المقالات

إذا ما وقعنا في فخ الإختلاف، فلنتمسك بحافة التشابه.


وليد كريم الناصري

قاعدة لم يصل الى معطياتها أغلبهم، ومعادلة لم تتزن بعد، المجتمع على إختلاف طبقاته ومستوياته، من الصعب أن يسير بإتجاه واحد وفق للعوامل الطبيعية، العقل على إختلاف مقادير تفكيره داخل جرم الإنسان، له نوازعه, وعواطفه, وهواجسه المؤثرة به، تارة نجد تلك الإنفعالات، هي من تمسك بزمام العقل وتسيره حيث تريد، فتخلق إنسان مختلاً بقراره ومتسرع بفعله، وتارة أخرى تجد العقل، هو من يقود الإنفعالات، فتنتج إنسان قويما بذاته وتفكيره وما يصدر عنه.

على الفرض أعلاه، نتكلم عن مجتمع لم تدخل أليه ماكنة القومية، أو النزعة الطائفية بعد، ولم تصل إليه أيدي الترهيب والترغيب، لتحدث فيه ما تحدث من تكتلات وإنطوائات، تصل الى درجة إختلاف ألأشقاء داخل الأسرة، وقد يصل الأمر الى تكفير الأخ أخاه والأب ولده! مما أحدث تفكك الأسرة، وبالتالي تقاطعات المجتمع الواحد، فيصبح المجتمع بحد ذاته لقمة سائغة، يقلبها فكي التفرقة والاختلاف، ومن الغريب أن يفسر بعضهم تلك التقاطعات "حرية للرأي"! وحق التمسك به، من دون النظر الى ماذا ستخلق بالنهاية، ومن الرابح من تلك التقاطعات.

على كلا الفرضين، مجتمع تقاطع لعوامل طبيعية، وأخر تقاطع لعوامل وضعية، هل فكر المجتمعان بوجود ثوابت لا يمكن التنازل عنها من الطرفين؟ وهو ما يدخل إطار العقائد المشتركة، والتي منها التناظر بالخلق في البشرية، والتشابه بالحقوق في الإنسانية، والإقرار للخالق في الأديان، والشهادة لله بالعبودية ولمحمد بالنبوة في الأسلام، نزولاً الى العديد من المشتركات بين فرق المذهب الواحد، وتكتلاتها ومرجعياتها الدينية والسياسية.

مع الجزم بوجود تقاطعات وتكتلات بالأغلبية الشيعية في العراق، إلا إننا نشاهد اليوم السيل البشري المتجه نحو كربلاء، لزيارة الإمام الحسين يوم 20 صفر، تناسى كل تلك المسميات المتقاطعة، مئات الكيلومترات من الأراضي، وفي مختلف المدن العراقية، نَصبت الأهالي ومن مختلف الطوائف الإسلامية وغيرها، سرادق تقديم الخدمات للسائرين، وهذا ما يعطي دليل واضح على أن "الحسين"عقيدة، تجتمع عنده مختلف المسميات الإنسانية والدينية والسياسية والمجتمعية.

زُهد الحُسين بنفسه من أجل الإنسانية، وهب له الإنسانية بمجملها، وأرق أحساس وعواطف الخلائق، شهدائنا اليوم أيضاً وهبوا أنفسهم للوطن والمقدسات، هم إستكمال لثورة الحسين الزكية، ولابد أن يكون الشهداء عقيدة يجتمع عندها الجميع، فمن المخجل والمعيب أن تمزق أو تحرق صورة الشهيد السعيد"صالح البخاتي"! من قبل احد أبناء المذهب، ماذا فعل الشهيد البخاتي حتى يجزى هكذا؟ هو قائد رأى الشعب والوطن، على إختلاف طوائفه وقومياته، بحاجة لدمه الطاهر، فذهب ليلتحق بركب الحسين شهيداً.

صورة الشهيد "البخاتي" حتى وإن حرقها طفل أو شخص مغرر به، ليس الأمر بهذه السهولة، لنقف ونسأل من غرر بهذا الشخص؟ ومن يا ترى تصدر منه هكذا أفعال؟ الإجابات قد تكون واضحة، ولا تستوجب صعوبة التكهن، إنه المرض الخبيث، والسرطان الذي هتك بالمجتمع، قتل أبناء المراجع في النجف! قتل أبناء جلدته من الجيش والشرطة، بتهمة أذناب الاحتلال! حرق المؤسسات الدينية! وقتل من قتل على الهوية! هذه الفئة الضالة التي لابد أن تقتلع، أو أن تفهم القاعدة بالإكراه"إذا ما وقعنا بفخ الاختلاف، فلابد أن نتمسك بحافة التشابه"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك