المقالات

سلوك الاب

1378 22:55:43 2016-04-28

أخذت الأب الصدمة عندما علم أن ولده يمارس التدخين من دون علمه ، وشاهد كيف يخرج الابن علبة التدخين ويضعها أمامه مفتخرا بكونه قد صار رجلا يحق له إن يمارس ما يمارسه الرجال!
وبدا الأب بالبحث عن طريقة يبدأ فيها بنصيحة ابنه للكف عن هذا العمل, لكنه كان مترددا كيف يبدأ الكلام وينصح ابنه بعدم التدخين وهو يمارس التدخين في نفس الوقت.
هل يقول له انه قد اخطأ وسيكفر عن هذا الخطأ بتركه أم يقول له انه مضطر للتدخين وحكمه مختلف عنه ما دام الولد ليس معتادا على التدخين وبالتالي يمكنه الترك بسهولة.
وبينما الأب شارد الذهن لا يعرف كيف يبدأ الكلام بادره الابن وهو يحرك علبة التدخين قائلا:
ما رأيك بهذا النوع هل تدخن منه أم تدخن نوعا آخر ؟
شعر الأب بالإحراج ؛لأنه لا يجد طريقا للتعبير عن رغبته في الكلام عن رفضه لهذا الأمر في الوقت الذي يمارسه بنفسه.
أحس الولد بالإحراج الذي تسبب فيه من خلال السؤال عن نوعية التدخين ، وأراد إن يخفف من ضغط الإحراج فسال قائلا: إذا أردت إن أدخن فهل يوجد ما يمنع ذلك شرعا ؟
شعر الأب إن المسالة لم تختلف كثيرا ؛لان السؤال عن هذا الأمر لا يتخلف من حيث الإحراج عن السؤال السابق ؛لأنه إن قال إن التدخين حرام ,فقد اعترف بارتكابه الحرام ، وان قال إن التدخين حلال ، فقد فتح الطريق أمام ولده ليمارسه من دون إحراج كما يمارسه هو.
بدا يكشف عن نفسه بعض الإحراج وقال :
إن التدخين قد يكون محرما كما يراه بعض العلماء ، وقد يكون غير محرم كما يراه بعض آخر ، وهو في الحالتين عادة إن استطاع الإنسان الاستغناء عنها فلماذا يبقى ملتصقا بها وهو قادر على تركها !؟
فعاد الابن إلى السؤال: ماذا عن زماننا هذا كيف ينظر العلماء إلى هذا الأمر ؟
فقال الأب: أما الآن فقد وضع العلماء ضابطة للوقوف على حكم التدخين ألا وهي النظر إلى حالة الضرر التي تحدثها عملية ممارسة التدخين في المستقبل.
فرد الابن:هل هذا حكم المبتدئ والمعتاد ؟
فأجاب الأب بعد أن ذهب منه الإحراج شيئا فشيئا بقوله:
كلا إنما يحرم التدخين على المبتدئ إذا كان يلحق به ضرراً بليغاً ، ولو في المستقبل ، سواء أكان الضرر البليغ معلوماََ أو مظنوناً أو محتملاً بدرجة يصدق معه الخوف عند العقلاء ، وأما مع الأمن من الضرر البليغ ولو من جهة عدم الإكثار منه فلا بأس به.
أما المعتاد على التدخين إذا كان الاستمرار عليه يلحق به ضرراً بليغاً لزمه الإقلاع، إلاّ إذا كان يتضرّر بتركه ضرراً مماثلاً لضرر الاستمرار عليه، أو أشدّ من ذلك الضرر، أو كان يجد حرجاً كبيراً في الإقلاع عنه بحدّ لا يتحمّل عادة.
نظر الابن إلى الأب مبتسما واخذ يفتح العلبة ,وظن الأب إن ولده سيقوم بممارسة التدخين بعد سماعه لهذا الكلام وفعلا فتح الولد العلبة فتبين أنها كانت خالية.
فقال الأب: هل العلبة انتهت وآنت لا تدري ؟
فرد الابن:كلا إنها فارغة من البداية، فانا كنت أريد معرفة حكم التدخين وأخذت علبة فارغة من علبك وأردت أن اعرف منك حكم التدخين ؛لان أصحابي يريدون مني أن أدخن ، فما هو رأيك هل أصبح مثلك مدخنا أم تصبح مثلي ؟
فرد الأب: كلا أنا مارست التدخين ولا أجد حرجاََ الآن في تركه وأريدك أن تكون مثلي تترك ما تشعر انه ليس بضروري وأنا قررت أن أصبح مثلك فلا ترجع إلى التفكير بالتدخين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك