المقالات

داعش المسكوت عنه

1537 2016-07-05

ينقل ان احد احفاد ابو سفيان في القرن الواحد والعشرين ، جاءه ابو سفيان في المنام ، ليسأله ويطمئن عليه وعلى احواله ، فسأله كيف حالكم من بعدي ، فأجابه حفيده لقد أسلمنا ! ، فصدم ابو سفيان من الخبر ، ولكن حفيده استدرك قائلاً وبتنا نحكمهم بأسم اسلامهم ، ونقتلهم بحجة تطبيق شرع دينهم ، وتسلطنا عليهم ، ونفذنا فكرك ومنهجك وكل ما تحلم به بزيهم ، لأننا أسلمنا ولم نؤمن ، أسلمنا لنستطيع التسلل الى حكمهم والانتقام منهم ! 

تجربتنا الديمقراطية الوليدة ، واجهت نفس المصير ، حيث هنالك الكثير ممن ارتدوا ارواب الديمقراطية ، وتظاهروا بحمل فكرها وسلوكها لينفذوا ما عجزوا عن إظهاره والحديث به ، ولو اطلعنا على قلوبهم وحقدهم على تجربتنا لولينا منهم فرارا ، ولملئنا منهم رعبا ! 

الجيوش المجيشة من عبدة النظام الصدامي ، المخابرات ، والاستخبارات ، والفدائيين ، والحرس الجمهوري ، والبعثيين اعتقاداً ، أين ذهبت هذه الآلاف منهم ؟ ، هل تنكروا لفكرهم ؟ هل اقتنعوا بالديمقراطية واعتنقوها فكراً وسلوكاً واعتقاداً ؟ أسئلة لابد ان تطرح ويجاب عنها ممن هم يحملون هم الدفاع عن تجربتنا الديمقراطية ، اذ خطر هؤلاء لا يمكن مقارنته بأي خطر اخر ، لانهم ينخرون جسد ديمقراطيتنا ، وينفذون أجنداتهم حتى يوصلونا الى ان نطلب البعث للخلاص من الديمقراطية 

استغلوا الحرية والحقوق الممنوحة من قبل الدستور العراقي ، أصبحوا يتحركون وينتقلون ويكتبون من دون قيد او ضاغط ، ليشاركوا في المظاهرات ، ويحولوها من مظاهرات ذات هدف اصلاحي حقيقي الى فوضى واعتداء على املاك الدولة ، وتدمير مؤسسات الدولة ، بعدما كانت المظاهرات قريبة من تحقيق هدفها الاصلاحي ، أفسدوها لانهم لا يريدون اصلاحاً ، فالإصلاح يضر مصالحهم ، ويدمر حلمهم بعودة بعثهم ، الفوضى هي الوسط الحامل لجرثومتهم ، والذي يوفر أفضل الأجواء لنموهم وتكاثرهم بعدما كانت المطالَب بمحاسبة المفسدين ، وسراق المال العام ، ومن اساء استخدام سلطته ، ومن تسبب في هدر أموال البلد ، وتسبب بشكل مباشر او غير مباشر بأحتلال ثلث العراق ، حرفوا هذه المطالبات بفعل خبرتهم في قيادة العقل الجمعي ، اصبحت الهتافات عبارة عن سب وشتم وانتقاص وسخرية من رموز المجتمع وقياداته ، وبالخصوص ممن قاتلوا البعث وازلامه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وكانوا السبب الرئيس في اضعافه ، وفضح سياساته في المنظمات والمؤتمرات الدولية ، فجعلوا المجتمع يحارب من حرره ، وينتقص ممن دافع عنه وضحى في سبيله ، مهمتهم افراغ المجتمع من اي وعي او فكر حر ، غايتهم نخر جسد المجتمع وإضعافه عن طريق تجريده من قادته الحقيقيون ، حتى يتفردوا به ، حينما يكون لا حول له ولا قوة ، ومن هنا تأتي خطورتهم ، فهم داعش المسكوت عنه ، مطلبنا ان يكون لنا حشد ثقافي ، يواجههم كما واجه حشد المرجعية ، دواعش الصحراء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك