المقالات

القضاء العراقي يدخل موسوعة غينيس / وليد كريم الناصري

1257 2016-08-10

 

أين موسوعة "غينيس"عن ما يحدث في العراق؟ البلد يشهد تطورا هائل! يعيش حداثة العصر! وسرعة التحكم بالوقت للإستفادة منه! طلب برفع الحصانة! تصويت على ذلك! ذهاب المتهم الى غرف التحقيق! تفنيد أدلة المدعي! صدور حكم البراءة! وبعدها أقر بغلق القضية نهائياً، كل ذلك فاق سرعة الأنترنيت في اليابان، وسرعة الحركة في الصين، حتى سرعة الأسلحة الأمريكية! وطائرات روسيا.
وأنا أتصفح التلفاز، قرأت خبر عاجل أدهشني!( رئيس البرلمان؛ يطلب من النواب التصويت على رفع الحصانة عنه! لكي يمثل أمام القضاء بنفسه!) إستبشرت خيراً ليس لموقف سلبي ضد الرئيس أو غيره، ولكن أحسست إننا نعيش عصر التفقه السياسي، ويندر هكذا أشخاص في دول العالم، يقدم نفسه الى المحكمة والتحقيق! منذ زمن ونحن نسمع بهكذا رؤساء! والآن هم يمثلوننا! إستذكرت بداخلي بعض رؤساء العالم، ممن يتصفون بتلك الشجاعة والجرأة.
وأنا أطالع أخبار باقي القنوات الفضائية لتأكيد الخبر، جال في خاطري شيء من الشعور بالمسؤولية الوطنية، كلمني في أحد الايام رجل أمن،يعمل في سجن الناصرية،إن هنالك طفل بعمر (8) سنوات سجن في زنزانة الاحداث! لأنه سرق طير داجن من جيرانه! وإستمر التحقيق مع الطفل والبت بقضيته(6)أشهر،أقر القاضي بعدها أن يقضي(5)سنوات في الزنزانة!التي ستعطله عن الحياة الكريمة بعدما يخرج بعمر(13)سنة وسيخرج وقتها مجرم لا يكترث للمجتمع بأهمية،لأن من يمثل المجتمع أعدم حياته بثمن طير داجن!.
كان شعوري بالمسؤولية وأنا اقرأ خبر رئيس البرلمان؛ بأنه كم سنحتاج من الوقت في البرلمان والمحكمة الإتحادية؟ للتحقيق مع الرئيس والبت بقضيته، وكم سيؤثر سلباً على عمل البرلمان؟ ومن سيدير البرلمان خلال هذه الفترة؟ التي قد تتجاوز السنتين قياساً بما إستغرقته محاكمة الطفل! قوانيين غلب عليها التراب تملأ رفوف البرلمان! قضايا متعلقة، وتبعات من جراء الإستجواب الأخير، الذي كان ضيفه وزير الدفاع، الأدلة التي إستغرق وزير الدفاع، سنوات لجمعها! جزماً ستحتاج نفس الفترة لتفنيدها؟
بعدما تأكد لي خبر طلب رئيس البرلمان! غفوت وأنا أطالع التلفاز، لا أعلم وقتها لبثت نصف ساعة أو أكثر؟ إستيقضت بعدها لأجد الكارثة الكبرى! لم تعد المحاكمات في العراق تحتاج(6)أشهر لمحاكمة سارق الطير! رفع الحصانة عن الرئيس,وذهابه للقضاء,والتحقيق بملفات الفساد, والبت بالقضية, وإصدار قرار بغلقها, لم يتجاوز الوقت،الذي شرب به القاضي شربة ماء، وهو يحاكم الطفل ذو الستة سنوات بقضية سرقة الطير! بدأت أشك بنفسي حينها هل غفوت فأماتني الله كأصحاب الكهف أو أني عشت حادثة نبي الله عزير؟
مهزلة ومسرحية كبرى! لابد لغينيس تدوينها! محاكمة بسرعة الضوء وإنطلاقة ألانترنيت! ضحك على عقول الشعب! لا بد للشعب إن يفهم ويعي بأي منحدر هو القضاء؟ مطالبات المرجعية بالإصلاح التي لم يدركها الشعب والجماهير، وراح يعربد أمام الخضراء, ومجلس البرلمان, ومقر رئاسة الوزراء, لإستبدال وزير مكان أخر! وماذا لو إستبدلنا بدل الوزير عشرة، في ظل قضاء فاسد لا نستطيع أن نخطو خطوة واحدة نحو الإصلاح.
لسنا بصدد إتهام وتبرئة رئيس البرلمان، بقدر ما ننتقد القضاء، الذي أثبت للعالم فساده، وصار شعار يكتب ويقرأ بين سطور قاعات المحكمة في البلد!(لا تبحث عن من يمتهن المحاماة؛إبحث عن محام يعرف القاضي)، بمثل هذا "يزيد إبن معاوية" قتل "الحسين سبط رسول الله" كانت علاقته مع "شريح القاضي" تفوق الندامة والمصلحة الشخصية!ومن تبعاتها ان صدق الناس "شريح فقتلوا "الحسين"، ماذا يريد اليوم رئيس البرلمان؟هل يريد إعادة علاقته بشريح؟هل"مدحت المحمود"قادر على قتل الشعب؟كما قتل شريح "الحسين".
وأخيراً نقول؛ لابد للشعب أن يعي ويدرك، إن الإصلاح ليس بالشعارات الركيكة! التي يطلقها السذج والجهلة من الزعماء! الإصلاح الحقيقي، يكمن في مطالبات المرجعية العليا! فلطالما طالبت بإصلاح القضاء أولاً، ومن خلاله يمكن النهوض بواقع البلد لحل الأزمات، ولكن بحت الأصوات! وتيبست العروق! من شدة وكثرة التوصيات، فلا الحكومة تريد ان تسمع لتنفذ! ولا الشعب يريد أن يفهم معنى الاصلاح الحقيقي، الذي يضمن لملمة وتكوير الاصلاح بكفة الشعب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك