المقالات

الثورة اللا عراقية السوداء

1371 20:36:45 2016-06-11

كان هناك مجموعة من الناس في سفينة في عرض البحر ، ومعهم شخص معتوه ، وفجأة ودون سابق إنذار ، قام هذا المعتوه بحفر السفينة في المكان المخصص له ! ، ولما سألوه : لماذا تفعل ذلك ؟ ، قال : انا حر في ان اعمل ما أشاء في المكان المخصص لي في هذه السفينة ! ، ولن اسمح لأحد بأن يتدخل فيما هو لي !!! 

الحرية ليست ان تفعل ما تريد انت فقط ، من دون ان تراعي الضروف ، او تتجاوز حدودك لتعتدي على حرية وحقوق الآخرين ، او ان تحرق بلداً انت شريك ٌ فيه ، فالبلد بلد الجميع وليس وقفاً لك لوحدك ، تفعل به ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء نخوض حرب وجود ، ضد ارهاب لا يميز بيني وبينك ، هوايته القتل ، ونزهته اجتياح المدن وتشريد سكانها ، مدعوم من عدد كبير ممن يحلم ان يفعل ما يفعله ، لولا انه يريد المحافظة على شكله امام الدول ، فينفذه بيد المرتزقة 

الحروب تنتج الوحدة الداخلية ، حتى بين المتناقضين والمتنافسين ، حتى ان الدول التي تعاني من الانقسام الداخلي تفتعل الحروب لتوحد شعبها ، وترص صفوفها ، فتتحول الى كتلة بشرية واحدة ترهب الأعداء ، وتسر الاصدقاء ، وتفتخر بوحدتها وقوتها ، فالجميع يدعم وطنه في حربه ، ويتناسى خلافاته ، لان الوطن أسمى من تنافساتها ، وأغلى من قيادتها المتخبطة ، التي لا تعرف متى تدعم وطنها ، ومتى تطلب اصلاحه ان كانت هي المصلحة 
ثورتكم اللاعراقية السوداء ، اصبحت تساند الجناح السياسي لداعش ، فأسستم بها الجناح الجماهيري لداعش ، اعتدائكم على مقرات التيارات والكتل التي يقاتل ابنائها في الفلوجة ، يجعلكم طابوراً خامس لداعش ، داخل المدن ، يقوي من عزيمتها ، ويعطيها الامل بالاستمرار ، لان النزاع الداخلي يفتك بالجبهة الموحدة اثناء الحروب ، ويقوي من عزيمة الأعداء ، ويجعل لها أدوات في عمق مجتمعنا ، يغرس خنجره في خاصرتنا ، ويضعفنا ، فهل إصلاحكم يقتضي نشوب حرب داخلية لا تبقي ولا تذر ، والمنتصر الوحيد فيها خاسر ، وثمراتها تقطفها داعش ومن حولها !. 

العقل الجمعي ، يغيب العقل الواعي ، فيجعله يرى الاخ عدو ، والمدافع خائن ، والمحب مبغض ، وابرز دليل على هذا هو تمزيق صور شهداء عمليات تحرير الفلوجة ، في ظل صمت عجيب من الأجهزة الامنية التي وقفت موقف المتفرج على هذا الاعتداء ، الذي يخلوا من كل إنسانية وعرفان بالفضل لمن ضحى بأغلى ما يملك ( نفسه ) ، من اجل ان تناموا متنعمين بين عوائلكم 

قد اختلف معك في الرأي ، ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمناً للدفاع عن حقك في التعبير عن رأيك ، لكنكم تناسيتم ان من دفع حياته لتعبروا عن رأيكم وحرياتكم ينتظر منكم ان تحترموا حريته ، ودمائه الطاهرة التي سالت من اجلكم ، فكنتم ناكرين للفضل ، مقادين لا قائدين لانفسكم ، أدوات لمشروع يقضي على وحدتنا فهل أنتم مدركون لحقيقتكم ايها الحمقى !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك