( بقلم : عمار العامري )
لا يخفى على احد الصراع التركي الكردي على الحدود العراقية – التركية ولا نستغرب إن هذا الصراع من عقود منصرمة ولكن ما إطفاءه على السطح مؤخرا هو ظروف استجدت ولم تكن سابقا موجودة وقد يكون بعضها سبب لنتائج حصلت مؤخرا على الساحتين التركية والعراقية.
ويبقى إن نشخص أن هذا الصراع هو خلاف قديم بين طرفين هم الدولة التركية والتي تجمع ثلاثة إطراف هم السلطة التنفيذية وقادة الجيش والشعب التركي مستبعد منه أكراد تركيا هذا من جهة ومن جهة أخرى حزب العمال الكردستاني الكردي والذي يمثل جزء من أكراد تركيا لا كل الأكراد هناك ولكن تبقى حالة التعاطف بين أكراد تركيا تؤثر في الدعم المعنوي لا اللوجستي وما دمنا قد صنفنا من هم طرفي النزاع علينا أن نوضح ما الأدوار الحقيقية التي زجت بعدد كبير من الأطراف في هذا الصراع.
جمهورية تركية العلمانية ومنذ أكثر من 100 عام تحولت من دولة إسلامية أسيوية إلى جمهورية علمانية أوربية تحالفت مع اكبر القوى العالمية لضمان بقاءها محاولة الدخول ضم طبقة أسياد العالم من خلال الاتحاد الأوربي ولكن وبعد تزايد المد الإسلامي والذي أوصل ذات الحجاب لتكن وصيفة الرئاسة للدولة الاتاتوركية أصيب العالم بالذهول فبدأ المنظرون للسياسة العالمية التحرك لصنع وإيجاد تحديات أمام الإسلامية التركية الجديدة والتي تحدت القدرة العسكرية التركية وانتصرت عليها مما جعل من التنظير العالمي أن يخلق أزمة أكراد العمال الكردستاني كتحدي أمام الجمهورية ذات الطابع الفتي فما كان أمامها أما الانتصار أو السقوط والرجوع للسيادة العسكرية العلمانية.
أما دخول أكراد العراق طرف دون غيرهم من الأكراد في إيران وسوريا جاء على اثر الاستحقاقات التي حصل عليها أكراد العراق من قبل التحرير من حكومة البعث وإعلان الفدرالية في شمال العراق والازدهار الاقتصادي والعمراني الذي طرى على محافظاتهم ولكن وكما أسلفنا سابقا أن قرار بإيدن لم يكن مجرد رأي أنما كان امتحان لكل الإطراف العراقية من اجل الكشف عن نواياهم ومن سوء حظ أكراد العراق فقد فشلت قيادتهم في الامتحان على لسان مسعود برزاني وهو الشخص الذي يحلم بإعلان دولة كردية في شمال العراق عكس غريمه امام جلال الذي اقتنع باليقين أن الفدرالية هي أفضل استحقاق للكرد متميزا عن نظيره برزاني بالواقعية الحقيقية فعندما وافق إقليم كردستان على التقسيم شهر أعداه السيف بوجهه فما كان السيف ألا تركيا والتي حذرت أكراد العراق عندما أيدوا التقسيم.
هذا ما اجبر بشار الأسد على التوجه إلى طهران وعقد قمة ثنائية من اجل توحيد الرؤيا امام هذا التحدي والذي قد يضر بالمصالح عامة في المنطقة ويجر الأربعة دول التي يقطنها الكرد إلى حرب حكومية – كردية في الداخل من أربعة جهات. الحكومة العراقية باتت امام مفترق طرق عناصر – بي كي كي – في أقصى الشمال ولا سيطرة لحكومة بغداد عليهم وأكراد العراق يتعاطفون معهم وتركيا تريد القضاء عليهم نهائيا وسكوت من جانب بغداد يعني أن السيادة العراقية في خطر محدق فيجب أن تجد الحلول المناسبة بالتعاون مع الإطراف الدولية.
أما أمريكا هي ألان بين أمرين إما أن تساند تركيا في الهجوم على شمال العراق وهذا يضر بمصالحهما وقد لا تستطيع تركيا ذلك ألا بعد إبادة حتى لبعض أكراد العراق وبنفس الوقت يعني تجاوز على السيادة جمهورية العراق هذا أمر وأما الأخر فالسكوت سوف يشجع تركيا على ما تريد ولكن يجبر العراق على مطالبة الولايات المتحدة بان تمنع الاجتياح لأنه وفق القانون الدولي على الدولة المحتلة حماية الأراضي التي تحت نفوذها.
فإذا الصاع التركي الكردي جاء لنتائج السياسات الأخيرة التي أفرزتها الساحة والخاسر في اندلاعها يعني انهيار إسلامية حكام تركيا إذا ما فشلوا في السيطرة على عناصر العمال والذين سوف يشعلوا نار في انقره أما الخاسر الأخر هم أكراد العراق وينتج عنها تقويض لسيطرتهم في إقليم كردستان مما يرجح كفت الحكومة المركزية ويجعل السطوة تكون لصالح دعاة الفدرالية من الأكراد لا من صالح المنادين بالتقسيم والذي جاء بالويل لمؤيديه.
https://telegram.me/buratha