المقالات

الفيدرالية يعني إفلاس التوافق


( بقلم : بقلم سامي جواد كاظم )

أنا اكتب بعيدا عن مدى فعالية وفائدة الفيدرالية للوضع العراقي الراهن ،المفعم بمخلفات السياسة التي كانت تعمل عليها الانظمة السابقة التي حكمت العراق والتي الحقت الحيف بالمحافظات النفطية بالذات اكثر من غيرها .الذين ينادون بتطبيق الفيدرالية لهم اسبابهم الخاصة لذلك بين الشرعية والغير شرعية والذين لا يوافقون على الفيدرالية هم كذلك لهم اسبابهم الشرعية والغير شرعية ومن هذا وذاك احد المعارضين للفيدرالية وبقوة هي جبهة التوافق بتكتلاتها الثلاثة ، وهنا نطرح السؤال ذاته او ان هل المعادلة اعلاه تنطبق على سبب رفض الفيدرالية من قبل التوافق هل الاسباب شرعية ام غير شرعية ؟!.

الملاحظ ان السبب المعلن من قبل التوافق لرفض الفيدرالية هو شرعي على اعتبار انهم يهمهم وحدة البلد ولكن في الخفاء هل هو شرعي وهل هو حقا ما يدور في مكامن نفوسهم وعقولهم ام ان هنالك اغراض اخرى ؟!.الذين ينادون بالفيدرالية ايضا اسبابهم المعلنة هي شرعية وذلك لما عانوه من ظلم كما يقال من (حكومات القرية ) ولان هنالك هاجس كثيرا ما ردد بين مواطني المحافظات الجنوبية وشخصيات سياسية عراقية وغير عراقية عن هذه المحافظات الجنوبية انها تنام على كل خيرات العراق وهي تتضور جوعا وظلما وتخلفا ، لهذا آن الاوان لكي ياخذ كل ذي حق حقه .

وكذلك نعم ... هنالك اطراف تريد الفيدرالية لغرض سرقة ما يمكن سرقته من نفط العراق لحسابها ، والعراقيون بين هذه التداعيات لا زالوا يعانون الامرين من تطبيق او عدم تطبيق الفيدرالية .لو صدقت النوايا فان الفيدرالية هي الحل الناجح للوضع العراقي وسواء كانت الفيدرالية لكل محافظة على حدة او فيدرالية الاقاليم مع التاكيد على فقرة الدستور النفطية التي تشير الى التوزيع العادل لايرادات العراق سواء كانت نفطية او غير نفطية على عموم العراقيين بما فيهم الاكراد فان ذلك ينتج عنه تعميم الخير على كل فرد عراقي هنا اؤكد لو صدقت النوايا ، وطالما هنالك انعدام الثقة بين كثير من الاطراف السياسية سواء كانت بمحلها او غير محلها ، تبقى هذه التجاذبات والاتهامات بين هذه الاطراف هي المعول الهدام لكيان العراق .ولكن هنا اريد ان اشير الى جبهة التوافق والتي هي حقيقة جبهة بمعنى الكلمة التي ترفض الفيدرالية وانا لو كنت بمكانهم لرفضت الفيدرالية ايضا لانه تطبيق الفيدرالية يعني ان تكون الحكومات المحلية للمحافظات او الاقاليم تكون من اهالي مناطقها ومن هم معروفون بالنزاهة والاعتدال ، وهذا يعني مَن مِن المحافظات ترغب بان يكون قادة التوافق قادة لهم ؟!

رهان التوافق قبل تاسيس مجلس انقاذ الانبار كانت المنطقة الغربية ولكن بعد تشكيل مجلس انقاذ الانبار ومجالس الصحوة للمناطق التي يقطنها عراقيون سنة بدا افلاس جبهة التوافق يلوح في الافق ،حتى ان مجلس انقاذ الانبار اعلن اكثر من مرة عن مضايقات الحزب الاسلامي للوضع في الانبار فضلا عن تسببه في بعض الحالات لاختراقات امنية في المحافظة ، اذا هنا لا بد من لعبة سياسية بديلة لما كانت تطالب به لانه لو بقيت على هذا الحال أي التوافق وانقضت الاربع سنوات للحكومة الحالية مع تعديل اسلوب الانتخابات هذا يعني على جبهة التوافق ان تغادر العراق هي وورقتها الميدانية التي عبثت كثيرا بالساحة العراقية من خلال استرخاص دماء العراقيين بكل مذاهبه وطوائفه ن مع مكسب واحد هو راتب تقاعدي خارج الخيال يشرعه لهم ابنهم البار المشهداني .من هنا نجد ان خطابها أي التوافق يكون على محورين الاول مزاميرهم التي تنادي بعروبة بغداد واحتلالها من قبل الصفويين والمحور الثاني التاكيد على المصالحة لحفظ ما يمكن الحصول عليه من امتيازات سياسية وحكومية وبضغط امريكي مع مضايقات لدول معروفة بمواقفها من الحكومة العراقية وبغض النظر عن نتائج الانتخابات القادمة .

ولعل تجوال السيد عبد العزيز الحكيم له دلالته الواضحة على تاييد المحافظات الجنوبية له من خلال الاستقبال الجماهيري الذي حظي به السيد الحكيم ، هنا اطرح سؤال الى الهاشمي والعليان والدليمي في أي محافظة من محافظات العراق يستطيعون ان يتجولوا فيها ويحظون بما حظي به الحكيم من استقبال رائع من قبل ابناء المحافظات الجنوبية ؟!!!!!!!!!!!! .

والله هذا هو السبب الرئيسي لرفض التوافق للفيدرالية ، فلو حجّمت صلاحيات الحكومات المحلية للمحافظات كلها مع منح صلاحيات واسعة لحكومة المركز يضاف لها القوة العسكرية المطلقة الخاضعة لحكومة بغداد فقط ، يساندها مكاسب المصالحة القاضية بتبوء مناصب وزارية رفيعة المستوى لرفاق الامس عندها سيوافق التوافق على هذه الفيبدرالية ويكون كما يزعم انه حافظ على عروبة بغداد من الصفوية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2007-10-21
هناك حملة مسعورة يقودها اصحاب العقول المسمومة عن طريق الفضائيات والاعلام يجب ان ينتبه لها كتابنا ومثقفينا ،هذه الحمله غايتها تصوير الفيدرالية وكأنها تقسيم للعراق وهذا الطرح الرخيص هو الذي يشوش على العراقيين البسطاء ويؤدي بهم الى التخوف منها لذا يجب القيام بحملة مضاده ضخمة لتبيان حقيقة الفدرالية وفائدتها للعراق بكل مكوناته مع تسليط الضوء على عشرات الدول التي تبنت هذا النظام الذي سرع في تطورها، مع تحريك الجماهير من اجل الاسراع بتطبيق هذا النظام الذي وراءه كل الخير والامان المنتظر.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك