المقالات

مدينة تلعفر وحكاية التحرير


وليد كريم الناصري

من قبل (6000) سنة قبل الميلاد، تشير الدراسات بوجود تاريخ لمدينة "تلعفر"، وتقع شمال غرب العراق في محافظة نينوى، يسكنها ( 281000) نسمة، حسب ما جاءت به إحصائيات وزارة التجارة العراقية، عام 2010.ذات غالبية تركمانية، منهم "التُرك" يرجعون الى قبائل "الغز" من " الأوغوز الأتراك" وتأتي تسميتهم" تُركمان" مشتقة من كلمة "تورك إيمان" أي الترك المؤمنيين، بعدما أدركوا الإسلام، كانت هجرتهم الى عراق على مراحل وعصور مختلفة، منهم من جنده "عبيد الله إبن زياد" لقتل الحُسين سبط النبي "محمد" وأسكنهم العراق.

فتحت بعدها الامبراطورية السلجوقية أبواب الهجرة للعراق، ومن ثم توسع الدولة العثمانية، بعدما فتح العراق على يد سليمان القانوني عام 1534 ، ومن بعدها إستيلاء مراد الرابع على بغداد عام 1638، مما فتح الافاق ليسكن الأتراك العراق، وينشأ التركمان في بلاد الرافدين، ولكن الجزء الأكبر من هولاء اليوم، ينحدرون من سلالة الجنود العثمانيين، والتجار وموظفي الدولة، ممن نُقلوا للعراق، خلال فترة حكم الدولة العثمانية.

منهم العرب أيضاً وعلى إختلاف عشائرهم بما يشمل العلويين، عاشوا مع ذلك الوجود التأريخي، وتوارثت الأجيال تلك المدينة التأريخية، توحدهم عراقة مدينتهم ولغتهم التركمانية، بالرغم من محاولة العديد من الحكومات، اضطهاد وتهميش هذا المكون العريق، كان أخرها حكومة البعث الصدامي، والذي لم تسلم قومية أو طائفة من بطشه، أضف الى ذلك التدخل الكردي، الذي يحاول ضم تلك المدينة الى إقليمهم، وترحيل الهوية العربية منها!.

ما بعد عام 2003م، بدأ الأمر يرجع الى نصابه، بعدما وجدت تلك المدينة من يمثلها بالحكومة العراقية، وصارت أهالي المدينة، تعيش شيء من التحسن في حالها الخدمي والمعيشي والأمني، لولا تدخل بعض القوى السياسية لاحقاً، والمستفيدة من تهجير العوائل العربية التركمانية من المدينة، فذاقت ويلات السيارات المفخخة، ونيران وشظايا الأجساد الملغمة،حالها حال المدن الغير أمنة في بغداد.

مدينة تلعفر يقسمها شارع "تلعفر الكبير" ويفصل بين مكونيها العربيين"التركماني الشيعي" والتركماني السني" بعد دخول داعش الى المدينة، حاول بعض أهلها التصدي لهم، ولكن الإرهاب وجد حاضنة وثغره له في الجانب السني..! وبدأ يشن حملاته الإرهابية بأتجاه جانب الشارع الأخر! خرجت على إثره عوائل التركمان الشيعة أولاً، وبعدما أدرك الطرف الأخر، بأن داعش لا تستثني العدو والصديق، صار هو يخرج من المدينة.

دخول قوات الحشد الشعبي الى مدينة تلعفر، يجعله بين مهمتين أحدهما أصعب من الأخرى، الأولى تحرير المدينة من داعش وجيبوبها المنتشرة بالوسط السني، وهذا ما حققه الحشد، وهو عازم على إكمال تحقيقه بالكامل.أما المهمة الأصعب هي إجتثاث وإقتلاع تلك النزعة الطائفية، التي ترجمها بعض التركمان السنة، الى عمليات ثأر من شركاء العيش، فطردوهم من ديارهم ونهبوا ممتلكاتهم، بدعم ومساندة من عناصر داعش، ظنا منهم بأن داعش عدوا للشيعة دون السنة، وهذا ما ينقله عامة أهالي تلعفر، بأن أغلب الأهالي السنة، هم من سرقوا ونهبوا وأحرقوا بيوت الطوائف الأخرى، على مرأى انظار ومسامع عناصر داعش الأجانب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك