المقالات

ما لا يمكن إغفاله في التسوية التأريخية

1904 2016-11-09

عمار جبار الكعبي 
امتاز العراق منذ عقود ولا يزال بعدم إمكانية توقع حوادثه ومواقفه وأحواله ، حتى قال عنه احد السفراء الأجانب قبل مدة ، بعد عودته من إجازته التي امتدت لخمسة عشر يوماً ، انه مصدوم بدرجة تسارع الأحداث ، وتغير المواقف وكأنه يشاهد فلم ، بسبب تعدد السيناريوهات ، واستعار حدة الصراعات والتحولات التي تحتاج الى سنين في الدول الآخرة ، كلها تحدث في ايام قليلة ، نظراً لما يشهده العراق من انتقالة نوعية كبيرة على مستوى تحرير أراضيه واستعادة عافيته التي فقدها قبل سنتين ونصف تقريبا ً ، الانتقال لا يمكن اتمامه مالم يوازيه انتقال او تطور سياسي واجتماعي وثقافي ، يقوم بإصلاح الخلل الذي أنتج المشاكل السابقة ، وكاد يودي بمستقبل العراق وشعبه أشد الأوقات صعوبة ً في تاريخ العراق 
التطور المرتقب يحتم قراءة مواقف المكونات ، ومعرفة اتجاهاتها وميولها وأجندتها ان كانت لا تزال مرتبطة بها بعد كل ما حصل ، الوضع الحالي يمكن ان يسمى بالحاضنة التي تفضي الى واحد من خيارين ، أولهما التقسيم ، وثانيهما التعايش السلمي ، وهي الخيارات التي مرت على اغلب الامم على مر العصور ، كما الحال بالنسبة لالمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها ، ومن يريد عزة وقوة وطنه لن يوجه أنظاره الى غير التعايش السلمي ، لما له من فرص وفتح صفحة جديدة لبناء الوطن 
البركة الراكدة ( الوضع الحالي ) لا يمكن ان يستمر ، لما يحمله من تناقضات صارخة وصراعات لن يُطفئ لهيبها ، ومهما استقر الوضع بنظر البعض ، سيتفجر عند وقوع اول حصى في هذه البركة الملوثة بالدماء والفساد ، فهي لا تحمل في طياتها اي فرصة للنجاح ، لتراكم الفشل ، واتصاف شركاء التحالف الوطني بميزة ( خذ وطالب ، شارك وخرب ! ) ، وهو ما لن يتقبله لا التحالف الوطني بحلته الجديدة ، ولا جماهير التحالف التي ضاقت ذرعاً بالشركاء ، ولم يعد هنالك قدرة على تحمل مثل هكذا تصرفات عنجهية متفق عليها ، فأما مشارك بالحكومة ومشاكس ، واما معارض مشهر لا يهمه غير تسقيط الآخرين ، واما قاتل يستبيح الدماء ويهتك الأعراض . 
التسوية التاريخية المنتظرة ، والتي يتم الحديث عنها هذه الايام ، يجب ان لا تغفل هذه الملاحظات ، التي تعتبر من ابرز مميزات المرحلة السابقة ، والتي سببت شرخاً مجتمعياً لا سياسياً فقط ، وكما هو مسرب ان التسوية وضعت حلولاً جذرية لمثل هكذا افعال وبرعاية اممية ، تكون فيها الامم المتحدة شاهداً وحكماً لكيلا يقال فيما بعد تم تهميش الشركاء ! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك