في مناطق واسعة من وسط وجنوب العراق، لأن سلطة الدولة هناك كانت مهترئة، حيث لم يكن بإمكانها الحكم؛ أبعد من مراكز المحافظات، ولذلك لم يعتمد رسميا.

 كما أن أحصاء 1977 الذي كان تجريبيا، لم تعتمد مؤشراته، لأنها لم تكن هي الأخرى دقيقة، وهكذا بقينا نعتمد أحصاء 1957؛ الذي بيننا وبينه 59 سنة بالتمام والكمال!

اليوم يعتمد العراق في متابعة وتخطيط إحتياجات سكانه، على مؤشرات البطاقة التموينية وسجلات وزارة التجارة فقط، التي نكتشف دوما أنها تعطي مؤشرات خاطئة، إذ يكتنفها كثير من التزوير والأخطاء والتكرار، وبقاء أسماء المتوفين والمسافرين.

لذلك لم يكن من بد من ركون مفوضية الأنتخابات، الى عملية تحديث سجلات الناخبين، فهي تعطي مؤشرات ونتائج واقعية الى حد ما..لكن ثمة مشكلة يتعين أن تلتفت إليها المفوضية، وتعالجها قبل فوات الأوان.

تتمثل المشكلة في أن ظروف  البلاد الأمنية، والأحداث المتسارعة التي جرت منذ حزيران 2014، حدت من قدرة المواطنين على التحرك، كما أن التثقيف على أهمية تحديث سجلات الناخبين، لم يكن بالمستوى المطلوب، إضافة الى أن المواطن عموما؛ لا يرغب بمراجعة مؤسسات الدولة.

إن المفوضية؛ مدعوة أن تضغط قليلا على كوادرها وجهازها الفني، وترتب أوضاعها مجددا، وتستثمر الوقت الطويل؛ الذي يفصلنا عن الإستحقاق الإنتخابي في 2018، وتأتي الينا بجهازها الوظيفي الى بيوتنا، وتطرق ابوبانا لتحديث سجلات الناخبين.

المفوضية إن فعلت ذلك، تكون قد أسهمت بزيادة الناخبين المتوقعين، ما ينجح العملية الأنتخابية، ويعطي مؤشرات إيجابية جدا عن عمل المفوضية، ويدفع بالعملية السياسية نحو نتائج أكثر مصداقية.

كلام قبل السلام: كل ذلك يجب أن يحصل دون أن تطلب المفوضية، أموالا أضافية لتنفيذ هذه المهمة، وإلا ما "سوينا" شيء..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك