المقالات

الثورة اللا عراقية السوداء

1453 2016-06-11

كان هناك مجموعة من الناس في سفينة في عرض البحر ، ومعهم شخص معتوه ، وفجأة ودون سابق إنذار ، قام هذا المعتوه بحفر السفينة في المكان المخصص له ! ، ولما سألوه : لماذا تفعل ذلك ؟ ، قال : انا حر في ان اعمل ما أشاء في المكان المخصص لي في هذه السفينة ! ، ولن اسمح لأحد بأن يتدخل فيما هو لي !!! 

الحرية ليست ان تفعل ما تريد انت فقط ، من دون ان تراعي الضروف ، او تتجاوز حدودك لتعتدي على حرية وحقوق الآخرين ، او ان تحرق بلداً انت شريك ٌ فيه ، فالبلد بلد الجميع وليس وقفاً لك لوحدك ، تفعل به ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء نخوض حرب وجود ، ضد ارهاب لا يميز بيني وبينك ، هوايته القتل ، ونزهته اجتياح المدن وتشريد سكانها ، مدعوم من عدد كبير ممن يحلم ان يفعل ما يفعله ، لولا انه يريد المحافظة على شكله امام الدول ، فينفذه بيد المرتزقة 

الحروب تنتج الوحدة الداخلية ، حتى بين المتناقضين والمتنافسين ، حتى ان الدول التي تعاني من الانقسام الداخلي تفتعل الحروب لتوحد شعبها ، وترص صفوفها ، فتتحول الى كتلة بشرية واحدة ترهب الأعداء ، وتسر الاصدقاء ، وتفتخر بوحدتها وقوتها ، فالجميع يدعم وطنه في حربه ، ويتناسى خلافاته ، لان الوطن أسمى من تنافساتها ، وأغلى من قيادتها المتخبطة ، التي لا تعرف متى تدعم وطنها ، ومتى تطلب اصلاحه ان كانت هي المصلحة 
ثورتكم اللاعراقية السوداء ، اصبحت تساند الجناح السياسي لداعش ، فأسستم بها الجناح الجماهيري لداعش ، اعتدائكم على مقرات التيارات والكتل التي يقاتل ابنائها في الفلوجة ، يجعلكم طابوراً خامس لداعش ، داخل المدن ، يقوي من عزيمتها ، ويعطيها الامل بالاستمرار ، لان النزاع الداخلي يفتك بالجبهة الموحدة اثناء الحروب ، ويقوي من عزيمة الأعداء ، ويجعل لها أدوات في عمق مجتمعنا ، يغرس خنجره في خاصرتنا ، ويضعفنا ، فهل إصلاحكم يقتضي نشوب حرب داخلية لا تبقي ولا تذر ، والمنتصر الوحيد فيها خاسر ، وثمراتها تقطفها داعش ومن حولها !. 

العقل الجمعي ، يغيب العقل الواعي ، فيجعله يرى الاخ عدو ، والمدافع خائن ، والمحب مبغض ، وابرز دليل على هذا هو تمزيق صور شهداء عمليات تحرير الفلوجة ، في ظل صمت عجيب من الأجهزة الامنية التي وقفت موقف المتفرج على هذا الاعتداء ، الذي يخلوا من كل إنسانية وعرفان بالفضل لمن ضحى بأغلى ما يملك ( نفسه ) ، من اجل ان تناموا متنعمين بين عوائلكم 

قد اختلف معك في الرأي ، ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمناً للدفاع عن حقك في التعبير عن رأيك ، لكنكم تناسيتم ان من دفع حياته لتعبروا عن رأيكم وحرياتكم ينتظر منكم ان تحترموا حريته ، ودمائه الطاهرة التي سالت من اجلكم ، فكنتم ناكرين للفضل ، مقادين لا قائدين لانفسكم ، أدوات لمشروع يقضي على وحدتنا فهل أنتم مدركون لحقيقتكم ايها الحمقى !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك